0 تعليق
1312 المشاهدات

أعيادنا المجيدة وأثرها على الناشئة



تحتفل كويتنا العزيزة هذه الأيام بأجمل ذكريات تاريخها، فكعادتها السنوية منذ أجيال تمر علينا ذكرى استقلال الكويت وذكرى تحرير الكويت، بهذه المناسبة السعيدة فإننا نقف إجلالا لأولئك الأبطال، من الرجال والنساء الذين بذلوا الغالي والنفيس، من أجل حرية الوطن، واستقراره، وتقدمه. والرحمة والغفران لكل الشهداء البواسل الذين قدموا أرواحهم الزكية دفاعا عن وطننا الغالي.

إن الاحتفال بأعيادنا الوطنية يدعونا إلى إلقاء نظرة جادة على المسيرة التي قطعتها بلادنا، تعزيزا للمكتسبات، واستشرافا للمستقبل، وللرقي بوطننا إلى مصاف الدول والشعوب المتقدمة.

ومما لاشك فيه أن وحدتنا الوطنية هي الأساس المتين الذي يقوم عليه استقرار بلدنا، وهي الضامن لتطور وازدهار مجتمعنا، فامتزجت الأعراق في نسيج أمة واحدة فعلينا أن ندرك إن من واجبنا جميعا، المحافظة على هذه المكاسب، وتعزيزها بالحرص على السلم الاجتماعي، والتمسك بالثوابت الوطنية، وأن نقدر الحرية والديمقراطية التي ننعم بها بطريقة إيجابية.

وأكثر ما يثلج صدري في هذه المناسبة عندما أرى الجميع من مواطنين ومقيمين يتسابقون في التعبير عن أفراحهم وسعادتهم من خلال المسيرات ورفع أعلام دولة الكويت بأيديهم وعلى السيارات وعلى المنازل، وعلى جميع وزارات ومؤسسات الدولة والجامعات، وهذا الكم الهائل من الزينة والإضاءة والأغاني الوطنية تطرب الأسماع بأجواء احتفالية ووطنية تنم عن أسمى قيم الولاء والانتماء لتراب هذا الوطن العزيز.

لليوم الوطني وقعه الخاص في نفوس أبناء الوطن لما يمثله هذا اليوم من تاريخ عظيم، وفي ميدان التربية والتعليم يصبح الوطن وتنمية حبه في نفوس أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات واجباً نسعى إليه بكل الوسائل الممكنة حتى يعلم هؤلاء الأبناء ما للوطن من فضل كبير ومنزلة عظيمة.

والأعياد الوطنية تجسد مضامين تربوية عظيمة فهي تنمي حب الوطن والولاء والانتماء في نفوس الطلاب وتبقى حيّة متجددة، والوحدة والاجتماع فنحن نعيش ولله الحمد في وطن يزخر بالأمن وتوفير الحياة السعيدة لأبناء الوطن، وتنتشر المحبة بين الناس. فوطننا مصدر فخر لنا.

وعليه فيجب أن يعرف أبناءنا دورهم في الحفاظ على أمننا الفكري والاجتماعي والأمني، وأن يتيقنوا من أن لهم حقوق وواجبات وزاما عليهم المحافظة على الممتلكات العامة، وأن يسعى كل فرد لرفع شأن وطنه بالتميز والتفوق في دراسته، وأن يكون مواطنا صالحا فاعلا في تعامله مع الآخرين.

وهنا علينا أن نركز على الوسائل والأدوات التي من الممكن أن تساعد المهتمين والتربويين على تحقيق هذه الغايات، ومن هذه الوسائل دور وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة فهي من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية المواطنة وحب الوطن في قلوب طلابنا، وكذلك دور الأسرة مهم حيث يقع على عاتق الأسرة دور كبير في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في بيان دور الأبناء تجاه وطنهم، والدور الحيوي للمدرسة بما أن حب الوطن جزء لا يتجزأ من التربية السليمة، حيث إن من أهم أهداف التربية مساعدة النشء على تنمية مشاعر الانتماء للمجتمع والوطن، والسعي إلى «تربية المواطن الصالح». وهي مسؤولية الجميع وهمٌ يجب أن تشترك في حمله جميع مؤسسات المجتمع، بمساعدة النشء على الوعي بأهمية وجودهم في هذا الوطن وكيف يمكن أن يكونوا مؤثرين إيجابيين وفاعلين في بناء حضارته. وبذل الجهد على اكتساب مهارات وقيم ومبادئ وطنية وتحكل المسؤولية إلى جانب المعرفة والعلم. فدور المدرسة أيضا مهم في حب الوطن من خلال تشكيل إحساس الطالب وتحديد نظرته تجاه البناء الاجتماعي القائم. ومن خلال غرس القيم والاتجاهات الوطنية التي ننشدها بصورة واضحة من خلال المناهج والكتب الدراسية والأنشطة المختلفة. وضرورة تضمين مناهج التربية الاسلامية واللغة العربية والتربية الوطنية والتربية البدنية وغيرها من المواد مضامين تحث على المواطنة وحب الوطن والولاء والانتماء والمحافظة على الوطن والتعايش السلمي مع الآخرين بود وتراحم وتكافل وتراحم وتعاون، وتعويدهم على احترام القانون والنظام.

فنحن غايتنا وهدفنا أن نغرز في نفوس الناشئة حب الوطن والحث على تطويره وتقدمه ورقيه بالمحافظة على الوطن ومحباً لأفراده ولقيادته، محترما للقوانين ومحافظا على النظام، وسعيداً بإنجازاته وحريصاً على استقراره وأمنه، ونبذ العنف والوقاية من الأفكار والممارسات السلبية. ونشر لغة التسامح والاحترام بيننا. وبهذا تكون الاحتفالات بالأعياد الوطنية ترجمة صادقة ومرآة عاكسة لما يحمله أبناؤنا من إيمان نابع من القلب بحب الوطن والانتماء والولاء والاخلاص له ورغبة صادقة لديهم برقيه وتقدمه والسعي للمحافظة على مقدراته.

حفظ الله وطننا عزيزا في ظل قيادة سيدي صاحب السمو أمير البلاد، وشدَّ أزره بسمو ولي عهده الأمين.


طلال علي حسين

الجامعة الأمريكية(AUK)

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3773 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4150 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0