0 تعليق
527 المشاهدات

بالصور .. الطفلان ريهام وأدهم .. تحديا الاعاقة وتمترسا في طريق حلمهم



يهيم القلب فرحًا عند سماع قصص النجاح والتفوق لمن يعرفون بـ “ذوي الاحتياجات الخاصة”، الذين تمكنوا رغم اعاقتهم من تخطي الصعاب، والقيام “ببطولاتٍ” تحدّوا بها أقرانهم الأصحاء، بل إن طموحاتهم وهمتهم تفوق قمم الجبال.
بهمهٍ ونشاط تتنقل الطفلة ريهام الرقب ذات الأربعة عشر عامًا بين منزلها ومدرستها بشكل يومي، وتقطع مسافة ثلاثة كيلومتر على كرسيها المتحرك وصولًا الى المدرسة التي تشكل لها الحاضنة الثانية بعد اسرتها البسيطة والتي تقطن في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس.
ومنذ ولادتها هي وشقيقها أدهم ذو الـ 15 عامًا، اكتُشِف أنهم مصابان بهشاشة العظام، وتقوسٍ في الأطراف، فيما يخرجان من هذه الاعاقة الى تحدٍ لا يطيق تحمله الأصحاء، ويواصلان التعليم والالتحاق بالمدرسة والحصول على أعلى درجات التفوق والتحصيل العلمي.
وتؤدي الاصابة بمرض هشاشة العظام، في الغالب، الى كسور في العظام، معظمها في عظام العمود الفقري، الحوض، الفخذين أو مفصل كف اليد، حيث أن ريهام مصابة بتقوس وهشاشة في العمود الفقري والاطراف.
ورغم الصعاب، لم تمنع الإعاقة الصغيرين من متابعة حياتهما كما يشاءان، فأدهم يمارس رياضة كرة القدم التي يحب، إضافة لتفوقه المدرسي، فيما تحصد ريهام شهادات التفوق والتمييز لحصولها على معدلات عالية رغم مصابها.
وخلال رحلة التنقل اليومي للمدرسة، تتناوب شقيقتي ريهام، الطفلتين “ولاء وفاطمة” في دفعها بالكرسي المتحرك لمسافة 3000 متر تحت حرارة الشمس الحارقة ، ما يظهر شدة المعاناة التي تواجهها العائلة وطفلتهم، بينما يدفع أدهم الكرسي بشكل متعب للغاية ليتمكن من الانتقال لمدرسته.
ريهام التي تتمتع بطلاقة تامة في التحدث باللغة العربية الفصحى، تقول إن أمنيتها أن تصبح عالمة فيزياء لعشقها التام لهذا العلم، وتوجه رسالة إلى ذوي الاعاقة وعائلاتهم ألا يقفوا عند إعاقتهم، وتضيف “الحياة لا تنتهي هنا، إيماني بالله وعظمته كبيرة وأعرف تمامًا أن الله لن يتخلى عنى لأنى عبد من عباده”.
وتتعرض ريهام لبعض المضايقات من “المشاكسين” من أقرانها في المدرسة، إلّا أنها تتجاهل كل ذلك للمضي في طريق حلمها الكبير.
والد ريهام –متعطل عن العمل- يقول إن بداية دخولها المدرسة رفض المدرسون ومديرية التربية بخانيونس التحاقها في المدرسة، لكنها اقنعتهم جميعًا أنها تستطيع التفوق أيضًا، حتى أدهشت مدير التعليم بالمديرية حين طلب منها كتابة اسمها لضمان صحة كلامها، فخيّرته “هل تريده بالعربية ام الانجليزية؟”، على حد قول الوالد.
وكان من نصيب ريهام وشقيقها أدهم المصابين بذات المرض أن يعيشا وسط أسرة بسيطة، تؤمن بالقضاء والقدر، وقد ساهمت الأسرة في تقديم التسهيلات الممكنة لراحة طفليهم، وكان لهذه الخطوة الدور الكبير في اخراجهما من دوامة المرض والعجز إلى رحاب الحياة و العطاء.
جلّ ما تتمناه ريهام وأهلها أن تحصل على كرسيّ متحرك يمكنها من الاعتماد على نفسها والحركة بشكل أسهل، ويقول الوالد إن طفليه ريهام وأدهم يستطيعان قيادة الكرسي المتحرك وهو ما يتمنوه.
أمّا أدهم إضافة لذلك فهو بحاجة لعمليات تعديل للعظام في القدمين والظهر والأيدي كما أظهرت التقارير الطبية، حسب والده. وتحاول الطفلة التأقلم مع محيطها وأقرانها، حيث تجتمع حولها زميلاتها في المدرسة للتسامر والتكلم بكل عفوية وحيوية.
معلمة العلوم العامة في مدرسة شهداء بني سهيلا الأساسية، إيمان قديح، تقول إن ريهام تجيد الحديث باللغة العربي الفصحى بطلاقة تامة، فيما تتفوق بشكل مستمر على طالبات الفصل. المعلمة الأم تعبّر عن استيائها وحزنها حين تطلب وقوف الطلبة جميعًا للحديث معهم، فيما ترى ريهام جالسة على كرسيها المقعد بجسدها الصغير، لكنّ ورغم ذلك فإنها تصفها بـ “الطالبة المتكاملة”.
وتشارك ريهام بصفة مستمرة في فقرات الاذاعة المدرسية والأنشطة المختلفة وقد حازت على المركز الثالث في مسابقة تاج المعرفة على مستوى مديرية شرق خانيونس، كما اوضحت إدارة المدرسة.
ولمثل هؤلاء تقف العبارات حائرة من قدراتهم وصبرهم التام، وهو ما يوجب على المعنيين من مؤسسات أو الباحثين عن عمل الخير لمساعدتهم والدفع بهم نحو تحقيق أحلامهم.
المصدر: مثنى النجار-رام الله/ جريدة دنيا الوطن .

22    33

44     55

66     77

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0