من لنا بعد المولى -سبحانه-، سوى أنتم
يا أولياء أمورنا، لا تتركونا يعصف بنا الزمن، وأنتم تحديداً يا من عودتمونا على مرافقتنا في مسيرة دروبنا الوعرة.
عودتمونا على ألا نستسلم.
بكم لم يعرف المستحيل طريقه إلينا.
هل تتركوننا وحيدين نتجرّع مخرجات قلة وعي مجتمعنا بحقوقنا؟ ولمن نلجأ ونحتمي بعد الله -عز وجل-؟
لا نعلم كم من الوقت يلزم لإقناع المعنيين ببلدنا بما لنا من حقوق، ولكننا نعلم يقينا بأن تركنا وحيدين في الميدان لن يحقق أحلامنا التي راهنتم وتفاءلتم بتحقيقها. قدرنا أن يكون طريقنا مليئاً بالشوك، فلن نقطف الورد من دون معاناة، نتمنى أن نسمو فيها على ألمنا.
والدنا جاسم الرشيد البدر:
قد تعتقد أن أبناءك -حفظهم الله- هم فقط ستة، أدامك الله ذخراً لهم ولنا، ولكننا نؤكد لكم نحن المذكورة أسماؤنا أدناه وغيرنا لا شك كثير، جميعنا أبناؤك أدامك الله ذخراً لنا.
فأنت بوفراس وبومشعل وبومحمد وبوحسن وبوحمد وبوروان وبوخالد وبوفاطمة وبونورة وبومراحب وبوساره، كلنا عيالك،
أنت من وثق نجاحاتنا
وأنت من أخذ بأيدينا
وأنت من دعمنا بجهده وماله أينما كنا
لم تبخل علينا بوقتك، بل تجاوزت إلى أبعد من ذلك، فتركت ما هو عزيزٌ وغالٍ على نفسك، لتسهر على تذليل أمورٍ تعنينا في مواجهة الإعاقة.
تحمّلت مشقّة السفر على نفقتك الخاصة دائماً في رحلاتٍ عديدة، لتخصصها لنشر قضايانا.
علمنا من خلالك أن عمر الانسان ليس سوى رقم يشار إليه في الأوراق الرسمية فقط، فكنت شابا دائما بيننا،
رافقتنا في معظم أنشطتنا، مغيّراً مفاهيم معقدة في مجتمعنا بأن آباء ذوي الإعاقة لا يشاركون أبناءهم في نشاطاتهم المختلفة، بل الأمهات فقط هم من يحملن همنا، آخذاً على عاتقك الدفاع عن مؤسسات نفعٍ عام تعمل لأجلنا لم يؤمن بدورها أغلبية في المجتمع، ومنهم للأسف الشديد بعض أولياء أمور أشخاص ذوي إعاقة، وأيضا مسؤولين في الدولة.
سخّرت مالك وصحتك ووقتك، فلطالما اقتطعت من وقت أسرتك الصغيرة لتمنحه لأسرتك الكبيرة.
لن ندخل في تفاصيل الأمور وثناياها، فحتماً ستجد مخرجاً لما أنت فيه من حالة الحزن وخسارة الرهان التي وصفتها بكلماتك على ما أمضيته من وقت، كنت تتمنى تحقيق مطالب لنا بصورة أكثر مما هي عليه اليوم. لم تأت. الرياح بما اشتهت السفن.
ختاماً لا نعرف أن نقول سوى:
«يبه الله يطول بعمرك لا تخلينا، فبدونك سيضيع أكثر مما كنا سنحققه معاً».
دمتَ ذخراً لأبنائك من ذوي الإعاقات الذهنية.
مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة
المصدر : جريدة القبس