هو”حمادة حراز” الشاب صاحب القدرات الخاصة ،الذى حصد المديليات الذهبية الخمس فى ممارسة رياضة السباحة ،والذى لحن له كبار الملحنين المصريين أغنيته التى تعبر عنه وعن كل أصحاب القدرات الخاصة “انا انسان من حقى أغنى أنا انسان من حقى أعيش”،البديل تلقى الضوء على حمادة حراز كنموذج متحدى الأعاقة .
فى منزل حمادة
فى البداية عند دخول المنزل غرفة كبيرة عبارة عن” قعدة عربى” وطاولة عليها “مسجل” يصدر منه صوت كوكب الشرق أم كلثوم ،وبجوار المسجل عدة كتب وأسطوانات مدمجة”سى دى”للراحل سيد درويش ،وفى الجاني الأخر من الغرفة ألتيى “العود والكامنجة”،وصورة كبيرة على الحائط بها صورة “حمادة حراز “ومكتوب علي عليها “الأرادة”.
حمادة يتكلم عن نفسه
” كان نفسى أكون مطرب مشهور مثل عبد الوهاب ،واحفظ كل أغانى أم كلثوم بأسماء مؤلفيها وملحنيها ،وقرأت كتاب عن قصة حياتها وعندما وصلت لخبر وفاتها انهرت واغلقت على نفسى باب حجرتى ،ورثت الكامنجة عن خالى وأحتضنها أثناء نومى فهى رفيقتى ، وتعلمت من جارى الكابتن “حنفى محمود بطل العالم فى السباحة والكابتن حامد مصطفى ،وايضا اللواء نبيل عبد الوهاب اللطل الحقيقى لتفجير المدمرة أيلات والذى حمل جثمان الشهيد البرقوقى حتى وصل به الى الشاطئ، وحصلت على خمس ميداليات ذهبية فى مسابقات السباحة على مستوى الجمهورية بالأضافة الى عدة ميداليات فضية ، وقامت شقيقتى هدير بتعليمى مهارات التعامل على الحاسب الألى وكنت انا موضوع رسالة الدكتوراه الخاصة بها بكلية التربية الرياضية وعلمتنى رياضة الكارتيه، وقمت ببطولة فيلم تسجيلى أسمه الأرادة ، وقمت بالتمثيل وأخر أدوارى مع الراحل خالد صالح ،وكنت أعشقه ،ووالدى أخفى عنى خبر وفاته وعلمت من التليفزيون وصدمت من الخبر لأنى أعشقه وهو كان يحبنى جدا وبيشجعنى على التمثيل “.
والدة حمادة: “مشرفنى”
عندما وضعته وعلمت بحقيقة مرضة كنت فى حيرة من أمرى كيف سأتعامل معه وكيف سيواجه الحياة،والأن أنا فخورة بكونى أم لهذا الشاب الرائع الذى ينال أعجاب وأحترام كل من يتعامل معه فهوبأختصار شديد “مشرفنى”، كل أهالى الاسكندرية يحترمونه فهو يقيم الصلاة فى المسجد يوميا وفى رمضان يقف يوزع التمر على المصلين ،وفى المنزل يكون رجل البيت فى غياب والده ،فلا يجعلنى أو أخته نقوم بفتح الباب أذا طرق عليه أحد ،كما يقوم بتوصيل الضيوف والترحيب بهم ،يجمع بين البراءة والشهامة والرجولة والحس المرهف، ونشأته فى بيت موسيقى نمى اليه حب الغناء وألقاء الشعر فكان يهرب الى غرفة الموسيقى بمدرسته لحبه الشديد للألات الموسيقية.
والد حمادة : حمادة لحن له كبار الموسيقيين
بينما يقول عادل حراز الشاعر الغنائى ،حماده حاله تحمل الأصرار والأرادة ،ويمتلك طموح لا حدود له ،وطنى وناصرى ويمتلك رؤية سياسية وحافظ تاريخ مصر،شخصية قيادية ،وقمت بتعليمه منذ الصغر كيف يدافع عن حقه ومعرفة حقوقة وواجباته.
ويحكى حراز عن موقف لنجله قائلا: انه أثناء مشاركته بفرقة الاسكندرية بمهرجان القلعة ،قام وكيل وزارة سابق بقطع العرض حتى يسلم الجوائز وشهادات تقدير لبعض الشخصيات و للمشاركين فى الاحتقال ،وهنا قام حمادة برفض هذا التصرف وقال له “لازم تحترم الفن والفنانين “ورفض ان يقطع العرض ،وهنا قام الجميع بالتصفيق الحاد له على موقفه وشجاعته.
ويضيف حراز موقف اخر قائلا:انا مؤلف وشاعر غنائى وغنى من أشعارى معظم المطربين مثل ايمان البحر درويش وهشام عباس وغيرهم ،وفى أحد الأيام حضر لى أحد المطربين لشراء شعر من اشعارى وعندما كنا نقوم بعمل البروفة لكلمات الاغنية كان “حمادة” يغنى معنا فنهره هذا المطرب وقال له أسكت ياحمادة متغنيش ،وهنا قمت برفض ان امنحه هذه الاغنية ،وقمت بتأليف أغنيه خاصة لحمادة أسمها “أنا أنسان من حقى أغنى ..أنا أنسان مش عاجز” ، وكلماتها …”أنا من حقى أغنى أنا أنسان مش عاجز….يمكن لو تفهمنى أبقى صديقك جايز …مد أيديك فى أديا وقرأ كلام فى عنيا …يمكن يصبح صمتى كلمه تهد حواجز …أنا من حقى اتكلم عن نفسى وعن ناسى ومشاعرى هتتألم لو ترفض أحساسى …يمكن صمتى رسالة بتعبرعن حالة لو تسمعها بقلبك هتحس بأخلاصى..أصل المغنى دا روحى بكسر بيه أحزانى بيبعدنى على جروحى مهما بيقسى زمانى …الصمت دا أغنية كل حروفها قوية لو تسمعها بقلبك هتنطق بلسانى” ، قام بغنائها حمادة حرازوتلحين ابراهيم نصير.
وأختتم حراز قائلا: أن بامكان أى أب لطفل من ذوى الأحتياجات الخاصة أن يحول هذه الحالة الى نموذج ناجح يفيد الوطن وبذلك بالأصرار والأرادة والتعلم .
المصدر: جريدة مصر اليوم .