شغفت سمية الزرعوني بالرسم منذ طفولتها، ورأت في الألوان عالماً آخر، يمكنها أن تتحرر فيه من مرض الشلل الدماغي، وأن تنتقل من خلال ضربات فرشاتها من حلم الى آخر. وعندما وجدت نفسها على أطراف الواقع، بعد تخطيها سنوات الطفولة، لم تنكفئ على نفسها، بل تحدت مرضها، وما يسببه لها من صعوبات، فافتتحت مشروعها الخاص تحت اسم «أرجوان» للبراويز، مستفيدة من موهبتها الفطرية، لتقدم من خلاله نظرتها للحياة عن طريق رسم اللوحات الزيتية، والشخصيات المحببة إلى قلبها في الدولة.
ومنذ افتتاحها المشروع، تمكنت سمية من رسم أكثر من 40 لوحة تشكيلية لجهات مختلفة، باعت منها 11 لوحة، وأهدت لوحات أخرى لجهات حكومية وخاصة، كما شاركت ببعض لوحاتها في مزادات خيرية يعود ريعها لأعمال خيرية.
أول لوحة
أفادت صاحبة مشروع «أرجوان» للبراويز، سمية الزرعوني، بأنها رسمت أول لوحة زيتية قبل سنوات، ولاتزال محتفظة بها، مضيفة «أراد عدد من الزبائن شراء اللوحة بأي سعر كان، لأنها الأولى، لكني دائماً أرفض، إذ إنها بداية اهتمامي بالرسم، وبالنسبة لي الخطوة الأولى في المشروع».
معرض لوحات
قالت صاحبة مشروع «أرجوان» للبراويز، سمية الزرعوني، إنها تواجه صعوبة في افتتاح معرض لعرض لوحاتها خارج المنزل، إذ إنها لا تملك وسيلة مناسبة للتنقل، موضحة «لديّ مركبة منذ فترة طويلة، لكنني لا أستطيع قيادتها، وأبحث عن سائق يعرف دبي وكيفية الانتقال فيها، لكن دون فائدة، ما يمنعني من افتتاح معرض يخص لوحاتي».
هواية الرسم
قالت صاحبة مشروع «أرجوان» للبراويز، سمية الزرعوني، إنها تعلمت الرسم من والدها المتوفى، موضحة «كان موهوباً، وعندما يبدأ بالرسم كنت أحاول أن أرسم كذلك، لكن كل ما أمكنني فعله في ذلك هو الخربشة»، مضيفة أنها أحبت الرسم منذ ذلك الوقت، وأن والدها شجعها على تطوير مهاراتها باستخدام مهارات التواصل وإعطائها دفاتر وألواناً للرسم.
وتروي سمية قصة افتتاح «أرجوان للبراويز»، قائلة: «إنها فكّرت في استغلال هواية الرسم والتصميم في إطلاق مؤسسة صغيرة لبيع اللوحات، كما أرادت توثيق أعمالها بشكل رسمي وبرخصة من دائرة التنمية الاقتصادية». وتابعت: «إن والدتها شجعتها على مخاطبة الدائرة، والتقديم على الرخصة. ومع أنها تخوّفت في البدء من تقديم مشروعها، لأنه يعتمد على الرسم والفن التشكيلي، ولا توجد أعداد كبيرة من الأشخاص يتجهون لشراء اللوحات، إلا أنها خطت الخطوة الأولى، وقدمت طلباً للدائرة، ومن هناك توجهت الى مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفوجئت بترحيبهم بالفكرة، وتقديم دورات مجانية لها عن افتتاح المشروعات الصغيرة، ووضع دراسة جدوى من خلال الدائرة»، مضيفة: «إنهم تعاملوا مع مشروعها بصفة استثنائية من خلال برنامج (انطلاق) التابع للتنمية الاقتصادية، إذ إنها من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولديها صعوبات في بدء مشروعها دون استشارات من المؤسسة».
وأكملت: «إنها أنشأت مشغلها الخاص في المنزل، حتى تتمكن من الرسم وعرض لوحاتها»، مضيفة: «خلال العام الأول من بدء المشروع تمكنت من بيع 11 لوحة لعدد من الجهات والأشخاص، وأهديت خمس لوحات لمؤسسات في دبي والشارقة».
وذكرت أنها «عملت على عدد من اللوحات طلبتها جهات حكومية، كما أنجزت عدداً من الطلبات الخاصة، بعد أن تعرف إليها كثيرون في المعارض والمزادات التي شاركت فيها، موضحة أنها شاركت في معارض نظمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع، كما شاركت في مزاد نظمته المؤسسة يعود ريعه لحملة (سقيا الإمارات) التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وباعت في المزاد ثلاث لوحات».
وأضافت: «إن معظم لوحاتها تكون عن قادة الدولة، أحب أن أرسمهم لأنهم قدوتي، خصوصاً صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».
وأوضحت أن «مشروعها بدأ باللوحات الزيتية التي يستغرق رسمها نحو ثلاثة أيام من العمل، إلا أنها توجهت للرسم على الزجاج وإدخال الكريستال على اللوحات»، مضيفة أن «اللوحات الزيتية تعتمد على الخيال أكثر من الواقع، فيما أن اللوحات الزجاجية للشخصيات التي أحب أن أرسمها لا تستغرق إلا يوماً واحداً».
وقالت سمية: «إنها كانت دائماً تشارك في المعارض حتى قبل أن تفتتح مشروعها»، موضحة أنها «في المعارض والمسابقات التي نظمتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أثناء دراستها، ومن ثم شاركت في مهرجان الطفولة في الشارقة»، مضيفة: «شاركت ست مرات في المسابقات، وكنت دائماً أحصل على الميدالية الذهبية في المدينة».
وتابعت: «إنها أكملت دراستها الثانوية بعد إنهائها لدراستها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أحد المعاهد في دبي، ثم التحقت بالدورات التدريبية التي تقدمها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة».
وأضافت سمية: «إنها تعلمت الحرف والأشغال اليدوية في المدينة منذ صغرها، إضافة إلى ما تعلمته من والدتها التي تهتم بهذا المجال»، موضحة: «بعد وفاة والدي وإنهائي الدراسة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أردت أن أتعلم وأتجه إلى الأشغال اليدوية مع الرسم، ووالدتي لديها أعمال كثيرة، ومنها تعلمت بعض التقنيات التي ساعدتني في ما بعد في الرسم، وإدخال الكريستال في اللوحات الزجاجية». وأشارت إلى أنها «لم تعمل على أي لوحات جديدة، لأنها تنتظر بيع اللوحات الحالية في مشغلها، وتفكر في الاتجاه إلى تقنيات جديدة للرسم، وليس فقط رسم اللوحات الزيتية والزجاج»، مضيفة أنها «تريد إضفاء لمسة جديدة على فن الرسم بدلاً من الاعتماد على الأشكال التقليدية التي تعودت عليها».
وأكملت: «أريد أن أفتتح معرضاً صغيراً لعرض اللوحات، إلا أنني أواجه صعوبة في متابعته، لأنني من ذوي الاحتياجات الخاصة»، موضحة أنها «لا تستطيع البقاء في المعرض لفترات طويلة، كما انها لا تستطيع أن تترك والدتها وحدها في المنزل، إذ إنها كبيرة في السن وتحتاج إلى من يبقى بجانبها».
وأضافت أن «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع أعطتها فرصة استثنائية، إذ إن رخصة (انطلاق) تحتم على صاحب المشروع افتتاح محل أو معرض خاص به بعد ثلاث سنوات، إلا أن الاستثناء في حالتها، هو أنه يمكنها استكمال مشروعها من المنزل، حتى بعد مضي المدة الزمنية للرخصة، وتجديدها سنوياً بتسهيلات كبيرة».
المصدر: مريم المرزوقي ـــ دبي / جريدة الإمارات اليوم .