تعلم العزف على الأورغ والإيقاع والعود دون أساتذة
تمكن الإماراتي خالد الزعابي من جمع ثلاث مواهب تتمثل في اللزم على الطبلة، والعزف على العود وكذلك الأورغ، على الرغم من كونه ولد كفيفاً، حيث إن فقدانه لنعمة البصر لم يحل من تعلمه العزف على الآلات وحده. بدأت رحلة الزعابي مع الطبلة منذ الطفولة حين بلغ عامه الخامس، وتطورت مهاراته مع الوقت الى أن قرر تعلم العزف على الأورغ، ليجتازه ويبدأ بتعلم العزف على العود متأثراً بعمه الذي يعزف على هذه الآلة منذ عشرات السنين.
دراسة
توقف الزعابي عند مرحلة الثانوية في دراسته، ويعتبر متابعة دراسته من الأمور التي سيسعى إلى تحقيقها في الوقت القريب. ولفت إلى أنه يميل للحفظ، ولهذا يفكر في دراسة القانون. وشدّد على كون المصاعب التي مرت عليه، تكمن في عدم تمكنه من الحصول على وظيفة، فهي الصعوبة الوحيدة التي يعانيها. وأشار الى أن هذه المعاناة بدأت تكسره، لاسيما أنه حصل على نسبة عالية في المجموع الثانوي. وأشار الى أن الرفض يأتي بألفاظ وعبارات تشعره بأنه أقل من غيره، منوهاً بأنه لابد من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في أماكن العمل.
حلم
يحب خالد الزعابي مجموعة كبيرة من الفنانين الذين يعتبرهم أساتذة ومبدعين، ولكنه يحلم بالتعرف إلى الفنان عبادي الجوهر، والجلوس معه، فهو بالنسبة له أخطبوط العود، وهو من الأساتذة الذين يتمنى لقاءهم والاستماع إلى عزفه المباشر.
حكاية الزعابي مع الموسيقى بدأت منذ الصغر، فهو يعتبرها من الأمور التي ولدت معه، إذ يحب الموسيقى بكل أنواعها، ولديه استعداد لتعلم العديد من الآلات، مشيراً الى أن عمه هو من جعله يتعرف الى عالم الموسيقى، فهو عازف عود وأثر فيه كثيراً، فبدأ بالطبلة منذ الصغر وكان يقدم عزفه للأهل وكذلك في المدرسة. ولفت الزعابي الى أنه بدأ العزف على الأورغ منذ ما يقارب ثماني سنوات، وكان ذلك من دون معلم، معتمداً على السمع بشكل أساسي.
وُلد الزعابي كفيفاً، الأمر الذي يقول عنه «الله يأخذ منا أشياء ليعوضنا بأشياء أخرى، وهذا يحدث مع الموسيقى وغيرها من الأمور، فالسمع هو الأساس في تعلمي وموهبتي، وكنت أعتمد عليه كي أتعلم كل ما تعلمته من عزف على آلات عدة». أمّا المصاعب التي واجهتها في التعلم من خلال ذلك، «فتمثلت مع آلة الأورغ التي تحتوي على الكثير من الأزرار الخاصة بتبديل الصوت، وكذلك ادخال بعض التأثيرات والأصوات الموسيقية خلال العزف، وهي التي كنت أواجه فيها صعوبات كثيرة، ولاسيما أنني لم أحظ بوجود شخص يساعدني في البداية».
ورأى الزعابي أن مسألة الانفتاح الثقافي والوعي الاجتماعي بدمج ذوي الإعاقات ضمن المجتمع، يجعل الكثير من الأمور سهلة ويسيرة. ولفت الى أنه يقضي يومه في العزف الموسيقي، وهذا ما ادى الى تطور مهاراته، لاسيما أنه يتعاون مع اصدقاء له، قد علموه الكثير عن العزف والآلات من خبرتهم التي تصل الى عشرات السنين في المجال الفني.
أما شعوره بالاختلاف على المسرح أو مواجهة الصعوبات، فلفت الزعابي الى «أنها من الأمور غير الواردة، إذ إنه لم يشعر يوماً أن هناك أي فرق بينه وبين العازفين الآخرين، مشيراً الى أن المعاملة هي التي تشعر المرء بأن هناك حاسة تنقصه، فالتعامل معه على انه مختلف هو الذي يولد صعوبة في أي مجال، ولكن المعاملة بالمثل هي التي تجعل الأمور تسير بسهولة أكبر».
واعتبر ان اعتماده على الأذن والخيال من ابرز العوامل التي تمكنه من تعلم أي آلة بعد الإصرار، لاسيما أنه يرى أن الموسيقى مبنية على الخيال، والحالة النفسية تترجم من خلال الموسيقى. وشدّد على «أن ما لا نقوله في الواقع يترجم بالموسيقى». أمّا انتقاله للعود فكان منذ اربع سنوات، حيث اعتبر الزعابي ان «سماعه عمه وهو يعزف لفترات طويلة أثر فيه كثيراً، ولاسيما ان عمه درس العزف عند بعض الأساتذة».
وحول اختيار الزعابي للآلات الشرقية، شدّد على أن العزف على الآلات الشرقية يعود الى كونه مرتبطاً بتاريخنا وفننا، موضحاً انه لم يدخل العالم الغربي اطلاقاً، فهو عالم غريب عليه، كما أنه ليس سهلاً. وأشار الى أن ما نحتاج اليه اليوم في الموسيقى هو تحديث الموسيقى القديمة، فالأغاني الطربية كانت تمتد إلى ساعة وأكثر، بينما لو حذفت التكرارات الموسيقية يمكن أن تسمع في 20 دقيقة، الأمر الذي يعني انه مع ادخال مجموعة من التعديلات على الموسيقى يمكن أن يغير الكثير، هذا إلى جانب التغيير في الموسيقى من ناحية المزج والآلات ولكن مع الحفاظ على الأصالة.
تأثر الزعابي بعائلته، فهم يميلون الى الفن بشكل كبير ويهتمون بالفنون، مشيراً الى أن كل ما يقدمه الى اليوم هو القليل من الحفلات، فهو لم يدخل الفن بشكل رسمي، بل يقدم الحفلات ويعود مكانه، منوهاً بأن لديه مجموعة من الألحان التي تعتبر جاهزة وتنتمي الى الغناء الشعبي وكذلك الخليجي. وشدّد على أن ما يقدمه هو الفن على النمط القديم، مشيراً الى ان هذا النمط لم يعد رائجاً لكثير من العوامل، ولكن العمل على اعادة نشره سيغير الكثير في مجال الأغنية. وشدّد على ان أي اغنية تكلف 25 الف درهم على اقل تقدير، وهذه الأرقام تجعل من انتاج ألبوم مهمة صعبة لمن لا يملك دعماً مادياً.
يشارك الزعابي في مجموعة من الحفلات كان آخرها حفل غلوبال فيوجن الذي تنظمه «البن كابيتال»، حيث شارك في عزف ارتجالي على العود، الى جانب العزف على الطبلة، وأشار الى ان الحفلات تكشف معاناة العازف الأساسية، فهو يقدم فنه ولكن ليس هناك من يريد أن يسمع العزف فقط، فلا يمكن ان نقدم ألبومات او حفلات للموسيقى فقط.
وأكد الزعابي أن الشخصية تلعب دوراً بارزاً في نجاح الفنان، فليس فقط الموهبة هي التي تؤدي إلى نجاحه.
المصدر: ديانا أيوب – دبي / جريدة: الإمارات اليوم .