طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ،، اطلبوا العلم ولو في الصين ،، من خرج طالبا للعلم فهو في سبيل الله حتى يرجع … وغيرها الكثير من الاحاديث والحكم والامثال التي تحث على طلب العلم والبحث عن المعرفة دون النظر لجنس او عرق او حتى “سن “
نعم فلا يعتد بالسن او العمر في المسيرة التعليمية وحمدا للرب بأن الكويت كانت ولا زالت سباقة في تعليم الكبار وبرامج محو الامية
فلعلنا ندرك تماما أن من أهم الأسباب التي تقف حائلا دون تقدم الأمم هي الأمية ، فهي داء الشعوب الذي يفتك بها ويعيق تقدمها ويؤدي بها إلي التخلف والتهشم الكلي في البني التحتية للمجتمعات ، ومن هنا كان التصدي لها حقا وواجبا ، حقا للأمي علي المتعلم ، وواجبا دينيا ووطنيا وأدبيا ، وأخلاقيا ، يلزم الجميع حكاما ومحكومين .
وما من شك أن للكويت جهود كبيرة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار حيث اعتبرت محو الأمية هي مشكلة حضارية تعرقل برنامج التنمية العامة في مختلف المجالات ، ومجتمع الكويت مجتمعا متطورا وينمو بسرعة ويحرص علي التقدم ويعمل بجهد للقضاء علي أي ظاهرة من مظاهر التخلف الذي تمثل الأمية واجهة من واجهاته ، فهي تدرك مدى خطورة الأمية استنادا إلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم والدعوة إلى العلم والتعلم ومن أجل إعداد المواطن الصالح القادر علي حمل المسؤولية ودفع عجلة التقدم للأمام بوعي كامل وعلم نافع .
وقد قطع نظام التعليم في الكويت شوطا كبيرا منذ تأسيسه حين كانت نسبة الامية 99% بين الكويتيين الى ان بلغت نسبتها 3.1% عام 2010 دلاله على انخفاضها وتتركز الامية بين الاناث ممن تجاوزن 60 عاما وعلى الرغم من تدني نسبة الامية الا ان الدولة مازالت تولي اهتماما لذلك من خلال مراكز تعليم الكبار والبالغ ععدها 89مركزا منها 45 للنساء و44 للرجال وتصل نسبة الامية في النساء الى 2.4% و0.7 % من الرجال
وعلى الرغم من تدني تلك النسب الا ان ذلك أثر سلبا على مستوى الكويت في مؤشر التنمية البشرية ما ادي لانخفاض الانجاز التنموي للدولة فبحسب الاحصاءات بلغ عدد سنوات التعليم التي حصل عليها الافراد ممن هم في سن 25 فما فوق يسجل 6 سنوات دراسية فقط في سجل 9 سنوات في الامارات و9 في البحرين حيث يبلغ عدد الاميين من القوى العاملة ما نسبته 7.2% بينهم 1.1% كويتيين و6.1% غير كويتي
وفي هذا الصدد سألت بعض من التربويين والمتخصصين عن ابرز التحديات التي تواجه تعليم الكبار وكيفية تقبل المجتمع له فكانت البداية مع الخبيرة التربوية موزة الجناع التي أكدت على اهمية تعليم الكبار ومحو الامية قائلة : ان تلك الفئة الهامة والمستهدفة من تعليم الكبار ما منعها عن التعليم في عمرها الملائم سوى ظروف المعيشة وضغوط الحياة وعندما سنحت الفرصة لم يتأخروا ولبوا نداء التعليم لافتا الى ان الكويت كانت ولازالت من رواد الوطن العربي والخليج في تعليم الكبار
وأشارت ان البعض استغل تعليم الكبار او التعليم المسائي استغلالا سيئا كالتحاق الطلبة الصغار او من الملائمين للتعليم العام والمراحل الدراسية او حتى الراسبين به ما ادى الى تشويه سمعته في بعض الاحيان موضحة ان الحكومة جادة في الاهتمام بهذه الفئة عبر توفير الاماكن المناسبة والهيئة التعليمية المؤهلة وغيرها
واوضحت ان العمل في تعليم الكبار يكون في صمت سواء من قبل المعلمين او الطلاب الملتحقين أنفسهم فهم يركزون في الغاية التي يصبون اليها ويسعون لتطوير ذاتهم وكثيرا ما اعرف اشخاصا يدرسون واحفادهم في مراحل دراسية قريبة ما يخلق جوا من الألفة
وأكدت الجناع على ان العادات والتقاليد لم تقف يوما حائلا دون التعليم بل على العكس فطالما حرصت الاسر الكويتية على طلب العلم وتشجيع الابناء على الدراسة والتحصيل المعرفي وان كانت تلك العادات قيدت من حركة الطالبات في بعض الاحيان
مراكز تعليم الكبار
وقد شهدت أعداد الدارسين الكويتيين في مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية ارتفاعا ً طفيفاً حيث بلغ 1187 طالباً وطالبة ، وذلك خلال العام الدراسي 2011 -2012 ، وذلك طبقا لتقرير المجموعة الإحصائية للتعليم 2011 -2012 .
ويعود ذلك الارتفاع الطفيف في أعداد الدارسين الكويتيين في مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية إلى زيادة وعي المواطنين الكويتيين بأهمية التعليم وضرورة مواكبة التطور الذي تشهده قطاعات ومؤسسات الدولة كافة .
وجاء هذا الارتفاع بعدما شهدت أعداد الدارسين الكويتيين في مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية تناقصاً ملحوظاً على مدى الأعوام الثلاث الماضية ، فقد بلغ عدد الدارسين الكويتيين من الجنسين في عام 2008- 2009 ، 1265 طالباً وطالبة ، ثم انخفض هذا العدد في العام الدراسي 2009- 2010 إلى 1235 طالباً وطالبة .
وعاد عدد الدارسين الكويتيين إلى الانخفاض للعام الثالث على التوالي ليبلغ 1145 طالباً وطالبة ، وذلك في العام الدراسي 2010 -2011 .
وفي ما يتعلق بأعداد الدارسين غير الكويتيين في فصول مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية ، فقد شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال الأربعة أعوام الدراسية الماضية ، حيث بلغت 1468 طالباً وطالبة في العام الدراسي 2008 -2009 ، وانخفض هذا العدد إلى 1360 طالباً وطالبة 2009 – 2010 .
وعاود عدد الدارسين غير الكويتيين في العام الدراسي 2010 – 2011 الانخفاض ليبلغ 1079 طالباً وطالبة ، وانخفض للعام الرابع على التوالي فبلغ عدد الدارسين غير الكويتيين في فصول مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية 1058 طالباً وطالبة.
وعي مجتمعي
وعن هذا الوعي قال عضو هيئة تدريس كلية التربية الدكتور خالد احمد الكندري انه اصبح أمر في غاية الاهمية خاصة في ظل التطور التكنولوجي الحديث والتوجه لميكنة كافة الجهات الكترونيا ما يستدعي توعية كبار السن لافتا الى ان هناك فئة كبيرة تقبل على التعليم دون اي تردد رغبة من التثقيف والمعرفة ومواكبة التطوير والتعلم بكيفية التعامل مع الاجهزة الحديثة والمتطورة التي اصبحت تحاصرنا من كل جانب
وبين هناك من اعرفه تخطى عامه الـ 80 ومازال يبحث عن التعليم يقينا منه بأن العلم والمعرفة ستجعل عالمه افضل وأسهل وتسد فجوة التفكير بينه وبين اجيال ابناؤه واحفاده
قراءة القرآن
وعن رأيه أكد استاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت جميل المري ان تعليم الكبار يحتل مساحة كبيرة من اهتمام الدولة وهو ضرورة وحتمية مجتمعية فالناس اعداء ما جهلوا ومشيرا الى ان كبار السن يحتاجون لتعلم القراءة حتى تمكنهم من قراءة القرآن الكريم والاحاديث والسنة النبوية التي طالما يهتمون بها لافتا الى ان تعليم الكبار موجود منذ نشأة الكويت وليس وليد اللحظة
وبين ان الدين الاسلامي الحنيف والسنة النبوية اوصتنا بالعلم واعتبرته فريضة على المسلم والمسلمة كما تساهم الدولة في توفير كافة احتياجات تلك الفئة في حين يتقبل المجتمع تعليم الكبار بصدر رحب
ثقافة مجتمعية
رئيس جمعية المتقاعدين سعود العصفور أكد ان العلم لا يعرف سن ولا عمر مشددا على ضرورة الاهتمام بتعليم الكبار رغبة في نشر الوعي في المجتمع فتعليم الجد سينتقل بطبيعته للأبناء ومنها للأحفاد مشيرا الى ان انخفاض معدل الامية في الكويت خير دليل على الاهتمام بالتعليم في كل فئاته
وأكد ان الرجل او المرأة المثقفين يستطيعون انتقاد المجتمع وفق خلفية ثقافية وعلمية صحيحة على عكس الاميين لافتا الى ان نسبة الاميين الكبار صغيرة جدا ولا تكاد تذكر في الكويت
المصدر : جريدة دروازة نيوز