ذوو الاحتياجات الخاصة يطالبون بدمجهم في الاحتفالات الوطنية
لا شك في أن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المناسبات الاجتماعية والأعياد ضرورة لتعزيز الشراكة المجتمعية وتعميق روح الوطنية لدى هذه الفئة بمختلف فئاتها، ناهيك عن أهميتها في تحقيق استراتيجية دمج هذه الشريحة في المجتمع.
مبدعون وموهوبون.. وفنانون وشعراء من ذوي الاعاقة لم يحالفهم الحظ لمشاركة أقرانهم الأسوياء فرحتهم بالأعياد الوطنية، رغم إرادتهم القوية التي هزمت الألم لتحقق الأمل وحاربت اليأس بسلاح العزيمة. القبس شاركت ذوي الاحتياجات فرحتهم بالأعياد الوطنية، واستطلعت آراءهم حول تقييم مشاركتهم في المهرجانات والاحتفالات التي تقيمها البلاد سنويا، حيث أبدوا أسفهم من عدم توفير برامج وأنشطة لهم، أسوة بأقرانهم الأسوياء، مطالبين بتعاون مشترك بين اللجنة العليا المنظمة للمهرجان الوطني وجمعيات النفع العام المعنية بذوي الاعاقة.
وفي حين أشاد ذوو الاعاقة بالتسهيلات التي تقدمها لهم اجهزة الدولة خلال هذه المناسبات، جددوا شكواهم من عدم توفير المواقف القريبة لهم، خاصة خلال الكرنفال الافتتاحي، الأمر الذي دفعهم الى متابعة الحدث عن بعد وخلق اجواء احتفالية تتناسب وظروفهم.
استثمار المواهب
وأكد رئيس رابطة الأسر الكويتية ابراهيم المشوطي (من ذوي الاعاقة الحركية) أهمية مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الوطنية، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الذي ينتمون إليه، لافتا إلى أن مشاركة هذه الفئة دليل على نضج ووعي المجتمع بأهمية هذه الفئة ودورها الفعال.
وأبدى استغرابه من عدم إشراك ذوي الإعاقة في الفاعليات الوطنية، فضلا عن عدم توفير برامج مخصصة لهم، رغم وجود المبدعين والفنانين والشعراء، متسائلاً: لماذا لا يتم استثمار هذه المواهب الشبابية في الاعمال الوطنية؟!
وزاد بالقول: نريد أن نلمس اهتمام الكويت بذوي الاحتياجات الخاصة على أرض الواقع وإبراز مواهبهم وتفعيل دورهم في المهرجانات، فكيف ننادي بدمج هذه الفئة وهو حبر على ورق؟!
معاناة
وأشار إلى معاناة ذوي الاعاقة، لا سيما الحركية وكبار السن من الوصول إلى مكان افتتاح الاحتفالية، من حيث صعوبة الحصول على مواقف للسيارات، فضلا عن عدم توفير وسائل نقل لتيسير عملية التنقل، الأمر الذي دفعهم إلى خلق أجواء احتفالية تتناسب وظروفهم الصحية على نفقتهم الخاصة، من دون الحصول على دعم من أي جهة، بمشاركة أولياء أمور هذه الفئة، على حد قوله، لافتا إلى مواصلة الرابطة لتنظيم الفعاليات أسبوعيا، خلال هذا المهرجان لذوي الإعاقة في مرافق مختلفة.
وتابع: الاحتفال اتسم بالروعة، ولكن للأسف لم نكن في موقع الحدث، بل تابعناه عن بُعد، لذلك قررنا الاحتفال بكويتنا بطريقنا الخاصة.
أين الصم؟!
واتفق مترجم لغة الإشارة بدر كرم، على أن الاحتفال بالمناسبات الوطنية ليس مقتصرا على فئة بعينها، بل على المجتمع ككل بجميع فئاته، مشيرا إلى أن نادي الصم لم يتلق أي دعوة للمشاركة.
وانتقد عدم وجود مترجمي لغة إشارة في المرافق العامة، بما فيها مطار الكويت لتيسير عملية تواصل ذوي الاعاقة السمعية بنظرائهم الأسوياء، وكذلك عدم المشاركة في برامج وأنشطة الاحتفالات الوطنية.
واعتبر أن مجتمع الصم مهمَّش إعلاميا، رغم أن لهم مشاركات وبصمات جليلة في الأحداث التي شهدتها البلاد، سواء في الغزو العراقي أو في التحرير، لافتا إلى غياب الوعي المجتمعي بثقافة لغة الإشارة وكيفية التواصل مع شريحة الصُّم!
المكفوفون يبوحون بآلامهم: الجهات المختصة لا تبصرنا
اشتكى عدد من المكفوفين وضعاف البصر من التهميش المتعمد للموهوبين والمتميزين منهم، واصفين هذا الواقع بأن «الجهات المختصة لا تبصر معاناتهم».
و أكد رئيس لجنة الاحتفالات والفعاليات وأمين سر جمعية المكفوفين الكويتية منصور العنزي أهمية مشاركة ذوي الاعاقة بمن فيهم المكفوفون في المناسبات الوطنية لإيصال رسالة للمجتمع بأن المكفوفين لهم دور مهم أسوة بأقرانهم الأسوياء، كما لهم حقوق وعليهم واجبات، مشيدا بتعاون اللجان المنظمة للفعاليات من حيث تسهيل كل الأمور المتعلقة بالمواقف وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
وكشف عن استعداد الجمعية لاستضافة ملتقى المكفوفين ضمن برامج الاحتفال بالأعياد الوطنية، لافتا إلى مشاركة 17دولة عربية وخليجية بواقع 120كفيفاً وكفيفة.
إلهام الفارس: الانفتاح على التراث وتعزيز الإيجابية
طالبت نائبة رئيس جريدة الأمل الالكترونية إلهام الفارس (وولية امر اثنين من ذوي الاعاقة) بأهمية تعاون جمعيات النفع العام المعنية بذوي الاعاقة ، لعمل برنامج لهذه الفئة لتعزيز مشاركتهم ودمجهم مجتمعيا وكسر حاجز العزلة، مشددة على ضرورة إحياء التراث وتعزيز الإيجابية.
وأشارت إلى حرص الجريدة على مشاركة ذوي الاعاقة فرحتهم واحتفالاتهم الوطنية من خلال مخيم الأمل السنوي الخامس على التوالي بحضور شخصيات اجتماعية بارزة وعدد من المهتمين بحقوق ذوي الاعاقة، لافتة إلى أن «مخيم الفريج» تابع للهيئة العامة للشباب والرياضة ويهدف إلى إبراز مواهب ذوي الاعاقة ودمجهم في المجتمع، كما أنه يسهم في خلق جو عائلي وترفيهي.
واستعرضت الفقرات التي يتخللها المخيم منها إحياء الأغاني الوطنية التراثية بصحبة الفرقة الشعبية فضلا عن تنظيم المسابقات المتنوعة.
مجموعة «سواعدنا التطوعية»
رسم البهجة.. والمعالجة بالترفيه
شدد رئيس مجموعة سواعدنا التطوعية عادل السليطي (من ذوي الاعاقة الحركية) على أهمية المجاميع التطوعية ودورها المهم في تنظيم المهرجانات والاحتفالات فضلا عن خدمة ذوي الاعاقة ورسم البهجة والبسمة على وجوه هذه الفئة وأسرهم فضلاً عن استغلال الترفيه في معالجة هذه الفئات.
وانتقد عدم منح ذوي الاعاقة الأولوية في بعض أماكن الاحتفالات من حيث السماح. لهم بالوقوف في مواقف قريبة من الفعاليات.
المصدر: مي السكري / جريدة: القبس .