غيداء من ذوي الاعاقات الحركية، ولدت مقعدة منذ 19 عاما، ولم يتردد على فم والدتها سوى “الحمد لله” على ما قسم لابنتها وقدر.
19 عاما وغيداء تتحدى إعاقتها في مختلف مناحي الحياة، وتحديدا حينما التحقت بالمدرسة في صفوفها الاولى؛ اذ كانت تتردد إلى مدرستها بعربتها التي تجرها بيديها.
وحينما كبرت وحالفها الحظ بالحصول على مقعد آلي متحرك، لم تكتمل فرحتها به؛ فقد دعسها سائق شاحنة كبيرة ولاذ بالفرار، تاركا اياها تنزف بعربتها على قارعة الطريق، وعادت الى كرسيها اليدوي القديم.
تسكن غيداء في العاصمة عمان خلف المدرج الروماني، تلك المنطقة الجبلية الشهيرة بالمنخفضات والمرتفعات الحادة والطرقات المتكسرة؛ ما كان يتسبب عادة بإتلاف عرباتها اليدوية، ويدفعها الى تجديدها كل عام.
تبعد مدرسة هالة الثانوية للبنات التي تدرس فيها غيداء ما يزيد على اربع كيلومترات عن منزلها، احيانا تتوجه اليها بعربتها اليدوية، واحيانا اخرى تنتظر ان يقلها “سرفيس” اليها.
تخرج غيداء من منزلها الساعة السادسة صباحا، وتبقى تنتظر “سرفيس” يقلها حتى الساعة الثامنة، اذ عادة ما تتحاشى عربات الأجرة حملها الى المدرسة للمشقة التي تتسبب بها للسائق، الى جانب احتمالية اضاعة “وقته الثمين”.
وحينما يتجاهل سائقو التكاسي حملها الى مدرستها صباحا ومساء، تضطر في اغلب الاحيان الى السير بعربتها الخاصة حيث مدرستها، ويستغرق منها الطريقة قرابة الساعة ونصف الساعة.
لم يسجل على غيداء -وفق ما قالت والدتها لـ”السبيل”- أنها غابت يوما عن الدراسة، حتى إنها في أصعب الظروف الجوية حال هطول الامطار وهبوب الرياح ترتدي كيسا يقيها المطر، وتتوجه الى مدرستها.
غيداء نموذج تحدٍ، يحيي بإرادته الأصحاء.
غيداء مصرة على إكمال دراستها الجامعية، حتى وإن استغرق تحقيقها النجاح في كافة مباحث التوجيهي سنوات عدة.
المصدر: جريدة السبيل .