0 تعليق
693 المشاهدات

امهات ذوي الاحتياجات الخاصة.. تجارب يحفها الصبر



مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية تحتفي بيوم الأم

تحتضن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة العين، العديد من الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة، وتحرص في الوقت ذاته، على توطيد عرى التواصل مع الأمهات بشكل خاص، حتى يكن على علم تام بمراحل تطور علاج واستجابة أبنائهن وبناتهن من الناحية الإدراكية.. وكذا لتطوير المهارات الحياتية. كما تحتفل المؤسسة في كل عام، بيوم الأم، تقديراً لأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة، اللاتي يبذلن جهداً مضاعفاً في سبيل الاهتمام ورعاية أبنائهن من هذه الفئة.

(البيان) استطلعت ورصدت تجارب بعض الأمهات في الخصوص، إلى جانب التعرف على رأي الكادر الوظيفي في المؤسسة، حول الاحتفاء بيوم الأم في كل عام.

صغيرة المنصوري تروي تجربتها مع ابنها البكر محمد: رزقت السيدة صغيرة منصور المنصوري بابنها البكر «محمد»، الذي لم تتخيل مطلقاً أن يولد وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.. تمنت أن تراه كحال بقية أقرانه (يلهو ويلعب، يجري ويقع منادياً إياها أن تحمله، وتفرح بشقاوته). وتقول المنصوري: «ابني محمد يبلغ من العمر اليوم 18 عاماً.

وهو مصاب بإعاقة ذهنية بعد الولادة بسبب نقص الأكسجين، إلى جانب ضعف العلاج في فترة ولادته، ومع تقدمه في العمر أتى الوقت المناسب لينضم إلى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. ولله الحمد، تطورت مهاراته الحياتية والإدراكية والمعرفية، إلا أنني أعاني معه من حالاته العصبية التي لا يهدأ معها إلا بتناوله الدواء».

وتضيف: «إن بقية إخوانه وأخواته وهم: ضحى وعمر وهزاع وعيسى ونهيان، يحبونه كثيراً ولا ينزعجون منه لأنهم مدركون تماماً وضعه الصحي، بل وأصبحوا متأقلمين مع محمد في جميع الحالات التي يمر بها».. وتردف وهي دامعة العين: «كنت أتمنى أن يكون محمد خالياً من أي عيب أو مرض، ولكنها مشيئة الله تعالى، وفي يوم الأم يشارك مع إخوانه وأخواته في تهنئتي بطريقتهم الجميلة».

.. وتجربة أخرى

كما تحرص ربيعة محمد عامر على زيارة أختها «مطيعة» التي تعاني من الإعاقة الذهنية، بشكل شبه يومي، ضمن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، لتتابع مدى تطور مهاراتها ومواهبها. وتوضح أنه بعد وفاة والدتهما أصبحت هي المسؤولة عن رعاية إخوتها وأخواتها، بل أصبحت بمثابة أمهم التي تحرص على توفير الراحة لهم،…

وكل ما يحتاجونه. وتقول: «انضمت أختي مطيعة للمؤسسة نظراً لإعاقتها الذهنية، وهي اليوم تحفظ بعض سور القرآن الكريم، إلى جانب تمكنها من كتابة بعض الكلمات، وعلى الرغم من كوني أختها الكبيرة إلا أنها تناديني بأمها لأني أشرفت على تربيتها ورعايتها.. وبصراحة حينما يحل يوم الأم في كل عام، أتذكر والدتي ولا أملك إلا البكاء والدعاء لها».

استعداد

تحرص مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، في كل عام، على الاحتفاء بيوم الأم، من خلال ابتكار أفكار جديدة. وفي هذا الإطار، تقول أروى أحمد صالح، رئيسة خدمة العملاء:

«أطلقنا هذا العام مسابقة تصميم أجمل بطاقة للأم، ومبادرة هادفة إلى شراء المؤسسة هدية وبطاقة، ومنحهما إلى الطالب الذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى يعطيها بدوره لوالدته في هذا اليوم، وذلك إلى جانب تضمن الحفل العديد من الفقرات الترفيهية الأخرى». وتؤكد أروى مدى أهمية مشاركة الأم لابنها المعاق في مثل هذه المناسبات، فهي من شأنها أن توطد العلاقة بين الاثنين.

وتذكّر أروى بوجود طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة، يشتكي دائماً من عدم حضور والدته لزيارته، وفي كل مناسبة أو احتفالية تنظمها المؤسسة، تتطوع إحدى المعلمات بأن تكون أُماً لهذا الطالب، حتى لا يشعر بأنه مختلف عن أقرانه.

كما توضح شمسة الفلاحي، منسق علاقات عامة في المؤسسة، أن الكادر يحتفل بيوم الأم في كل عام، بطريقة مختلفة وإبداعية، ومثال ذلك تقديم برنامج الإذاعة الصباحية بطريقة متميزة، إلى جانب إعداد برنامج آخر يتمثل في مفاجأة مضمونها زيارة الطلاب والطالبات لأمهاتهم في البيوت..

وهناك برنامج آخر عبارة عن تنسيق المؤسسة مع مستشفى توام، من خلال «أبشر» الذي تعطى من خلاله الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة، من ناحية حجز المواعيد الصحية، والأسبقية في تقديم الخدمات والعلاج الطبيعي.

فرحة وابتهاج

تؤكد سامية محمد المطوع، رئيسة قسم التعليم المبكر، أن أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية في المؤسسة، يبتهجون لدى حضور الأمهات احتفال يوم الأم.. وتتساءل: فكيف هي إذاً فرحة الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

أما شيخة سيف المعمري، رئيسة شعبة الرعاية النفسية والاجتماعية، فتبين أن احتفال المؤسسة بيوم الأم يأتي من منطلق التقدير الكبير لعطاءات الأم التي لا تحصى.

وتتابع: وكذلك إيماناً منا بأن جميع أيام العام تعتبر عيداً للأم، ولكن يهدف الحفل إلى غرس قيمة الأم في نفوس الأطفال من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديراً لها، ولما بذلته وما تبذله من تضحيات.

الأم هي روح البيت

سالمة حمد التميمي، منسق تربوي – في فئة الصم، ومدرب لغة إشارة، تقول: «أشرف على تدريس طالب من فئة الصم. وللأسف حصلت والدته على الطلاق في مقابل التنازل عنه لوالده، وكثيراً ما يصارحني بأنه يحن إلى والدته ويحبها كثيراً، لذا فإن الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة يشعرون بقيمة الأم ولا يفرطون بها أبداً».

وتضيف: «أنا أيضاً من هذه الفئة، ولكنني ناجحة في جميع مجالات حياتي ولله الحمد، وكل الفضل يعود لوالدتي ووالدي أيضاً، إلا أن الأم تبقى نور البيت وعموده، بل روحه».

 

 

المصدر : جميلة إسماعيل \ جريدة البيان الاماراتية

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0