شاركت الكويت في الاحتفالات باليوم العالمي للتوحد، حيث تمت تسمية هذا اليوم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية عام 2007، وهو أول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد.
ويهدف الاحتفال إلى التعريف بمرض التوحد، ودعوة الدول الأعضاء ومؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الأخرى، ومؤسسات المجتمع المدني إلى نشر الوعي العام بهذا المرض.
القبس شاركت أطفال التوحد وأولياء أمورهم هذه المناسبة، حيث انتهزت الأسر هذه المناسبة العالمية لرصد مطالبهم وهمومهم وأمنياتهم.
وشدد أبناء هذه الفئة على أن الكويت سباقة في رعاية كل ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن القانون لم يفعل كما يجب في بعض جهات الدولة، منتقدين النظرة الخاطئة من قبل البعض نحوهم.
وأكد التوحديون أنهم أذكياء ولديهم قدرات ومهارات تحتاج إلى من يكتشفها ويحتضنها، رافضين العزلة والإقصاء والتهميش.
ولخصوا مطالبهم في تطوير التعليم، ووضع برامج للتأهيل واحتضان الموهوبين، وإيجاد فرص وظيفية للمتميزين منهم في جهات الدولة.
وطالب أولياء أمور التوحديين بزيادة عدد مراكز التوحد، حيث يوجد مركز واحد للتوحد، مشيدين بتجربة البحرين التي خصصت عدة مراكز للتوحد على مستوى الأعمار.
واشاروا إلى جملة من المشاكل التي تواجه أطفال التوحد، منها عدم وجود أكاديمية وأخصائيين، وان وجدوا ليسوا بتلك الكفاءة، ناهيك عن عدم وجود محال ألعاب ومستلزمات لهم في الأسواق.
منى الانصاري تروي تجربتها
عالجتُ ابني بالوعي والثقافة وتعديل السلوك
دعت ولية الأمر منى الانصاري الى تفهم أطفال التوحد والنظر اليهم نظرة إيجابية، لافتة إلى أنهم بحاجة إلى من يتفهمهم، فلديهم قدرات تفوق أقرانهم الأسوياء.
وشددت على ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة، فالتوحد ليس مرضا، ملمحة إلى النمو المتزايد في حالات التوحد في الوقت الراهن، مقارنة بالسابق من دون معرفة أسبابه، ففي الثمانينات كان يوجد حالة لكل عشرة آلاف، أما الآن فأصبح يوجد حالة لكل مئة ولادة. وأبدت أسفها من عدم وجود مراكز تأهيلية تساعد على إرشاد الأسر وتثقيفها حول كيفية تفهم طفلها والتعايش مع ظروف إعاقته.
وتحدثت عن تجربتها مع ابنها، مؤكدة أنها تمكنت من علاجه بالوعي والثقافة وتعديل السلوك.
وقالت: بدأ مشاري في عمر الزهور ينفرد في حياته ولا يختلط باخوانه، وتم تقييمه في الكويت، وهو في الثالثة من عمره باصابته بالتوحد، مضيفة: «يئست في البداية، لكنني ثقفت نفسي وقرأت كثيرا، وعشت بين مئات الكتب وتعايشت مع تجارب عالمية في التوحد، واستطعت إخراجه من عالمه إلى عالمنا.
وزادت بالقول: كان لا ينطق ولا يتواصل ولا يلعب ويصدر حركات سلوكية مرفوضة، ثم سافرت به إلى الولايات المتحدة الاميركية ،وتم تقييمه من قبل الدكتور ايريك شوبلر، وقمت بمعالجته من عمر الثالثة حتى الآن عمره 18 عاماً.
ولفتت إلى أنها استخدمت معه برنامج تعديل السلوك ونظام البطاقات، واستفدت من هوايته في الرسم في تعديل سلوكه، حيث إنه يرسم ادق التفاصيل، ويبحث دائما في الانترنت ويحب الجغرافيا ويلم بامورها، ومتابع جيد لما يحدث في العالم من سياسات.
ازدهار العنجري:
التوحد لغز.. وأولياء الأمور مفتاح الحل
اعتبرت المستشارة التربوية والأسرية والاجتماعية ازدهار العنجري أن التوحد لغز محير من حيث إنه لم يثبت إلى الآن السبب الرئيسي للإصابة به كما لا يوجد هناك حالات متطابقة في الأعراض والصفات والسلوكيات الخاصة طبق الأصل لكل طفل، مشيرة إلى أنه لكل طفل سلوكيات تختلف عن الآخر، وكذلك من خلال العلاج، سواء العلاج عن طريق تعديل السلوك او بالأدوية، أو عن طريق اتباع الحمية، فتختلف نسبة استجابة العلاج من طفل إلى آخر، مؤكدة أن أولياء الأمور هم مفتاح الحل.
وزادت بالقول: هناك من يستفيد ويتم تعديل سلوكه أسرع عن طريق برنامج تعديل السلوك، والمتبع لطفل التوحد، وهناك أطفال آخرون يتم التحسن لديهم بشكل بطيء، وذلك يرجع لعدة أسباب، منها عمر الطفل ونسبة شدة الاضطراب، اضافة إلى تعاون الأهل مع اختصاصي تعديل السلوك.
سميرة السعد:
مركز الكويت للتوحد معلم إنساني لخدمة المواطنين والمقيمين
شددت مديرة مركز الكويت للتوحد نائبة رئيس منظمة التوحد العالمية د. سميرة السعد على تكاتف الجهود لخدمة أبناء هذه الفئات.
وقالت إن الرعاية الحكومية ومساهمات أهل الخير جعلت من المركز معلماً إنسانياً ينشر الخير للمصابين بالتوحد من مواطنين ومقيمين.
وذكرت في تصريح صحافي بمناسبة يوم التوحد العالمي: هذا اليوم أعلن عالمياً بعد سعي الرابطة الخليجية للتوحد لرفعه إلى الأمم المتحدة، وبدأ يلفت الانتباه أكثر في العالم من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمجتمعية.
وذكرت أن تقديم الخدمة في الكويت بدأت بسيطة في عام 1989، ونمت وترعرعت برعاية الحكومة وأهل الخير الكرام، ليصبح المركز معلماً إنسانياً ينشر الخير للمصابين بالتوحد.
وأشارت إلى الخدمات التي يقدّمها المركز مثل تدريب من يقدم على فتح مدارس خاصة، والتدريب المستمر للعاملين في هذا المجال داخل الكويت وخارجها، وتقديم خدمات التشخيص والاستشارات ذات المستوى العالي لأولياء الأمور، وتوفير كتب باللغة العربية، ومنشورات وتوعيه تخدم المجتمع الكويتي.
مغردون يطلقون حملات للتوعية بيوم التوحد
شارك عدد من المغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أطفال التوحد احتفالهم بيومهم العالمي، داعين إلى التعاطف مع هذه الفئة ومساعدتها على الاندماج في المجتمع، ولاسيما أن منهم المتميزين والمبدعين قادرون على العطاء بحسب قولهم. وفيما أطلق أحد المغردين حملة لنشر الوعي حول اضطراب التوحد، مطالبا فيها التقاط صور لأزياء تحمل اللون الأزرق دعما لهم، ذكر آخر أن هذه الفئة تحتاج إلى علاج لكي تعيش بيننا.
كما احتفى تويتري آخر بطريقته، قائلا: لا نحتاج إلى اليوم العالمي للتوحد، بل نحتاج إلى العام العالمي للتوحد، فيما تمنى مستخدم آخر إلى أن تتبرع الأمانة العامة للأوقاف بافتتاح أفرع لمركز التوحد في محافظتي الجهراء والأحمدي.
لا تهملوا أبناءكم
شددت ازدهار العنجري على مخاطر إهمال الآباء لأبنائهم. وقالت: كثير من الحالات مصابة بالتوحد، وأغلب أولياء الأمور لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم المصابين بذلك، وعجزهم عن تعديل سلوكياتهم الصعبة التي تصدر منهم، فيلجؤون إلى المتخصصين بذلك، حيث يتم تعديل الكثير من سلوكيات حالات التوحد، والأفضل من ذلك كله لو يقوم أولياء الأمور بالتفرغ لأبنائهم وإعطائهم وقتا كل يوم بتدريبهم لنجحوا في ذلك.
رسالة
وجهت الانصاري رسالة إلى المجتمع، مفادها: عليكم تحمل الاطفال المصابين بالتوحد، لانهم لا يدركون ماذا يفعلون، وهو شي خارج عن ارادتهم، الصراخ والعنف الذي يصيبهم، وخاصة في الاماكن العامة، فمدوا أيديكم لهم ولا تتذمروا.
كما نصحت الاسرة بالوقوف مع أولادهم ومتابعتهم باهتمام، لان العلاج سلوكي فقط، وليس دوائيا، معتبرة أن الوالدين هما المعالج والمعلم والطبيب بالدرجة الأولى.
مطالب
طالب عدد من أولياء الأمور بضرورة توعية المجتمع بمفهوم التوحد، وكيفية التعايش مع حالاته، إضافة إلى تخصيص أماكن لهم في المجمعات والمرافق العامة.
حلم
ذكرت الانصاري أن أسر أطفال التوحد تحلم بفصول دمج في فصول الحكومة، بحيث تقبل حالات التوحد وصعوبات التعلم، وأن يكون هناك مدرس ظل لمساعدة أطفال التوحد.
مشاكل أسرية.. وغربة
ذكرت الأنصاري أنه بسبب التوحد حدثت مشكلات أسرية كثيرة، وصلت للطلاق وللانفصال، ومشاكل جعلت بعض الأسر تعيش في الغربة، وتترك ابناءها عند الأجداد، بحثا عن العلاج، مبينة أنه لا يوجد علاج، بل الأسرة تحتاج إلى من يرشدها.
أبرز المطالب
■ تطوير التعليم ■ برامج للتأهيل ■ احتضان الموهوبين
أبرز النواقص
■ لا مراكز تخصصية ■ لا أندية ترفيهية ■ لا دمج
المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس