0 تعليق
1288 المشاهدات

المسنّات في عيد الأم … نافذة على «الزمن الجميل»



في ذاكرتهن عن عيد الأم، لم يتبق إلا مشاهد متقطعة تدور عجلة ذاكرتها أحياناً وتتوقف أحايين كثيرة. هي تداعيات تتوالى في أذهان المسنات اللائي يقطن دار رعاية المسنين في وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، فترتسم للحظة بسمة على ثغورهن، مستعيدة لحظات سعادة عمرها من عمر الصبا، ولا تلبث أن تتحول شروداً ذهنياً تغالبه دمعة عابرة للزمن. تلك الذكريات أعادت «الراي» إحياءها في عقول المسنات، فرسمت بسمة على وجوههن واستدعت ذكريات أيام سعيدة مضت، وسط الأهل والأصدقاء، قبل الدخول إلى دار المسنين وانقطاع الاتصال بذوي القربى من الأمس البعيد. ذاكرة المسنات كانت كأنفاسهن تأتي مرة وتختفي مرات، بين الأنفاس المتصاعدة وضحكات الحسرة على الأيام الماضية، أدارت بعضهن الظهر لعدسة كاميرتنا، واغمضن عيونهن عن فضول أسئلتنا، وأخريات تسابقن في الحديث إلينا. شريط الذاكرة مليء بمحطات جميلة استذكرتها مسنات، في حين غابت عن ذاكرة أخريات، حين عجزت عن استرجاع شريط توقفت عجلاته منذ سنين «فنحن هنا قد لايعرف بعضنا حتى تاريخ دخولنا الى هذه الدار».

المسنات اللائي أصبحن اليوم يتنقلن على كراسي متحركة، تقودها عمالة آسيوية بأوامر وتعليمات مسؤولي إدارة الدار، يشهدن أن الإدارة لا تتوانى عن استثمار أي كل مناسبة لخدمة النزلاء وتنفيذ اللوائح والقوانين.

«الراي» زارت الدار. وكانت هذه الحصيلة.

في البداية قالت هاجر مبارك، البالغة من العمر 60 عاماً «لي ذكرى جميلة مع عيد الأم، حين كنت في مقتبل العمر مع زوجي، أما اليوم فأنا إحدى نزيلات هذه الدار التي عوضتنا عن كل شيء، فهي لا تدع أي مناسبة إلا وأقامت لنا فيها احتفالا خاصاً يثلج صدورنا، ونستعيد به ذكريات جميلة».

وأضافت هاجر أن وزارة الشؤون تقدم لنا كثيرا من الخدمات التي سهلت علينا شؤون حياتنا ويسرت علينا معاناة الايام وقسوتها.

وقالت «دخلت الدار منذ ما يقرب الأربع سنوات، بعدما توفي زوجي الثالث، فأنا سبق لي الزواج ثلاث مرات ولم يرزقني الله بأولاد خلال هذه الزيجات الثلاث، حتى وجدت نفسي وحيدة، ابحث عن اي شخص يساعدني في العيش او قضاء الحاجيات».

وتابعت ان ادارة الدار تعد لنا برنامجاً رائعاً من الفعاليات والانشطة، فهناك رحلات إلى الشاليه او اسواق المباركية او غيرها من الأماكن التي تتناسب معنا وأعياد الأم والأضحى والفطر والاعياد الوطنية.

مناسبة سعيدة

من جانبها، قالت خاتون مهدي، ان عيد الأم مناسبة سعيدة على قلب كل إمرأة، ولها ذكريات جميلة لا تكاد تمحوها السنون التي ربما أعجزتنا عن الاحتفال بمثل هذه المناسبة، إلا أن الحق يقال وإدارة الدار لها كل الشكر والعرفان، بما تقدمه لنا من عمل متواصل وجهد مستمر، فلانكاد نخرج من فعالية حتى تبدأ الأخرى.

وأشارت إلى أن وزارة الشؤون ممثلة بهذه الدار باتت اليوم هي بيت كل هؤلاء المسنات اللائي أصبحن لمثل هذه الخدمات بسبب الظروف الحياتيه.

وأضافت ان ادارة الدار توفر لي العلاج الطبيعي بشكل مستمر، مما خفف عني آلاماً كثيرة واوجاعاً كانت مستمرة، مبينة أن أسرة الدار تتعامل معنا بشكل لائق وممتاز، خصوصاً أننا نعاني من مشاكل صحية او اجتماعية عدة، الا اننا نجدهم وكل حسب اختصاصه يتعاملون معنا بشكل سريع وجاد، لتخفيف المعاناة عن كل نزيلة.

وقالت ان في هذه الدار فكرة جميلة حين يسمحون لطلبة المدارس او غيرهم بزيارتنا في المناسبات، كاحتفالنا بيوم عيد الأم، لانهم يشعروننا بقرب المجتمع لنا وعدم نسياننا.

تتحرك ذاكرتها

اما وفاء فيصل، البالغة من العمر 65 عاما، فقالت ان ذكرى الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية كعيد الأم وعيدي الأضحى والفطر وغيرها من الاحتفالات الأخرى، لا تزال تتحرك ذاكرتها في نفسي.

وتابعت إن وزارة الشؤون تقيم لنا الكثير من الاحتفالات والفعاليات التي تنسجم مع المناسبات طوال أيام السنة، فها نحن اليوم نشهد احتفالاتها بعيد الأم الذي يخفف عنا كثيراً من الوحدة.

واعتبرت ان الخدمات التي تقدمها الدار ممتازة وتليق بالمسنين، فجميع النزيلات يبحثن عن الراحة والمكان المناسب، وهذا ما نجده في هذه الدار التي باتت دارنا بعدما واجهتنا قسوة الحياة.

عيد الأم

ومن جانبها، رأت حصه عبدالله في عيد الام مناسبة جميلة حين يقضيها الانسان بين افراد عائلته، الا اننا نشكر الله ونحمده على ما نتلقاه في هذه الدار، التي تحاول «الشؤون» توفير كل مانحتاجه حتى انها لم تغفل تنظيم احتفالية عيد الام لنا، وذلك بهدف ادخال السعادة لنا جميعا.

وأضافت ان ذكرى الايام الجميلة تبقى عالقة في الاذهان، مهما حاولت السنون محو ذكرياته التي لا أزال اعيشها لحظة بلحظة، فكم كانت أيامنا جميلة حين كنا أقوياء نستطيع مساعدة انفسنا وتوفير احتياجاتنا.

ولفتت الى ان المشرفات على العمل في ادارة رعاية المسنات يحرصن على التفاعل الدائم معنا في كل مناسبة، فهن خير من يمثل العمل ونجدهن في كل مناسبة ينظــمن لنا احتفالا.

الفرح والألم

أما سكوت عطوان، فقالت لم اكن أعرف الاحتفال بيوم عيد الأم قبل دخولي الى هذه الدار التي عرفتني بهذه المناسبة الجميلة، وسعدت بها حتى اصبحت أترقب كل المناسبات. فالاحتفالات التي تنظم في الدار جعلتنا نشعر بالفرح بعد أن تنسينا الألم.

وتابعت ان وجودي في هذه الدار بين أخواتي المسنات خفف عني الكثير من المعاناة التي تواجهني بسبب كبر سني لاننا اصبحنا كأسرة واحده لانختلف على شيء ابدا

وتابعت «كل الشكر لمن يبادرون لزيارتنا في هذه المناسبة، ويقدمون لنا الورود والهدايا فبدخولهم علينا تدخل الفرحة والبهجة».

طابع مختلف

ومن جانبها، قالت فاطمة سعد، ان لدينا ذكريات جميلة سواء كانت المتعلقه بعيد الأم او غيرها من الأعياد، لاتزال الذكرى الجميلة عالقة في مخيلتي، فلا يمكن ان انسى كل لحظة جميلة قضيتها مع اهلي واقاربي.

وأضافت ان عيد الام والاعياد الاخرى يبقى لها طابع مختلف وسعادة غامرة، حين تكون وسط الأهل، وان كنا نشعر هنا بالأجواء الأسرية الجميلة الـــتي تـــقيمها لنا ادارة المركز

 

 

المصدر : فهاد الفحيمان \ جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3744 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4115 0
خالد العرافة
2017/07/05 4661 0