0 تعليق
820 المشاهدات

ابني يعاني «التوحد»



سنتا دبويدت أم بلجيكية نجحت بفضل اطلاعها الواسع وتصميمها الكبير على أن تساعد ولدها في التخلص تماماً من تشخيص الأطباء لحالته على أنه مصاب بالتوحد. فبينما ينصح الطب عموماً أهل الأولاد المصابين بالتوحد التنكسي بتقبل حالة أولادهم والاستسلام، ما يدفعهم إلى حالة من الحتمية المحزنة، تُظهر حالة سنتا وابنها الذي ما عاد أحد يستطيع اليوم أن يخمن بما مرّ، أهمية فهم حالات مماثلة وأسباب عدم الاستسلام وفقدان الأمل.
تحكي هذه الأم تجربتها في الحوار التالي.
ماذا تعني كلمة {الشفاء} من التوحد، علماً أننا نعلم أن هذه الحالة لا شفاء منها، وفق الطب؟

أرفض هذه الكلمة لأنها تصدم وتدفع إلى التساؤل. ما عاد الأطباء اليوم {يشفون}، بل {يعالجون} الأمراض ويسهمون في الوقاية منها. أما المرضى، فيتحسنون، تستقر حالتهم، ويدخلون أحياناً في مرحلة تعافٍ. لذلك عندما يشفى أحد من مرض مزمن أو يعتبر الأطباء أن {لا علاج له}، تكون نظرة عالم الطب إلى هذه الحالة سلبية ويتفادى الأطباء والعلماء التحدث عنها.
أما من الناحية الإنسانية، فيجب أن نفرح بحالة مماثلة وأن تثير اهتمامنا، مع أننا نشهد العكس غالباً. في حالة التوحد، بلغنا حد السخافة. خلال عقود، تمحور الكلام الذي كرره الأطباء على مسمع الأهل حول أفكار مثل: {لا نعرف الأسباب، ونجهل الآلية. رغم ذلك، تسمح لنا خبراتنا العلمية الواسعة بأن نؤكد لكم بأن ولدكم لن يشفى مطلقاً}. والمفارقة أن الشخص الأول الذي شخص الأطباء إصابته بالتوحد نجح في الخروج من هذه الحالة. كان يُدعى دونالد ت.، وهو أحد المرضى الأحد عشر في المجموعة الأولى التي استند إليها ليو كانر لوصف متلازمة التوحد. رغم ذلك، لا يتكلم أحد عن هذه الحالة.

كيف تعرفين ذلك؟

أعرب الباحثان الأميركيان نارك بلاكسيل ودان أولستيد عن اهتمام كبير بالروابط بين التوحد والتسمم بالزئبق. وخلال عملهم، صبوا اهتمامهم على الحالات المرجعية الأولى. ولا شك في أن عملهم {عصر التوحد} (Age of Autism) مثير جداً للاهتمام وموثوق بدقة بالغة.

لنتحدث عن ابنك…

عندما كان صغيراً، كان صبياً طبيعياً بالكامل، سهل التعامل معه، وينبض حيوية، حتى إننا أطلقنا عليه اسم {بوذا الصغير}. نجح في الجلوس في شهره الخامس وسار في شهره الثاني عشر وبدأ يتكلم. كنت قد توقفت عن العمل مع ولادة أخيه الأكبر سناً. ما كنت أعمل، وتمكنت من إرضاعه طوال عام. ولم يمرض إلا عندما أعطاه الطبيب لقاحاته الأولى…
مع الحقنة الأولى من اللقاح الثلاثي (شلل، حصبة، كزاز، وخناق)، عانى نوبات حمى وصلت معها حرارته إلى أربعين درجة مئوية طوال أيام عدة. كنت أحمله بين ذراعي طوال ساعات. هكذا ربيته واعتنيت به كما لو أنه نبتة هشة.
كان للجرعة الثانية من هذا اللقاح التأثير ذاته. لذلك قررت إرجاء ما تبقى من برنامج اللقاحات. وفي شهره الـ18، كان علينا تكرار اللقاحات.
وحرصاً منا على عدم إصابته بحمى قوية، قررنا إعطاءه حقنتين منفصلتين من لقاحي الشلل والكزاز فحسب. هكذا لم يعانِ هذه المرة الحمى أو أي أعراض ظاهرة. ولكن بعيد ذلك، بدأ سلوكه يتبدل. وفي غضون أسابيع، انقلبت حاله رأساً على عقب. بدأ يعاني مشاكل مع التهاب الأذن الوسطى المزمن.
ظننا أننا إذا عالجنا هذه المشكلة، ستتحسن حاله، لكنه تابع التراجع من النواحي كافة. وفي سن الثالثة، ما عاد يمكننا التحكم في حالته. فَقَدَ كل اتصال بصري، ما عاد يتكلم البتة، وزال أي تفاعل له مع محيطه الاجتماعي. وهكذا تحوَّل إلى ولد عدائي، حاد الطبع، سريع الغضب، يرمي كل الأشياء على الأرض. وراح يضرب الأرض بقدميه، يصيح، يعض، ويصدم رأسه بالأرض مرات في اليوم. كان يمر أحياناً بحالات من الهدوء الغريب، أو يقفز مثل فراشة ملوحاً بيديه، أو حتى يختبئ طوال ساعات في إحدى زوايا المنزل. وما كان من سبيل إلى جعله يطيع أوامرنا. نتيجة لذلك، شعر أن قطتنا كانت أكثر منه ذكاء. كان يستيقظ وهو يصيح، أحياناً ثماني مرات في الليلة. شخَّص الأطباء أنه مصاب بحالة من التوحد التنكسي مع تأخر عقلي، ونصحونا بأن ندخله إلى مدرسة خاصة. ومع هذا الخبر شعرنا أن حياتنا قد انتهت.

بعد صدمة التشخيص، ماذا فعلت؟

بعد بحث عميق، اكتشفنا أشرطة عن أولاد نجحوا في الخروج من هذه الحالة من خلال {مقاربة الطب الحيوي}. تهدف هذه الحالة إلى معالجة مشاكل الصحة المزمنة التي تحدث خللاً في عملية الأيض لدى الطفل وتعيق نموه. كانت هذه الأشرطة تتحدث عن أنظمة غذائية محددة وعملية إزالة للسموم من الجسم بواسطة الأدوية. ومع أن فرصة النجاح واحد في الألف، كان لا بد لنا من اختبارها. فرضنا على ابني نظاماً غذائياً خالياً من الحليب، الغلوتين، الصويا، والسكر. وكانت النتائج فورية: في غضون 48 ساعة، استعاد الاتصال البصري، وبعد ثلاثة أسابيع، ما عاد يضرب رأسه أرضاً. وهنا أدركنا أننا نحقق تقدماً.

هذا مذهل! نسمع غالباً أن الأنظمة الغذائية لا تجدي نفعاً.

انطلاقاً من تجربتي الشخصية وتجارب كثيرين آخرين، أؤكد لك أن النظام الغذائي بالغ الأهمية، مع أنه ليس كافياً بالتأكيد. وعندما لا يجدي النظام الغذائي نفعاً، يعود ذلك إلى أنه لم يطبَّق بصرامة أو لفترة كافية من الزمن. خلال الشهر الأول، يمر الولد في مرحلة من التخلص من السموم، فتزداد أعراضه وتصرفاته سوءاً. ولكن لا نحقق أحياناً النتائج المرجوة لأن الولد استمر في تناول أطعمة ممنوعة أو حتى زاد استهلاكه لها. ما من نظام غذائي واحد أو وصفة واحدة تلائم الجميع. يعتمد ذلك على حالة الطفل. على سبيل المثال، إن كانت مشاكل داء المبيضات كبيرة، نعتمد نظاماً غذائياً يقوم على {الغلوسيد بالتحديد}. ولكن في حالة الصرع، يمكننا أن نلجأ إلى نظام السيتوجين (أي الامتناع كاملاً عن الغلوسيد، الحد من البروتينات، والإكثار من الدهنيات) أو نظام GARD (الابتعاد عن الغلوتاميت). كذلك يواجه بعض الأولاد مشاكل مع الأكسيلات أو الساليسيلات، ويؤدي كل هذا إلى فرض حظر صارم على أنواع محددة من الأطعمة، على الأقل خلال فترة النظام الغذائي، أي لا داعي للامتناع عنها طوال الحياة. إذاً، يعتمد أساس كل نظام غذائي أو علاج، عموماً، على المراقبة والتكيّف مع حالة كل شخص. لكن ثمة نقاط تلائم كل الحالات: الحليب، الغلوتين، الصويا، الذرة، السكريات، المواد الملونة والحافظة، بدائل السكر، وغيرها. ومن الضروري تفاديها في الأنظمة الغذائية كافة. نبدأ من هذه ومن ثم نعدل النظام ليتناسب مع حالة المريض. وأوضح هذه الفكرة بالتفصيل خلال ورشات العمل التي أنظمها.

ما أنواع التدخلات الأخرى التي ساعدت ابنك؟

اعتمدت مقاربة في المقام الأول على الغذاء. كان علينا أولاً أن نسد النقص في جسمه. صحيح أنه كان يبدو بكامل صحته، إلا أنه كان يعاني نقصاً في مواد أساسية عدة. لذلك أعطيناه فيتامينات، أملاحاً معدنية (زنك، كالسيوم، ومغنيزيوم)، أحماضاً دهنية، وغيرها. عمدنا بعد ذلك إلى مهاجمة العوامل الممرضة وكل ما يسبب حالة من الالتهاب المزمن. وتشمل هذه الخمائر المعوية (داء المبيضات)، البكتيريا، الفيروسات، والطفيليات.
اعتمدت المرحلة الأخيرة على التخلص من المعادن الثقيلة، وشملت في حالة ابني الرصاص والزئبق مع عوامل  محددة، أي جزيئات كيماوية يمكن أخذها عن طريق الفم، الحقن، أو كتحاميل… تستطيع هذه الجزيئات التعلق بالمعادن الثقيلة حيثما وجدت في الجسم وإخراجها. بتعداد هذه الخطوات على هذا النحو، قد تبدو مهمة سهلة، إلا أن العكس صحيح. خاض ابني صراعاً محتدماً طويلاً.

كيف قمتم بذلك في الواقع؟

اتصلنا بمعهد أبحاث التوحد في سان دييغو، الذي يقود أهم الأبحاث في مجال معالجة التوحد. فنصحونا باللجوء إلى طبيبة تعاين أحياناً المرضى في الخارج. وخلال معاينتها ابني في إنكلترا، قالت لنا الطبيبة: {لدي خبران: الخبر السيئ أن ابنكما يعاني كماً كبيراً من المشاكل الصحية. أما الخبر الجيد، فهو أننا نملك وسائل لمعالجتها، وأن أمام ابنكما فرصة لاستعادة كل وظائفه وقدراته}. لكنها أوضحت لنا أنها لا تستطيع أن تقول ذلك لكل مرضاها.
كان العلاج مكثفاً بكل ما للكلمة من معنى. كان علينا في البداية العثور على منتجات جيدة وملائمة لأن للنوعية والجرعات تأثيراً بالغ الأهمية. عملنا بعد ذلك على إعطائه مكملات غذائية الواحد تلو الآخر، وزدنا الجرعة للتحقق من تأثيراتها. منذ الأسبوع الأول، لاحظنا تحسناً طفيفاً. على سبيل المثال، مع الزنك بدأ يصبح أكثر تيقظاً وتفاعلاً على الصعيد الاجتماعي. دفع بسيارة صغيرة نحو أخيه ونطق ببضع كلمات. لم نكن نتخيل أن إعطاء ابننا أشياء بسيطة مثل الأملاح المعدنية والفيتامينات قد يؤثر إلى هذا الحد في حالته.
تكمن المشكلة في أن أناساً كثراً يختبرون هذه الطريقة، إلا أن الجرعات التي يعتمدونها تظل صغيرة والفترات قصيرة. وهكذا في بضعة أسابيع تحول مطبخي إلى صيدلية. صرت أسحق الحبوب، أفتح الكبسولات، أخفق السوائل، وأجعل ابني يبتلع هذا الخليط الكريه بواسطة حقنة. رحت أدون كل شيء: الجرعات، الساعات، الأنواع، الوجبات، التصرفات، الأعراض الجسدية، وحركة الأمعاء. وكان هدفنا الأول الحصول على حركة أمعاء جيدة ومنتظمة، أي التبرز مرة واحدة في اليوم. كان من الضروري تعزيز، مجدداً، عملية الأيض ووظائف التخلص من الفضلات طبيعياً. ومن المراحل المهمة الأخرى تحسين دورة {المثيلة}.
تقوم هذه العملية على تبادل ذرات كربون في جسمنا تسمح للجينات بالعمل وتؤدي دوراً مهماً في التخلص من السموم. لذلك للحصول على حقن من فيتامين MB12 كان من الضروري طلبها من إيطاليا. وهنا أدركت أهمية الطريقة التي تُعطى بها هذه المواد المغذية. فقبل العثور على صيدلية يمكنها أن تؤمن لنا الحقن، حاولت أن أعطيه هذه المواد عبر الفم، بواسطة الرقع، الرذاذ الأنفي… ولكن لا مجال للمقارنة.
لا شك في أن طلب هذه الحقن استحق العناء، لأنه في هذه المرحلة بدأ يحقق تحسناً ملحوظاً على الصعيد الفكري. فقد انطلق في الكلام، مع أنه ظل طوال فترة من الزمن يكرر الأصوات ذاتها التي شعرنا ألا معنى لها. وهذه تُعد بالتأكيد لغة خاصة بالتوحد. ولكن مع مرحلة الاستخلاب الأخيرة، نجحنا في رفع حاجز التوحد بفاعلية. فبعد إعادة التوازن للأمعاء، التدخل في عملية {المثيلة}، والتخلص من الزئبق والرصاص، حققنا المرحلة الأهم من العلاج والأكثر دقة وحساسية. فإن لم نقم بهذه العملية بطريقة متقنة وبتحضير مسبق، نخاطر بالتسبب بكثير من الأضرار. لذلك كان من الضروري أن يخضع ابننا لمتابعة طبية مكثفة. لكن اكتشفنا أن قلة من الأطباء مطلعة على بروتوكولات مماثلة في الدول الفرانكوفونية.

ماذا حققتم من نتائج؟ كيف حاله اليوم؟

احتاج إلى سنتين من العلاج المكثف كي يخرج من هذا التشخيص، فضلاً عن سنة إضافية كي يبلغ مستوى نظرائه. كان تقدمه كبيراً وسريعاً. يبلغ اليوم التاسعة من العمر وهو في الصف الثالث الابتدائي. يمارس الرياضة وله أصدقاء. وتصفه مدرسته بأنه {ذكي جداً}. قد يكون معدل ذكائه، الذي حُدد بأدنى من 80، أقل من المعدل المتوسط. سألني الأسبوع الماضي: {هل من تاريخ لانتهاء صلاحية رقاقات البطاطا؟}. فقد لاحظ أن في خزانة المطبخ كيساً نحتفظ به منذ زمن وأن من الضروري تناوله قبل أن يفسد}.

إذاً، هل انتهت الأنظمة الغذائية الصارمة؟

نعم بالتأكيد. ما عاد يتبع أي أنظمة غذائية أو يتناول مكملات غذائية أو أدوية. ولكن من الضروري توخي الحذر، ومتابعة تناول خضر وفاكهة طازجة وعضوية إن أمكن.

وماذا عن العلاجات؟

ما عاد يتبع أي علاجات. ترعرعت في محيط يولي أهمية لعلم النفس. كان أحد والديَّ بروفسوراً متخصصاً في علم النفس السريري في جامعة  لوفان. كذلك درست المعالجة النفسية طوال سبع سنوات. أدرك تماماً أن النفس تؤثر في المادة. ولكن مع النتائج الأولى للنظام الغذائي، كان علي  تبني وجهة نظر معاكسة. نعم، تؤثر المادة في النفس. يعاني الولد المصاب بداء المبيضات مواد عصبية سامة في دماغه. تكون حاله أشبه بمدمن الكحول، ويتصرف على النحو عينه. يضحك وحده، يفقد توازنه، يكون شارد الذهن، مفرط النشاط، حساساً تجاه الضجة، أو العكس لا يأبه بما يدور حوله.
لا شك في أن للعلاج النفسي أهميته، ولكن من الممكن الحصول على نتائج أفضل بأشواط إن أولينا أهمية لحالة الولد الجسدية. أما في حالة ابني، فقد قُبل في مدرسة عادية وأُعطي فرصة. وهكذا تمكَّن من أن يتطور وفق وتيرته الخاصة. وقد أسهمت المدرسة في علاجه باحترامها نظامه الغذائي وعلاجاته ومكملاته الغذائية. ولا شك في أن هذه خطوة كبيرة ومميزة منهم. وعندما أدركت أهمية التربية والتدريس، فهمت أنهما يشكلان جزءاً من العلاج.

هل تعرفين حالات أخرى شفيت؟

لا شك في أن كل عملية شفاء تشكل معجزة للعائلة وتشمل نوعاً من اللغز المحير. لا يشفى الجميع، ولكن لا ضرر من المحاولة. والجواب: نعم، أعرف عدداً من الحالات الأخرى، منها فتاة كانت تعاني التوحد منذ الولادة، وقد شخَّص الأطباء إصابتها بمتلازمة كانر. كانت طفلة عدائية جداً. لذلك ما كان أمامها أي فرص غير العيش في حالة من التهدئة الكيماوية الدائمة وقضاء حياتها في مصح خاص. لكنها تبلغ اليوم الخامسة عشرة من عمرها. لها صديق، تمارس رياضة الجودو، تؤلف مقطوعات موسيقية على البيانو، وانتقل معدل ذكائها من 60 إلى 140 (من متخلفة عقلياً إلى عبقرية).

لمَ لا نسمع بحالات مماثلة؟ الأن هذا يعتمد على الطب البديل؟

على العكس، يواكب هذا المجال من الطب آخر التطورات. فما من كيمياء حيوية بديلة. ويمكننا أن نلمس النتائج لمس اليد. لكن هذا يزعج الجميع: العالم الطبي، علماء النفس، القطاع الغذائي، شركات الأدوية… في الولايات المتحدة جمعيات تقوم بعمل ممتاز وينظم الناس نشاطهم في هذا المجال. كنت أشارك  في منتديات تضم أكثر من 15 ألف والد يتتبعون  مقاربات مماثلة. ولا شك في أن هذا قدم لنا مساعدة  كي ننجح في فهم العلاج وتطبيقه. تعلمت  من تجارب الآخرين. قرأت أكثر من مئة ألف رسالة، عشرات المقالات العلمية، وتابعت مؤتمرات عبر  الإنترنت. وكي أنقل كل ما تعلمته  واختبرته قررت أن أنظم المؤتمرات والندوات.

نصائح

ما النصائح التي توجهينها إلى الأهل بالاستناد إلى تجربتك الخاصة؟

* أنصحهم بأن يتسلموا زمام الأمور.

* يتعاونوا مع طبيب يثقون به يوضح لهم ما يقوم به ويصغي إلى ما يلاحظونه.

* كذلك عليهم الاطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات بغية اتخاذ قرارات صائبة والثقة بحدسهم.

* أنصحهم بأن يختاروا الأفضل في كل مجال، أولئك الذين حققوا نتائج كبيرة مع مرضاهم، يطرحوا الأسئلة، ويضعوا ثقتهم بولدهم. كذلك بأن يحيطوا أنفسهم بأناس يؤمنون بهدفهم ويقدمون لهم الدعم.

* ومن المهم أيضاً ألا يترددوا في طرح الأسئلة. لكن الأهم: انسوا التشخيص الطبي وعيشوا اللحظة وفي كل خفقة قلب.

* عليهم أن يعطوا ولدهم الفرصة التي يستحق وسيحقق نتائج يظنون أنها مستبعدة.

رسالة

أي رسالة توجهينها إلى صانعي السياسات؟

من الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة في أسرع وقت ممكن. يشكل التوحد وبأ بكل معنى الكلمة. فقد ارتفعت أعداده باطراد خلال السنوات العشرين الماضية. فمن 1 في كل 10 آلاف، تخطينا راهناً، كمعدل عام، 1 في كل مئة.
تشير الأرقام الرسمية للعام 2013، التي تقدمها مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، إلى أن العدد بلغ أخيراً 1 من كل 50. أما منظمة Corée du Sud فترفع هذا المعدل أكثر مع 1 من كل 38. ويتضح أن هذا المرض أكثر انتشاراً في الدول التي تفرط في اعتمادها على أدوات تصدر موجات مغناطيسية كهربائية. يشكل التوحد مرضاً يصيب وظائف عدة له أسباب وراثية بالتأكيد وبيئية أيضاً. ولا شك في أن نوعية الطعام، التلوث، استخدام الموجات المغناطيسية الكهربائية، الإفراط في التلقيح، استهلاك المنتجات الكيماوية والأدوية بكثرة، كلها أمور تسهم في هذا الداء الحضاري الذي يشكل، في جزء كبير منه، مرضاً يمكن تفاديه في رأيي. لا أفهم لمَ لا يطلع أصحاب الاختصاص على مقاربات أدت إلى عدد من عمليات الشفاء، ولمَ لا تنتشر من بلد إلى آخر. من الضروري كسر هذا الصمت لأن في ذلك مصلحة أولادنا. وقد يكون من الجيد تأسيس مركز أبحاث ومعلومات مستقل ومتعدد الاختصاصات يعمل على مستوى أوروبي. أود أن أذكر أن في فرنسا مثلاً أكثر من 440 ألف شخص يعانون التوحد، أي ما يعادل عدد سكان مدينة ليون (وفق إحصاءات عام 2012).

 

 

 

المصدر : جريدة الجريدة

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0