0 تعليق
473 المشاهدات

مسنّون ولكن سعداء



من المعروف أن الخلايا الجذعية تعوض الجسم عن الخلايا القديمة أو التالفة لكن هذه الخلايا كغيرها من خلايا الجسم تصبح أقل قدرة على التجدد مع تقدم العمر.

الصورة النمطية للمسن التي تصوره على أنه مشاكس يعشق افتعال المشاكل لغيره أو أنه منطو على نفسه لا أساس لها من الصحة فقد أثبت العلم أن تقدم السن يجلب السعادة للكثيرين.
ففي عام 2008 نشر عالم اجتماع أميركي من أصل صيني يدعى يانغ يانغ من جامعة شيكاغو دراسة قال فيها إن الزيادة الملحوظة في معدل العمر خاصة بعد عام 1970 مرتبطة بالسعادة.
وبعد أن أقر هذا المتخصص بحقيقة أن الحالة الصحية والوضع المادي يلعبان دوراً لا يستهان به في تحقيق السعادة لاحظ أن تأثير هذين العاملين على سعادة المرء يتضاءل مع التقدم في السن.

أشار أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية إلى حقيقة أن المتقدم بهم العمر إذا كانوا في حالة صحية مقبولة فهم يتذكرون الماضي الجميل ويستعيدون تفاصيله الحلوة والسعيدة.. كما أنهم أكثر تفاؤلاً بالحياة والناس من الذين يصغرونهم سناً، أو عما كانوا عليه هم أنفسهم قبل سنوات.
ليس هذا فقط، فقد تبين أن غالبية المسنين المرضى وحتى المقعدين منهم لا يقلون تفاؤلاً عن غيرهم من الأصحاء الأقل سناً.
ترهل وارتخاء
بعد سن الخمسين ترق الطبقة الخارجية من الجلد وتسمى البشرة أو الأدمة وتصبح أقل مرونة وفي منطقة الوجه تتجمع الدهون في الطبقات الداخلية وتكون النتيجة بشرة تملؤها التجاعيد والخطوط.
ومع أن عمليات التجميل القائمة على مبدأ ملء فراغات الجلد في منطقة الوجه والرقبة تقدم خدمة كبيرة للراغبين في إخفاء علائم الشيخوخة إلا أن الدكتور روبيرت شو من جامعة روشيستر يقول إن مثل هذه العمليات يمكن أن تكون غير كافية وذلك لأن تجاويف الفكين والخدين والعينين تصاب بالترهل هي الأخرى مع تقدم السن.
يضيف أن فقدان «الدعامات» في الجزء العلوي من الجفون يجعلها تتدلى كما تتدلى أيضاً البشرة في منطقة الخدود أيضاً.
الحل من وجهة نظر هذا الطبيب المتخصص يكون بزرع عظام في الوجه لكنه في الوقت نفسه يحذر من مخاطر مثل هذه العملية، كالعدوى وفقدان الإحساس أي الخدر.
تشتت الذهن
مع تقدم السن تصبح عملية استعادة المعلومات المخزنة في الدماغ أكثر صعوبة.
الدكتورة كارين كامبل المتخصصة في علم النفس من جامعة «تورنتو» الكندية تقول في تفسير ذلك إن القدرة على تجاهل حالة الارتباك أو الذهول تزداد سوءاً مع تقدم السن.
الحاجة إلى النوم
في دراسة نشرت عام 2010 سُم.ح لمئة وعشرة بالغين بالنوم ثماني ساعات كل ليلة لكن تبين أن معدل نوم المتطوعين من متوسطي العمر (40 – 55 عاماً) كان سبع ساعات و37 دقيقة، في حين أن معدل نوم المتقدم بهم السن (66 – 83 عاماً) كان سبع ساعات و17 دقيقة، وخرج الباحثون المشرفون على هذه الدراسة بنتيجة مفادها أن الحاجة الى النوم تقل مع تقدم العمر.
مسألة أخرى فقد تبين من خلال دراسة ثانية أن متقدم به السن لا يستطيع النوم بالقدر الذي يريد، كما أنه يحتاج لوقت أطول حتى يغرق في النوم ويجد صعوبة في البقاء نائماً لفترة طويلة.
يقول المشرفون على هذه الدراسة إن أكثر من نصف المتقدم بهم العمر (65 عاماً وأكثر) من الجنسين يعانون من مشاكل النوم وبالذات الأرق.
الخلايا الجذعية
ففي تجربة أجريت عام 2007 أخذ باحثون خلايا جذعية من نخاع عظام فئران صغيرة في السن ومن فئران متقدمة في السن وتمت زراعتها في فئران في حاجة الى الخلايا الجذعية.
في البداية كانت النتائج متشابهة لكن بعد أسابيع ظهر الفرق فالخلايا التي أخذت من فئران متقدمة في العمر بدأت قدرتها على تجديد الخلايا الأخرى تنخفض بسرعة بالمقارنة مع نتائج الخلايا التي أخذت من فئران صغيرة.
أكثر تحرراً
يشير الاعتقاد السائد إلى أن عقلية المتقدمة به السن تتحجر وتصبح «دَقَّة قديمة» لكن استطلاعاً للرأي شمل أكثر من ستة وأربعين ألفاً من الأميركيين المتقدمة بهم السن أثبت العكس تماماً.. فالمتقدمة به السن غالباً ما يصبح أقل تحفظاً وأكثر تحرراً في كل ما يتعلق بالسياسة والمال والجنس والدين وغير ذلك من مفاهيم الحياة.

الضحك والمرح
الضحك مفيد للصحة.. حقيقة أثبتها العلم مراراً وتكراراً. والمتقدم بهم العمر لا يقلون عن غيرهم في الاستمتاع بنكتة هنا وحكاية طريفة هناك. تقول دراسة نشرت عام 2003 في المجلة السنوية التي تصدرها الجمعية العالمية لأطباء الأعصاب في كندا إن تقدم العمر لا يؤثر على الاستجابات العاطفية للفكاهة والمرح.
الدكتور براسيبا شامي رئيس دائرة علم النفس في «معهد بايكريست» الكندي وهو المشرف على هذه الدراسة يقول إن هذا التجاوب العاطفي مهم جداً لأنه جزء لا يتجزأ من التفاعل الاجتماعي، إذ إن المتخصصين يفترضون منذ عشرات السنين أن النكتة قد تحسن نوعية الحياة كما أنها تساعد في السيطرة على التوتر والقلق وتساعد أيضاً في التعامل مع الضغوط المرتبطة بالشيخوخة.
الجانب السلبي لهذه الدراسة يكمن في أن المتقدم بهم العمر يجدون صعوبة في فهم معظم النكات التي يجيدها الأصغر منهم سناً.. كما أنهم أقل من غيرهم قدرة على استيعاب الرسوم الكاريكاتيرية التي تحمل أفكاراً مضحكة أو ساخرة.

المصدر: فؤاد سلامة \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0