من يطالع الأخبار يجد في كل يوم عجباً، ولكن تظل غرائب الآباء والأمهات تستحوذ على اهتمام كل الناس في كل الأماكن لأن الفعل الغريب حين يصدر من أب أو أم يضاعف الدهشة لدى المستمع، لأنه شاذ عن الفطرة وقانون الطبيعة الذي تلتزم به حتى الحيوانات.
وفي حادثة أشبه بالخيال تركت ولية أمر ابنتها البالغة من العمر 12 عاما ومن ذوي الاحتياجات الخاصة في الشارع بعد أن اجبرتها على الترجل من السيارة اثناء عودتهما من مدرستها في منطقة النوف بالشارقة يوم الخميس الماضي، مبررة تصرفها بأنه عقاب وتأديب! بسبب شجارها الدائم مع أشقائها!
وتجولت الأم في المنطقة وعادت بعد برهة بسيطة حيث كان الهدف اخافة ابنتها فلم تجدها وعادت للمنزل متوقعة انها استقلت سيارة أجرة إلى البيت. ليتبين أن سيدة وجدت الفتاة في حالة هلع فأخذتها، وبعد جهود مضنية تمكنت من تهدئتها والتعرف منها على موقع سكنها فأوصلتها اليه، محملة المدرسة المسؤولية.
توضيح
ابتسام بوشليبي مديرة مدرسة النوف للتعليم الاساسي حلقة ثانية قالت: فوجئت بالقاء اللائمة على المدرسة من قبل السيدة التي وجدت الطالبة لافتة الى انها توجهت بعدما وردت لها المشكلة الى المناوبات والمشرفات على خروج الطالبات سواء بالحافلات المدرسية او مع ذويهم، وتأكدت ان الحافلات لم تتحرك قبل الواحدة، فيما السيدة وجدت الطفلة عند الحادية عشرة.
مضيفة: توجهت الى حارس المدرسة فاكد عدم خروج أي طالبة بمفردها. وقالت راجعت سجلات الطالبات فوجدت ان طالبة واحدة تقطن في منطقة الرحمانية، فاتصلت باسرتها لتخبرها الام انها اخذت ابنتها من المدرسة.
وتابعت تواصلت مع السيدة التي اوصلت الطالبة واخذتني مع فريق من المواصلات المدرسية وعدد من الاداريات في المدرسة الى بيت الطالبة حيث فوجئت بان الام التي تواصلت معها هاتفيا هي ام الطالبة وتبين فيما بعد انها تركت ابنتها بقصد تأديبها وعندما عادت لم تجدها وتوقعت ان تكون قد استقلت تاكسي وعادت للمنزل.
اسف
واعربت بوشليبي عن اسفها لما فعلته الام مؤكدة ان الطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة ولديها بطء في التعلم وتحتاج الى رعاية ومعاملة خاصة، مضيفة ان الطالبة اعتقدت انني الاخصائية الاجتماعية ولست مديرة المدرسة.
ووجهت مديرة المدرسة الشكر للمواصلات المدرسية الذين بادروا للتحقق من الواقعة ورافقوا فريق المدرسة الى منزل الطالبة، مؤكدين ان من قصر في واجبه ينبغي ان يحاسب. ودعت أولياء الامور للالتفات لأبنائهم وايلائهم الرعاية اللازمة.
السيدة التي اوصلت الطفلة قالت إنها كانت خائفة جداً ولم تستطع في بداية الامر اعطاء معلومات بسيطة كرقم هاتف الام، وبعد فترة استطاعت بمساعدتها الاستدلال على مكان المنزل واوصلتها هناك.
ودعا عدد من العاملين في الميدان التربوي لمحاسبة الام قانونيا بخاصة أن امارة الشارقة صديقة للطفل وتسعى لان تكون الدرع الواقية لحقوق لهم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى للاتحاد حاكم الشارقة وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.
المصدر : البيان الاماراتية