تأسست في 20 اكتوبر 2009
كتب : إلهام زيدان
فى الوقت الذى يعتصر آلاف الأمهات ألم على فقدان أطفالهن أو سرقتهم عنوة، تتجرد أسر أخرى من المشاعر الإنسانية وتدفع بطفل معاق إلى الشارع ليواجه مصيره بنفسه أو يلقى حتفه دون أن يرمش لهم جفن، ربما يكون هذا ما حدث للطفل الذى عثر عليه المواطن رضا البحراوى «حداد» بالقرب من «بنزينة» فى قرية «كفر حكيم» التابعة لمحافظة الجيزة، وحالت ظروف إعاقة الصغير عن التعرف على حكايته، وهل هو تائه من أهله أم تم الدفع به بالفعل فى الشارع لأسباب معينة.
مشاعر «رضا» دفعته إلى تحمل مسئولية الطفل الذى لا تتجاوز سنوات عمره الـ12، ولا يعرف حتى اسمه، فعاد به إلى البيت ليعيش بين أولاده الـ6 لحين التوصل إلى حل لمشكلته: «أخدته معايا البيت، وأكلته مع أولادى، ودورت على أى حد يعرفه فى البلد، لكن محدش عرفه وقالولى شكله مش من البلد، وللأسف ماقدرتش أتحمل مسئوليته أكتر من كده فرحت قسم شرطة كرداسة عشان أسلمه ليهم، رفضوا يستلموه منى، وقالوا لى هات رقم تليفونك وعنوانك، ولما حد يسأل على الطفل نبقى نكلمك».
لم يهدأ بال «رضا» بشأن الصغير، واصطحبه إلى مركز «حلم طفل» وهو مركز يهتم بالأطفال ذوى الإعاقة الذهنية ويعالجهم، وتم استضافة الطفل به لبعض الوقت، وإجراء فحوصات طبية له، وأشارت نتائجها إلى أن الطفل مصاب بضمور فى المخ، ويعانى من درجة الإعاقة الحركية، ولا يمكنه الإدلاء بأى معلومات عن نفسه، لكن المركز رفض هو الآخر إقامة الطفل به بشكل دائم لعدم توافر أماكن لإقامة الأطفال فى المركز.
وحين تعذر إقامة الطفل عند «رضا» أو مركز «حلم طفل»، تم التواصل مع خط نجدة الطفل، التابع للمجلس القومى للأمومة والطفولة، الأمر الذى لم يفلح أيضاً، حيث اشترط المجلس لتسلمه وجود قرار تحويل للطفل من النيابة، وبدأت رحلة البحث عن أسرة تقبل استضافة الطفل، ويتولى مركز «حلم طفل» تكاليف المعيشة والتأهيل والعلاج، فتعذر ذلك أيضاً.
