0 تعليق
1750 المشاهدات

صفية الشمري نموذج لأمومة تتحدى الإعاقة



هدية الأم في عيدها.. «جَمعة» وسعادة أبنائها

«الأم مدرسة إن اعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق»، قد لا يوفي هذا البيت البليغ من الشعر الأم حقها لكنه يوضح أهمية دورها في بناء الشعوب والمجتمع ورفع راية الحضارات، فالأم هي من يقع على عاتقها الجزء الأكبر في تربية الأبناء والوصول بهم الى بر الأمان، وهي في ذلك تخوض غمار تحديات قد لا يشعر بها غيرها تتصارعها في تعاملها معهم قيم ودوافع وغرائز فبين حبها لهم وحنانها عليهم وحرصها على مصلحتهم التي كثيرا ما تكون غير واضحة لهم، تعيش في شد وجذب لكنها تسير في طريقها مستعينة بما حباها به الله من سمات فطرية وإمكانيات شعورية محاولة أن تصل بأبنائها إلى بر الأمان.

لم يكن هذا الدور أبدا سهلا في الماضي، لكن الأمر زادت صعوبته في هذه الأيام مع التطور التكنولوجي المنقطع النظير وانتشار الانترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تمثل تحديا كبيرا، لكن الأم لا تزال محور التربية الرئيس، وهكذا حق أن يحتفل بها وبعطائها غير المحدود وتضحياتها الفائقة وهي الفكرة التي لم تبدأ إلا في القرن العشرين فقط.

في الأسطر التالية نتعرف على الاحتفال بعيد الأم وكيف بدأت الفكرة، والتقت «الأنباء» عددا من الأمهات لنتعرف على رؤيتهن لهذا الاحتفال وكيف يجب أن يكون وأفضل هدية يمكن أن يحصلن عليها، كما رصدنا كذلك آراء بعض الأبناء حول كيفية التعامل مع الأم وهل يجوز أن يحصر الاهتمام بها في فترة محددة محدودة من الزمن، وكذلك ليتحدثوا عن مدى تأثر علاقة الأم بأبنائها في ظل تلك التطورات والتغيرات الاجتماعية، وهل أم الحاضر تحتاج الى مزيد من التدريب والتطوير حتى تتمكن من إيجاد أساليب جديدة للتواصل مع أبنائها.

في البداية، ينبغي القول إن الهدية دائما ما تعبر عن المحبة والتقدير، فكيف إذا كانت من أجل الغالية «الأم» في عيدها، كما يعد عيد الأم من المناسبات المميزة والتي لطالما قربت بين أفراد العائلة وعملت على اذابة المشاكل بين الابناء بمناسبة تجمعهم تحت مظلة حب الأم.

في هذا السياق، تؤكد المربية تغريد الحسن على فكرة أن كل أم تستاهل الاهتمام والتكريم طوال العام وليس ليوم واحد في السنة، وعندما ذكرت التكريم والاهتمام لم تقصد الهدايا والجواهر الثمينة وانما التواصل معها وزيارتها والجلوس معها طوال العام.

بينما ترى أم ثامر أن الهدية في عيد الام لها معنى ودلالات في قلب كل ام حتى لو انها تتمنى ألا يخسر ابناؤها فلسا واحدا، الا ان لها معنى يندرج تحت قائمة الاهتمام والحب والاحترام، مؤكدة انها حتى لو طلبت من ابنائها عدم شراء الهدايا، الا ان كلامها غير مسموع ولكنها تتمنى بجانب الهدايا المادية ان تتحقق امنيتها بأن يتحمل أبناؤها مسؤوليتهم لتشعر بالراحة بعيدا عن القلق عليهم وعلى عملهم وماذا اكلوا وما شربوا ورعايتهم غير المتناهية.

وهنا تشير المربية تغريد إلى فكرة ان الابناء هذه الايام يتجاهلون الام طوال العام ويذكرونها في يوم عيد الام بهدية لربما تنسيها تجاهل وعدم المبالاة من أبنائها لمدة عام، برأيها كل أم تطلب من أبنائها التجمع حولها قدر المستطاع والاهتمام بها ليس أكثر، خصوصا ان هذا الشعور لا تعادله هدايا ثمينة.​

من جانبها، أكدت الحاجة أم بشير أنها تنتظر عيد الأم من العام للعام لترى ابناءها حولها وكأنهم في قمة سعادتهم يحاورونها ويلاطفونها ويتذكرون شقاوتهم وهم اطفال بسردهم لقصصهم المضحكة والتي لا تذكر الا في عيد الام ولا احد يعرف ما هو السبب، كما تضحك عندما تتذكر ان هديتها كل عام تقتصر على أدوات المطبخ وكأنها ستقضي ما تبقى من العمر في الغسل والطبخ، لكنها مع ذلك سعيدة فأبناؤها بذلك يعبرون عن حبهم لطعامها واطباقها اكثر واكثر في كل مرة يهدنوها ادوات مطبخ جديدة.

وتعود لتتمنى أن يتفهم أبناؤها حاجتها للخروج معهم او السفر لمكان جميل لقضاء يوم أو يومين، مضيفة أنها تحتاج في عيد الأم وقتا مستقطعا من مهام البيت وأعباء الأسرة لتستمتع بالراحة والاسترخاء في مكان بعيد عن المنزل.

أما عنود الحيدر، فأوضحت أن مجرد اجتماع الأسرة في عيد الأم هو أجمل هدية يمكن أن تنالها فى عيدها وخاصة في هذا الزمن الذي أصبح كل شخص فيه مشغولا بحياته الخاصة وأعبائه ومشكلاته، مشيرة الى حبها للهدايا البسيطة.

وأشارت رولا محمد الى أن هدايا ابنائها لها كل عام تتسم بالبساطة لأن امكانياتهم المادية متواضعة نظرا لظروف المعيشة، لذلك هي تكتفي بأي هدية تقدم لها ولا تطلب شيئا محددا، إلا انها تشعر بسعادة كبيرة لمجرد تلقي هدية في عيد الأم حتى ولو كانت وردة صغيرة، مبينة أن مجرد الاحساس بأن الزوج والابناء يفكرون فى هدية هو احساس اروع من الهدية في حد ذاتها.

وكان لأم محمد رأي منفرد، حيث أكدت أن الهدية الوحيدة التي تريدها من أبنائها هذا العام هي مساعدتها في قضاء فريضة الحج الى بيت الله الحرام، مبينة أنها ستكون أجمل هدية تحصل عليها، مؤكدة أنها لم تطلب في عمرها من اولادها او بناتها اي هدية ثمينة او رخيصة لأنها متأكدة ان اولادها اجمل هدية من الخالق سبحانه وتعالى، وبرأيها جاء الوقت لتسألهم عما ترغب وتتمنى.

آراء الأبناء

أما بالنسبة لرؤية الأبناء لدور الأم وكيفية ومدى أهمية الاحتفال بعيدها وتقديم هدية لها، فقد اختلفت من شخص لآخر لكن الإجماع بطبيعة الحال كان على قيمة الأم الكبيرة ووجوب العمل على إسعادها.

في البداية أكد عيسى مهد على أن علاقة الأبناء بأمهاتهم لم ولن تتغير مهما اختلفت الأجواء المحيطة بالإنسان، مشيرا الى ان ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية أثر بشكل كبير في طبيعة علاقة الفرد بأسرته، لكن هذه التكنولوجيا لم تتمكن من إحداث تغيير جذري في علاقة الابن بوالدته.

وأشار عيسى الى أن الالتزام بالعادات الاجتماعية والاسرية قديما هو سر نجاح الأم في تربية أبنائها، خاصة أن الأم قديما كان شاغلها الأول والأخير هي كيفية تربية أبنائها والوصول بها إلى بر الامان، مؤكدا ضرورة التزام الأبناء بتعاليم ديننا الحنيف الذي يوصينا ببر الوالدين، وهو دليل على مكانتهم العالية في الدنيا، وطريق الوصول الى الجنة.

من ناحيته، أشار خميس فهد إلى أن الأم لا تحتاج إلى عيد للاحتفال بها، خاصة أن تواجد الأم وسط العائلة هو في حد ذاته عيد للعائلة، مؤكدا على الدور العظيم التي تقوم به الأم في حياة كل أفراد العائلة، لافتا إلى أن تعاليم ديننا الإسلامي بينت فضل الأم ومكانتها الغالية وأمرت بطاعتها في كل الأمور عدا الشرك.

وأضاف خميس أن علاقة الأم بأبنائها لم تتغير بتغير المجتمعات واختلاف العادات الاجتماعية، خاصة أن الأمومة هي غريزة فطرها الله عليها، فما تقدمه الأم من تضحيات هو خير دليل على أنها تستحق الطاعة والبر في كل الأوقات.

كما أكد على أن نجاح الأم في تربية أبنائها لا يتعلق نهائيا بما تشهده المجتمعات من تغيرات فكرية وتطورات عصرية، لافتا إلى أن أم الحاضر والمستقبل تحتاج إلى اتباع التعاليم الإسلامية كمنهج أساسي في تربية أولادها.

في سياق متصل، أعرب محمود طلعت عن ضرورة التزام الأبناء بواجباتهم تجاه الأم التي تركز كل اهتمامها على تربيتهم والوصول بهم إلى أعلى المراكز، تاركة وراءها طموحاتها وأهدافها في سبيل حياة أولادها.

وأضاف محمود أن الأم قديما كانت أكثر اهتماما بتربية الأبناء والاهتمام بأمور العائلة، إلا أن التغيرات والتطورات الغربية التي طرأت على مجتمعاتنا دفعت الكثير من الأمهات إلى نسيان واجباتهم تجاه أبنائهم، معتبرا ذلك من الأمور الخطيرة التي تحتاج إلى مراجعة سريعة وتوعية هادفة للأمهات.

من جانبها، أكدت إيمان منصور على أن شعورها تجاه والدتها ازداد تقديرا واحتراما بعد أن رزقت بأول أبنائها، مشيرة إلى أنها شعرت بمدى قلق والدتها وحرصها الشديد على الحفاظ الأبناء وتربيتهم.

من جهته، أكد حسن الخطيب على أن نجاح الأم هو العامل الرئيس في إنجاح الحياة الأسرية، لما تحمله من تضحية وحنان وقدرة على تحمل المسؤولية في مختلف الأمور الحياتية، مشيرا إلى أن دور الأم في عصرنا هذا أصبح يتطلب منها الكثير من المسؤولية والوعي حتى تستطيع احتواء أبنائها.

الخرافي: وسائل التواصل الاجتماعي صعّبت مهمة الأم

أكدت استاذة علم النفس التربوي بجامعة الكويت د.نورية الخرافي ان التربية الآن اختلفت عن الماضي وليست مثل السابق حكرا على الوالدين، ففي السابق كانت الأم لها الدور الأكبر في تربية الاطفال، اما الآن فشيوع وكثرة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وما يتم تداوله فيها من كلام صحيح وغير صحيح يصعب مهمة الوالدين في تربية الأبناء وبالأخص الام كون تواجدها اكثر مع الأطفال وبالأخص عندما يصيحون في سن المراهقة لان الطفل اصبح يتأثر كثيرا بالعالم الخارجي واصبح يطبق ما يراه. ولعل ذلك مما يزيد من أهمية الاحتفال والاحتفاء بالام ودورها.

صفية الشمري نموذج لأمومة تتحدى الإعاقة

لم تقف اعاقتها يوما أمام حلمها كفتاة في ان تتزوج وتنجب اطفالا، لم تستسلم، لتكسر الحواجز وتثبت للجميع بان الإعاقة لا تشكل حاجزا امام الإنسان في تحقيق أهدافه التي تصب في خدمة المجتمع.

صفية الشمري سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، غريزة الأمومة كانت دائما هي الدافع الاول لها في ان تتحدى تلك الإعاقة، أكملت دراستها الجامعية لتتزوج وليرزقها المولی عز وجل بهديل ابنتها الاولی، التي تعتبرها صديقتها وابنتها في نفس الوقت، الشمري فتحت قلبها لـ «الأنباء» لتضرب لنا أروع امثلة الأمومة في عيدها: في البداية أكدت الشمري ان احساس الأمومة لا يضاهيه احساس آخر، لافتة الی ان تجربتها كأم تخللتها الكثير من الصعاب، ولكن المولی عز وجل كان سندا لها في إكمال رسالتها العظيمة تجاه ابنتها هديل.

واضافت الشمري أن اعاقتها تعود الی طفولتها والتي أصيبت بها نتيجة خطأ طبي، مشيرة الی ان تلك الإعاقة لم تقف امام أهدافها وطموحاتها في ان تصبح عضوا فاعلا في المجتمع، فلم تستسلم يوما، وتحملت عناء الدراسة والعمل معا، لافتة الی انها سعت دائما الی تحمل جميع الصعاب التي قد تقف امام أهدافها، حتی أهداها المولی عز وجل بطفلتها هديل التي اصبحت الآن في الـ 26 من عمرها.

موضحة انها كانت بمنزلة الام والأب لها، خاصة بعد انفصالها عن والدها، لتقوم بتربيتها في اكثر المراحل الحرجة من عمر الشباب وهو المراهقة، مشيرة الی انها اخذت علی عاتقها تربية ابنتها علی اكمل وجه والوصول بها الی أعلی المراتب حتی أكملت دراستها بفضل المولی عز وجل.

سمير: صناعة أم متزنة تبدأ من اختيار الفتاة لشريك الحياة

أكد رئيس مؤسسة الحياة المتزنة د.احمد سمير ان الأم المتزنة هي الأم التي تتمتع بصحة نفسية سليمة وتستطيع أن تحقق التوازن بين العاطفة والعقل، متسائلا: كيف نصنع أما متزنة في ظل كل التحديات المحيطة.

ليجيب عن هدا السؤال في عدة مراحل أولاها مرحلة اختيار الفتاة لشريك الحياة فالفتاة الواعية والطموحة لا تجعل أحلامها كلها تتجه إلى المال والمهنة فقط أما اختيار شريك الحياة فيكون آخر اهتمامها.

وتأتي المرحلة الثانية وهي التقبل وتقوم على أمرين:

أولهما: هو تقبل الهوية الأنثوية: فكلما كانت المرأة متقبلة لدورها الأنثوي وفخورة به، كلما تقبلت حملها وبالتالي تغمرها السعادة بهذا الحمل وتكون فخورة به مما يجعل فترة الحمل من أسعد فترات حياتها رغم المتاعب الجسدية، فترى المرأة دائما تتحدث عنها وعن تفاصيلها بفخر وسعادة.

وثانيهما هو تعلق الأم بنوع الجنين واعتقادها ببعض الأفكار القديمة، مثال عندما تعلم الام أن الجنين «أنثى» تكون سعادتها أقل بكثير بالمقارنة من فرحتها بقدوم مولود «ذكر» ليس لشيء إلا لخلل في نفسها وأفكارها.

إذن تمت المرحلة الأولى وهي الاختيار الناجح لشريك الحياة والمرحلة الثانية تقبل الجنين وإمداده بالحب والحنان طول فترة الحمل، تأتي الآن المرحلة الثالثة: وهي فترة الطفولة الأولى وما بعدها والخطط التي أعدها الوالدان لهذه الفتاة، وأهم نقاطها تتمثل في العلاقة بين الوالدين وما إذا كانت تسودها المودة أم الخلافات، تفضيل طفل على آخر والإهمال وعدم إشباع حاجات الطفل، الرفض أو الإهمال أو نقص الرعاية وغيرها من المشكلات التي قد تؤثر على شخصية الفتاة.

عيد الأم.. فكرة مصطفى أمين.. فماذا كانت قصتها؟

بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم على يد الكاتب العربي والصحافي الراحل علي أمين، أحد مؤسسي جريدة أخبار اليوم المصرية بالتعاون مع أخيه مصطفى أمين، حيث بدأ بطرح فكرة الاحتفال بعيد الأم في مقاله اليومي الذي ينشر في الجريدة بعنوان «فكرة»، وذلك بعد أن قامت إحدى الأمهات بزياراته لتشكو له قساوة أبنائها، بعد أن كرست لهم حياتها عقب وفاة زوجها، لترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة وتزوجوا وانصرفوا عنها.

فقام الأخوان امين باقتراح فكرة تخصيص يوم للاحتفال بالأم، ويوم لرد الجميل والتذكير السنوي بفضلها ومدى مكاناتها في قلوب الأبناء، لتأتي الخطابات المؤيدة والداعمة لتلك الفكرة بتخصيص يوم 21 مارس كعيد للأم، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون رمزا للصفاء والمشاعر الجميلة، على الرغم من رفض الكثير من القراء لهذه الفكرة، التي اعتبروها فكرة ظالمة للأم، وذلك لان التذكير بفضل الأم لا يحتاج الى يوم للتذكير به.

المصدر: لميس بلال ـ ندى أبونصر ـ أميرة عزام ـ كريم طارق / جريدة الأنباء .

1111111111

عيسى مهد

عيسى مهد

محمود طلعت

محمود طلعت

حسن الخطيب

حسن الخطيب

ايمان منصور

ايمان منصور

 

خميس فهد

خميس فهد

د. احمد سمير

   د. احمد سمير

د.نورية الخرافي

د.نورية الخرافي

نماذج هدايا معدة للتقديم للأم في عيدها

نماذج هدايا معدة للتقديم للأم في عيدها

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0