[B][COLOR=#090909]الداخل إلى مجمع دور الرعاية في إجازات الأعياد يجد أشياء مختلفة عن أيام الدوام العادي فالمتواجدين في دور الرعاية من المشرفين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين الذين يعملون بنظام النوبات يبذلون قصارى جهدهم لإسعاد النزلاء وإدخال البهجة إلى نفوسهم لكنها تبقى منقوصة بالنسبة للنزلاء الذين ينتظرون أي شخص من أسرهم يقوم بزيارتهم والتي هي بالنسبة لهم أهم من كل الهدايا وحفلات السمر والأنشطة التي تنظمها الدور لهم ومن هنا أتت مناشدة جميع المسؤولين في الوزارة لأولياء الأمور والأقرباء ضرورة زيارة النزلاء وقضاء وقت ولو قليلا معهم. رافقت الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت دون تأفف او تذمر في كل الإجازات والأعياد التي يقضونها بعيدا عن عوائلهم وأبنائهم دون أي مكافآت تذكر، والذين شددوا على ان عملهم مع هذه الفئات نابع من إيمانهم بالله عز وجل، مؤكدين ان كل ما يطلبونه من العمل احتساب الأجر عند الله الذي أوصى في كل الأديان السماوية بالاهتمام بهذه الفئات المحتاجة إلى الرعاية من مسنين وأيتام وأحداث ومعاقين وعملنا بسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا ننتظر اي اجر في الدنيا، وعن المكافآت التي تمنح لهم مقابل عملهم في الأعياد، قالوا: نحن نبغي الأجر لا الأجرة، ولو كنا نبغي الأجرة فإنها لا تجزئ أحدا هنا، لأنها مهما كانت قليلة أمام المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا حيث اننا نتعامل مع بشر لديهم أحاسيس وشعور ويمتلكون كمية هائلة من المشاعر فأي ابتسامة من أي نزيل تساوي لدينا أموال الدنيا. المحطة الأولى كانت في إدارة الأحداث، حيث أكد مدير الإدارة د.عبداللطيف السنان أن الإدارة تعاني من نقص في المشرفين وقد تقدمت الإدارة بطلبات لزيادة أعداد المشرفين الا أن قلة البدلات كانت عائقا أمام إقبال الشباب الكويتي للعمل مع هذه الفئة، لذا نأمل أن تكون الزيادة التي تم اعتمادها من قبل ديوان الخدمة المدنية الـ 200 دينار بدل النوبة والـ 90 بدل الطعام عاملا مشجعا للشباب الكويتي، لاسيما الخريجين المختصين للعمل مع هذه الفئات. وأشار د.السنان إلى ان هذا النقص والحمد لله وبفضل جهود العاملين في الدور، لم يترك اي اثر سلبي على العمل بل إن المشرفين، ورغم قلة عددهم يقومون بتغطية الدوامات دون اي تأفف او تذمر، ولايسعنا إلا أن نتقدم لهم بالشكر والتقدير على ما يبذلون من جهود تكون مضاعفة أيام الإجازات والأعياد لهم منا كل الشكر والتقدير. بدوره، قال نائب مشرف دار الملاحظة خالد الحصينان: اننا لا ننتظر مقابل عملنا اي مردود مالي نحن نبغي الاجر من الله عز وجل صحيح الدور تعاني من نقص في أعداد المشرفين والمختصين، الا انه بفضل الله وتفاني العاملين لا نشعر بهذا النقص والعمل ماش دون اي تقصير، اما العقبة الرئيسية التي تواجهنا في العمل اننا نعمل مع أشخاص أسوياء لديهم ميول انحرافية وفي الإجازات والاعياد يعانون من ازمات نفسية نتيجة انقطاع بعض الأسر عن زيارة ابنائها، وهذا يشكل مشكلة لعديد من النزلاء نحاول عبر البرامج الترفيهية معالجتها، الى جانب تكثيف الجلسات مع الاخصائيين النفسيين ونقوم بالاتصال بذويهم لكن للاسف معظمهم لا يتجاوبون مع الادارة، علما اننا نطلب منهم الزيارة ولو ساعة واحدة لأي من افراد الاسرة لكن للاسف لا يتجاوبون، وكل ما نتمنى من الناس التجاوب والالتزام في زيارات ابنائهم، لأن ذلك يساعد في اعادة تأهيلهم ليخرجوا اناسا جددا دون مشاكل اجتماعية او نفسية. اما المشرف مشاري القوز فشدد على اهمية زيارات الاسر لابنائهم في الاعياد وعلى مدار السنة لما لهذه الزيارة من انعكاس ايجابي على الابناء انفسهم، اما بالنسبة للمكافآت بالنسبة لنا، فغير مهمة ان اتت خير وبركة وان لم تأت فنحن نعمل بما يرضيه علينا ضميرنا وعملنا بسنة نبينا المصطفى عليه السلام في الاهتمام بهؤلاء النزلاء الذين نعتبرهم امانة في اعناقنا ونتعامل معهم كما نتعامل مع ابنائنا والمشرفين الاجتماعيين يخرجون مع الابناء الى الاماكن الترفهية والمطاعم على نفقتهم الخاصة. وعن الزيادة التي اعتمدت من الديوان، قال: خير من الله نأمل ان تساهم في تشجيع الشباب على العمل في هذا القطاع الانساني. المحطة الثانية كانت في ادارة رعاية المعاقين التي يعاني نزلاؤها في اغلبيتهم من اعاقات مزدوجة، حيث اكدت مراقبة الادارة آمنة الغلوم ان الادارة وضعت برنامجا متكاملا للابناء خلال اجازة الاعياد من حفلات سمر وزيارات للاماكن الترفيهية، لكن ذلك لا يعني ان تترك الاسر ابنائها دون زيارة، ان الادارة ايضا وضعت جدولا لزيارات الاسر وفتحت ابواب الدور امام اولياء الامور لقضاء اكثر وقت ممكن مع ابنائهم ومن وضعه الصحي يساعده نلزم الاسر أن تأخذه في اجازة العيد، لكن المشكلة التي نعاني منها ومنذ سنين ان الابناء التي تخلت اسرهم عنهم وتركتهم في الدور حتى دون ان تقوم بتجديد اوارقهم الثبوتية، وهذا يزيد من الحالة العصبية لديهم، وقد خاطبنا عبر وزارة الخارجية السفارات المعنية، منهم من تجاوب ومنهم من طلب مستندات تثبت انهم من رعاياهم للعمل على تجديدها والاتصال بذويهم لالزامهم بمتابعة ابنائهم. واشارت الى ان ايام الاعياد بعض الابناء تزداد لديهم الحالة العصبية عندما يشاهدون اسر اصدقائهم يزوروهم وهم لا احد يسأل عنهم ويتم التعامل معهم بدقة غير متناهية من قبل المختصين لكي لا تؤثر حالتهم على الآخرين. اما المشرفات والمشرفون الملتزمون في الدوام فكان لهم رأي ان على الوزارة ان تكون اكثر حسما مع الاهالي المنقطعين عن زيارة ابنائهم وان يتم الزامهم ولو بالقانون في الالتزام بالزيارة، وعن عملهم ايام الاجازات اجمعوا على ان متعة المشرف عندما يشاهد الابناء والفرحة على وجوههم، مشددا على ان الاجر من الله عز وجل فقط، اما بالنسبة للمكافآت فهي لا تعتبر شيئا مقابل حجم العمل والمسؤولية، متمنيا ان تكون البدلات الجديدة تشجيعية للشباب للعمل مع هذه الفئات. من جهتها، قالت احدى المشرفات: انا منذ خمس سنوات تم تعييني في ادارة المعاقين، ومنذ ذلك التاريخ كل الاعياد اكون داخل الدور مع ابنائي داخل الدور واسرتي اعيدهم بعد انتهاء الدوام وهذا ممتع بالنسبة لي، لأن هؤلاء الابناء محتاجون لنا اكثر حتى من ابنائنا في منازلنا. اما في ادارة المسنين فالوضع يختلف قليلا، لاسيما ان معظم النزلاء منذ الصباح الباكر في الاعياد ينهضون ويستعدون لاستقبال الزوار على امل ان تكون اسرهم من بين الضيوف، وتعمل الادارة حسب المشرفين على تعويض من لا تقوم اسرته بالزيارة، لاسيما ان معظم النزلاء لا توجد لديهم اسر من الدرجتين الاولى والثانية لأنه حسب القانون الادارة لا تستقبل مسنا لديه اقارب من الدرجة الاولى والثانية، وقد تم وضع برنامج ترفيهي لنزلاء لمناسبة العيد متنوع في برامجه الترفيهية من حفلات وزيارات للاماكن الخارجية، هذا ما اعلنه مدير الادارة علي حسن الذي اكد ان المشرفين حتى ولو لم يكن لديهم دوام يحرصون على المرور على دار المسنين لمعايدة النزلاء، والحمد الله نعمل في مفهوم الاسرة، وليس الوظيفة وعن المكافآت التي تم اعتمادها تمنى ان تكون تشجيع للشباب للالتحاق بهذا العمل الانساني.[/COLOR] [/B]