دعم حكومي
واتفقت معه في الرأي أم شملان (ولية أمر طفل من فئة الداون 12 عاما) بشأن أهمية وجود الخادمة في المنزل للقيام بدورها الأساسي الخاص بأعمال المنزل، ولكن دون إلقاء العبء عليها بشكل كلي وإسنادها مهمة الاهتمام بالطفل / الطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايته بعيدا عن أعين أولياء الأمور و من دون متابعة وإشراف الأسر على هذا الأمر ، معللة ذلك بعدم وجود عمالة منزلية متخصصة ومؤهلة في مجال رعاية وخدمة هذه الشريحة.
وانتقدت الغلاء الفاحش في أسعار جلب هذه العمالة، حيث تبلغ قيمة الطلب 1000 دينار إضافة إلى ارتفاع رواتبهم بواقع 150 ديناراً للخادمة الواحدة، علما بأن بدلات الخادم والسائق التي وفرها القانون للمعاق غير كافية في ظل وجود التزامات ومتطلبات كثيرة يحتاجها المعاق، مطالبة بتوفير دعم حكومي في ما يتعلق بجلب الخادمة.
أين الأم؟
من ناحيتها انتقدت نائبة رئيس الجمعية الكويتية لمتلازمة الداون حصة البالول (ولية أمر فتاة من فئة الداون) غياب دور الأم في المناسبات والأنشطة التي تقيمها الجمعية، وكذلك عن الدروس الأكاديمية، وتكليف الخادمة بالتواجد في مثل هذه الفعاليات بالإنابة عنها، الأمر الذي يؤثر في نمو وقدرات الطفل المعاق ، متسائلة أين دور الأم ؟ وهل أصبحت الخادمة هي الأم البديلة التي تقع عليها كل الالتزامات ؟!
استشاري علاقات أسرية:
الشعور بالعزلة يضعف الثقة بالنفس
ذكر استشاري العلاقات الأسرية والمدرب المحترف في التنمية البشرية مساعد الوقيان أن الامتيازات المالية التي منحها القانون الجديد لذوي الاعاقة بشأن بدلات الخادمة والسائق وغيرها، شجعت أولياء الأمور على الاستعانة بالعمالة المنزلية بالدرجة الأولى لخدمة أبنائهم من ذوي الاعاقة ورعايتهم، متناسين دورهم التربوي والعاطفي الذي يحتاجه أطفالهم من هذه الفئة، لافتا إلى أن هذه الامتيازات والاعتماد الكلي على هذه العمالة جعلت الأسر مجرد أولياء أمور على ورق، بحسب تعبيره.
وأشار إلى التأثير النفسي والأبعاد الاجتماعية التي انعكست على ذوي الاحتياجات الخاصة من جراء تفشي هذه الظاهرة، حيث فقد المعاق الإحساس بالعاطفة والذات، وبالتقارب الأسري، وهو ما لم يكن موجودا في السابق، فضلا عن انعدام التواصل الاجتماعي والأسري وفقدان الاندماج بالمجتمع والشعور بالعزلة والغربة نتيجة الحرمان العاطفي، مؤكداً أن الشعور بالعزلة يضعف الثقة بالنفس.
المراهقون والعناية الجسدية
لفتت حصة البالول إلى أن الاعتماد الأساسي على العمالة المنزلية في أمور العناية الجسدية تتيح لهم الفرصة للتحكم في أطفال ذوي الاعاقة من دون وجود رقيب عليهم.
رأي القانون: إهمال الأسرة رعاية المعاق جريمة
أكد المحامي محمد القلاف أن القانون كفل للمعاقين حق الرعاية والتأهيل والحماية من أي انتهاكات نفسية أو جسدية.
وقال لـــ القبس: لقد أورد القانون عقوبات مشددة بحق الأسرة في حالة إهمال رعاية الابن المعاق، واعتبر ذلك جريمة في حالة حدوث ضرر معنوي أو مادي، كما تتكفل الدولة برعاية المعاق وتدفع نفقة مالية للخادم والسائق عند الحاجة إلى ذلك، ووفق تقدير حجم الإعاقة.
ازدهار العنجري: المطلوب مراكز وأندية مسائية
طالبت الناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقة ازدهار العنجري بأندية ومراكز مسائية للترفيه عن المعاقين ورعايتهم.
وأشارت إلى ظاهرة سلبية لدى بعض الأسر التي لديها ابن من ذوي الاعاقة، حيث تلجأ للاعتماد على الخدم في جميع الأمور الحياتية لأبنائهم من هذه الفئة، بدءا من استيقاظه من النوم إلى آخر اليوم ، لافتا إلى أن الكثير من الأسر تسمح للخادم بأن ينام في غرفة المعاق الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية، بسبب انشغال الأسرة في أمورهم الخاصة، متناسين بذلك البركة والتوفيق التي ستنار فيها حياتهم عند الاهتمام بهذا المعاق. وزادت بالقول: يبدأ المعاق بتعلم عادات سيئة دخيلة على مجتمعنا المحافظ، وكذلك يتعود على الخادمة، ومن ثم يستغني عن أمه تدريجياً. واقترحت إلحاق ذوي الاحتياجات الخاصة بأحد المراكز المسائية الخاصة بالعناية بهذه الفئة عقب انتهاء الدوام المدرسي، تجنبا لقضاء الطفل المعاق وقتا أطول مع الخادم، فضلا عن انشغاله فيما يعود عليه بالمرح والمصلحة الشخصية عبر مخالطته ودمجه مع من هم في عمره ومثل حالته.
توعية إعلامية
دعا مساعد الوقيان إلى تفعيل الدور الإعلامي لتوعية أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بأهمية التواصل مع أبنائهم، وتوفير الرعاية المتكاملة لهم.