لليوم الثاني على التوالي، تستمر فعاليات الملتقى السنوي الحادي عشر والذي نظمته كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف حيث شمل اليوم الثاني جلسات ثلاث كانت الأولى برئاسة الأستاذ جاسم خواجة ، تحت عنوان ‘الصحة النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة’ .
وقد قدمت الدكتورة أميمة كامل من جمهورية مصر العربية ، مستشار مركز الطفولة في جامعة الدول العربية دراسة مقارنة للصفحة المصرفية لمقياس ستانفورد تنبيه للذكاء ( الصورة الخامسة) لدى عينة من أطفال المرحلة الابتدائية من العاديين وذوي صعوبات التعلم . وقد بينت هذه الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائية لدى العينة ، موضحة أن ذوي صعوبات التعلم لديهم مواهب ولكننا لا نتطلع إليها وعلينا اكتشافها وتنميتها فهم متميزون في جوانب عديدة غير الأكاديمية..
وقدم الدكتور أشرف العيسوي ، أستاذ الأشغال الفنية المساعد بقسم التربية الفنية- جامعة المنوفية، ورقة عمل بعنوان ممارسة الأشغال الفنية كمدخل لتعديل بعض المشكلات السلوكية لذوي أطفال صعوبة التعلم، فقد أكد العديد من الباحثين في مجال الإعاقة الذهنية على أن المشكلات لا تقتصر على نقص الكفاءات العلمية ولكنهم يعانون من مشكلات سلوكية اجتماعية ونفسية غير ملائمة خلال مراحل حياتهم. وهدفت هذه الدراسة لمعرفة أثر ممارسة الأشغال الفنية في تعديل بعض المشكلات السلوكية لذوي أطفال صعوبات التعلم.
وتحدثت الدكتورة إيمان أبا الحسن عن سوء استخدام الأدوية في المجتمع، والتي نشرت 20 بحثاً علميا وترأست حملات توعية في المجتمع الكويتي حول الأدوية واستخداماتها وأضرارها، وقد ركزت في حديثها على التسمم الناتج من الاستخدام الخاطئ للأدوية، خاصة المتراكمة في بيوت الكثيرين وأنواع التسمم وآثاره الصحية والنفسية والاقتصادية، موضحة أن العديد من الدول بدأت بوضع حلول للحد من هذه المشكلة العالمية ، إلا أن هذه المشكلة لا زالت في الكويت لم تجد لها حلا، بل حالات التسمم بازدياد نصف هذه الحالات من الأطفال ، وقد أوضحت أن دولا عديدة غربية وعربية قد قامت بإنشاء مراكز متخصصة للاستعلام عن الأدوية التي يتناولها البعض وقد يترتب عليها نتائج مرضية وهذه المراكز تقوم بعمل الاسعافات الأولية قبل الوصول للمستشفيات أو استفحال الأمر.
كذلك نوهت لضرورة عمل حملات مستمرة من قبل الاطباء والاختصاصيين للتوعية بالتسمم ، والعمل على تجميع الأدوية الزائدة في المنازل حتى لا يُساء استعمالها من قبل أفراد المجتمع.
وكان آخر المتحدثين في الجلسة الصباحية الدكتور عبدالرحمن محمود جرار مستشار تربية خاصة في دولة الكويت والذي قدم ورقة عمل حول الطلبة ذوي الاعاقات العقلية الشديدة والمتعددة – أساليب التدريب والخدمات العلاجية، والتي أوضح من خلالها ضرورة أن يتمتع العاملين مع أصحاب هذه الإعاقات بخبرات كافية وكفاءة عملية ومعلومات نظرية . ونفتقر إلى هذه القدرات في الفترة الحالية ففعالية الأساليب التي تقدم للطلبة ذوي الاعاقات الشديدة من خلال خدمات تربوية وأخرى مساندة تعتمد على جودة هذه الخدمات، وعليه لا بد من العمل وفق روح الفريق الواحد. ولازالت الدراسات العربية التي تجري لقياس فاعلية الأساليب المستخدمة مع ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة قليلة . وبدلا من تقديم خدمات متخصصة أصبحت الخدمات الإيوائية أكثر ما تكون منهجية نظراً لضعف الإعداد المهني للمعلمين والاخصائيين أثناء مرحلة الدراسة الجامعية.
وفي نهاية الجلسة تم تكريم المشاركين من قبل كلية العلوم الاجتماعية ، وكذلك الاعلان عن تدشين كتاب بعنوان ‘ آليات فن الاستماع لضحايا الاعتداء الجنسي ‘ للدكتورة بنة بوزبون التي شكرت من قام بتكريمها وتكريم هذا المجهود الذي استمر لخمسة سنوات من أجل إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود.
وجاءت الجلسة الثانية في هذا اليوم تحت عنوان ( صحة المرأة)
استهلت الجلسة د. نبيلة خير الله من جمهورية مصر العربية مدرس علم الاجتماع في جامعة عين شمس والتي قدمت ورقة عمل بعنوان ‘ ثقافة الصحة العامة للمرأة المصرية بين المفهوم والممارسة ‘ حيث سعت هذه الدراسة لرصد ثقافة صحة المرأة المصرية باعتبارها ركن من الأفكار والعادات والمعتقدات والممارسات التي تكتسبها المرأة عبر مراحل دورة حياتها من خلال عملية تنشئة اجتماعية مستمرة ومصادر مختلفة للمعرفة. وتكمن أهمية هذه الدراسة في محاولة اختبار بعض المفاهيم وقضايا الاتجاه النسوي خاصة النوع الاجتماعي وما يرتبط بذلك من تمييز يمتد إلى الحالة الصحية. وقد اعتمدت الباحثة على المنهج الأنثروبولوجي بأدواته الملاحظة والمتابعة واستخدام دليل العمل الميداني ومنهج دراسة الحالة لعينة من النساء.
تلاها الدكتورة أمل عبدالرازق من جمهورية مصر العربية والتي قدمت ورقة عمل بعنوان تأثير لموارد التدعيم الأسري على جودة الحياة في الأطفال الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة. وتطرقت الأستاذة الدكتورة منى السيد حافظ عبدالرحمن وهي من جمهورية مصر العربية أيضا إلى بعض الأبعاد الاجتماعية والثقافية لأزمة الانفلونزا في مصر من خلال دراسة سوسيولوجية تحليلية.
وقدم الأستاذ الدكتور عثمان بن صالح العامر من المملكة العربية السعودية ورقة عمل حملت عنوان ‘ دور الكراسي العلمية في التوعية الصحية ‘ كرسي الدكتور ناصر بن ابراهيم الرشيد) لأبحاث أمراض الفشل الكلوي نموذجاً. وتعرض هذه الدراسة لأهمية تكاتف القطاع الخاص ورجال الأعمال وكذلك الباحثين والمختصين وأساتذة كليات الطب وطلابها لتوعية المجتمع وحمايته قبل الدخول في مرحلة العلاج. مبينا دور أنشطة الكرسي العلمي في التوعية والتثقيف من خلال التعاون مع مراكز أبحاث متخصصة محليا وعالميا في مجال نشاطات واهتمامات الكرسي من أجل توحيد جهود التوعية حول هذا المرض وأساليب العلاج.
واختتمت الجلسة بورقة عمل مقدمة من د. عباس محجوب شحاته من جمهورية مصر العربية التي حدد فيها سن اليأس عند النساء والرجال وآثاره الاجتماعية والنفسية.
الجلسة الثالثة لليوم الثاني من الفعاليات وجاءت تحت شعار ‘ السرطان والتعايش معه والوقاية منه وقد ترأس الجلسة الدكتورة دلال الزبن
بدأت أعمالها مع الدكتور إياد محمد محمود الحيلة الاستاذ المساعد في كلية التمريض بجامعة الملك سعود والذي يعمل باحث أول لدى مركز بحوث السرطان في كلية الطب جامعة الملك سعود. الذي قدم ورقة عمل بعنوان ‘ حالات مرض السرطان المتقدم في المملكة العربية السعودية’ باللغة الإنجليزية تعرض فيها للحالات التي تصاب بمرض السرطان وانه حتى الحيوانات والأسماك تُصاب بمرض السرطان مع أنها لا تدخن ولا تشرب الكحول على حد تعبيره، وأضاف بأن الغرض من هذه الدراسة تحديد معدلات حدوث وشدة عدد من الأعراض السرطانية والعدد الاجماعي لدى المرضى الذين يعانون من حالات السرطان المتقدم. وقد توصل لنتيجة أن هناك سبعة أعراض هي الألم واضطرابات النوم والرغبة الجنسية ونقص النشاط والإمساك والتنميل في الاطراف والتغيرات في الاحساس بالطعام. وقد وجه سؤالا لجموع الحاضرين هل السرطان يمكن الشفاء منه؟؟ لماذا ننفق أموالا طائلة إذا لا يمكن الشفاء من هذا المرض مع العلم بأن من 30-35% من سكان العالم يعاني من هذا المرض. وختم حديثه موجها رسالة إلى كل الاخصائيين الاجتماعيين بأن لهم الدور الهام في ألّا نجعل أحداً يُعاني من هذا المرض والعمل على رفع معنوياتهم.
وقدمت الدكتورة مها السجاري أستاذة مساعدة بقسم الاجتماع والعلوم الاجتماعية بالاشتراك مع الاستاذ الدكتور يعقوب الكندري ورقة عمل حول مدى الوعي والمعرفة عن الأعراض والعوامل المسببة لسرطان الثدي عند النساء الكويتيات ‘ سرطان الثدي لدى المرأة في الكويت’ . حيث أوضحت الدكتورة السجاري أن هدف الدراسة قياس مدى الوعي عند النساء الكويتيات حول سرطان الثدي ومعرفة أبرز العوامل الديموغرافية والسيسيوثقافية ذات العلاقة نحو معرفتهم بأسباب وأعراض المرض.
وكان للأستاذة ابتسام القعود والدكتورة إيناس عليمات ورقة عمل حول التفاؤل والتشاؤم وعلاقته بالتوجه نحو الحياة ، ودور الجماعات الداعمة لدى الناجيات من سرطان الثدي بدولة الكويت وعلاقته ببعض المتغيرات. وهدفت هذه الدراسة لمعرفة إذا كان هناك فروق ذات دلالات إحصائية بين متوسطات درجات الناجيات على مقياس التفاؤل والتشاؤم ترجع إلى متغير الحالات ( الاقتصادية – الاجتماعية – طبيعة العمل- العمر)
كما وقدم الأستاذ الدكتور هشام جاد الرب من جامعة الكويت ورقة عمل حول الشبكة الاجتماعية والدعم الاجتماعي للنساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي. حيث يتم تقييم المريض من خلال الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه لذلك يجب معرفة كيفية التعامل معها
وانتهت الجلسة بورقة عمل قدمها الدكتور علاء زهير عبدالجواد الرواشدة رئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البلقاء التطبيقية الحكومية في المملكة الأردنية الهاشمية ، وكان عنوانها ‘ الشعور بالاكتئاب وقلق الموت بين مرضى السرطان والأسوياء ودور الأخصائي الاجتماعي الطبي’ . وقد بدأ كلمته بتقديم برقيات شكر حملها من الأردن لدولة الكويت على هذا الجهد الطيب الأثر الذي تبذله دائماً من أجل الارتقاء بالأداء وأساليبه، واهتمامها بقضايا الوطن العربي الصحية والاجتماعية، كما أثنى على جهود كلية العلوم الاجتماعية لهذا التنسيق مع الجهات المشاركة في إبراز الدور الاجتماعي في قضايا المجتمع والصحة على وجه العموم . وبين في مداخلته التأثير النفسي على مريض السرطان وما يؤدي إليه من قلق واكتئاب والخوف من الموت ، موصياً بضرورة أن تتعامل أسرة المريض برقي في تقبل المتغيرات التي قد تطرأ على حالته النفسية نتيجة تلقيه العلاج والمستجدات التي تطرأ على وضعه الصحي والنفسي، وكذلك تعرض للعامل الديني في التخفيف من الشعور بالقلق وخاصة في بلاد المسلمين حيث أن الإيمان بالله وقدره يخفف عن المريض ما صارت إليه حاله، فالضغوط الانفعالية قد تؤدي إلى اضطرابات في الوظائف الغددية ، وأن العلاج يجب أن يجمع بين العلاج النفسي والطب والعلاج الاجتماعي.
وعلى هامش الملتقى واستمراراً لخطة الملتقى استمرت أيضاً ورش العمل الجانبية والتي تناولت:
1- العنف المدرسي وكيفية التغلب عليه د. نادية حمدان
2- كيفية التعامل مع التوحيديين ومعرفة سلوكياتهم د. رجاء التويتان
3- الاعتداء الجنسي ( التشخيص والتقييم وأدلة الطب الشرعي والأمراض المنقولة جنسياً) د. بنة يوسف بوزبون
4- مهارات التعامل مع أزمة منتصف العمر مع الرجل والمرأة د. بثينة المقهوي
5- كيفية اكتساب المرأة مهارات مواجهة العنف – د. عثمان العامر
6- مهارات التعامل مع الآخرين – أ. فاطمة الرشيد
7- لغة الحوار – أ. بشائر الزواوي
8- كيف أواجه الطلاق ‘ حالات استطاعت تخطي الطلاق’ د. محمد بوخضور
9- مهارات الإسعافات الأولية في الحالات الطارئة (ا لمنزل – المدرسة) أ. أحمد الملا.
المصدر: جريدة الآن الالكترونية