أكد مدير المركز العربي للبحوث التربوية د.مرزوق الغنيم على أهمية إعداد مناهج وإستراتيجيات، وتهيئة طرق وأساليب تدريس تناسب فئة ذوي صعوبات التعلم، لافتا إلى أن هذه الفئة تشكل شريحة كبيرة تفوق فئات التربية الخاصة الأخرى، مشيرا إلى أن هناك حوالي 20% من الطلاب في العالم يعانون من أحد أشكال صعوبات التعلم، و10% من مجموع الطلاب يعانون بما يعرف بعسر القراءة الذي يعوق تقدمهم الأكاديمي، ما يؤدي لهدر طاقاتهم وإمكاناتهم، وينعكس في بعض الأحيان على صحتهم النفسية، ما يؤثر على مستقبلهم العلمي والمهني.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة التربوية الـ 22 للموسم الثقافي التربوي والتي نظمها المركز العربي للبحوث التربوية على مسرح المركز بمنطقة الشامية تحت شعار «صعوبات التعلم.. العلة الخفية في التحصيل الدراسي».
وأشار د.الغنيم إلى أن الخطورة في مشكلة صعوبات التعلم خفية لظهورها عند أطفال أسوياء في نموهم العقلي والسمعي والبصري والحركي لكنهم يعانون من مشكلات تعليمية، مشددا على حاجة هؤلاء لبيئة تعليمية ودعم دراسي ملائمين ورعاية فردية مناسبة للتعامل مع نواحي القوة والتركيز عليها وتعزيزها وتقليص مواطن الضعف المحددة لديهم لتعليمهم المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها من خلال برامج خاصة لتدريب المعلمين على تنمية قدرات الطلاب ذوي صعوبات التعلم على التواصل مع المعلمين وكيفية تدريسها.
في السياق ذاته، اكد الوكيل المساعد لقطاع البحوث التربوية والمناهج د.سعود الحربي أن صعوبات التعليم مشكلة تدق ناقوس الخطر، لافتا إلى أهمية تضافر جهود وزارة التربية وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الوعي المجتمعي للتركيز على المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة واستراتيجيات التدريس، مشيرا إلى أن ظاهرة عسر القراءة ارتفعت على مستوى العالم، لذلك تحتاج لتركيز أكبر من جميع الجوانب، المعلم والمناهج والبيئة الدراسية، والوعي الذي تقدمه الخدمة الاجتماعية والنفسية، مبينا أن المرحلة المهمة هي التركيز على مرحلة الاكتشاف وليس التشخيص وان مشاكل صعوبات التعلم تتعلق بالنمو، كما أن التأخر الدراسي يرجع لأسباب قد تكون ثقافية أو تربوية أو اجتماعية وعلاجه أسرع وأسهل من صعوبات التعلم.
وفيما يخص عملية تطوير المناهج، قال د.الحربي: نعمل على تقليل عدد المواد الدراسية إضافة إلى تقليل المحتوى، والتركيز على المهارات الأساسية (القراءة والكتابة والحساب)، مبينا أهمية اتقان الطفل لهذه المهارات.
وتطرق د.الحربي خلال الجلسة الافتتاحية إلى أن مصطلح صعوبات التعلم ظهر في العام 1963 على يد صموئيل كيرك، وكان يطلق عليهم سابقا «الإصابة الدماغية»، مبينا أنها فئة تعاني من تأخر النمو وهي واحدة من العمليات المرتبطة بالكلام أو اللغة أو القراءة أو الحساب، مشيرا إلى انهم يعانون من ضعف مستوى التفكير في المهارات والمعلومات، والبطء في اكتساب المهارات والمعلومات وحل المشكلات، اضافة لاضطراب مستوى التعلم لديهم، الإحساس بالعجز، لافتا إلى أن القراءة حق ثقافي ومدني من خلال تكافؤ الفرص وديموقراطية التعليم والتي كفلها اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة.
وأوضح أن أسباب صعوبات التعلم تعود لعوامل عصبية وأخرى وراثية، وأسباب بيئية منها التغذية والحرمان الحسي والانحراف في الكيمياء الحيوية، مشيرا إلى أن هناك صعوبات التعلم النمائية والتي تؤثر على النمو اللغوي والمعرفي والمهارات البصرية والحركية، وبعضها مرتبط بالنمو ووظائف الدماغ والعمليات العصبية، والتي تنقسم إلى أولية مثل الانتباه والإدراك والذاكرة، وثانوية كالتفكير والكلام والفهم.
المصدر: هالة عمران / جريدة الأنباء .