عبدالغنى بركات: سنتقدم عندما نكون مجتمعًا دامجًا لكل أبناءه
رفض أن يرهن حياته العملية بظروف لا دخل له فيها، و رغم فقد بصره منذ ولادته، إلا أنه رسم لنفسه طريقا صنع من خلاله قصة نجاح وأصبح نموذجًا مختلفًا ومتميزاً فى الوقت ذاته، لذلك قرر أن يدرس ويتميز فى المجال الذى يحبه.. أنه الدكتور عبدالغنى بركات شاب فى العقد الثالث من عمره يعمل معيداً بقسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.
يقول الدكتور عبدالغني، ولدت كفيف البصر، وعشت طفولة تقليدية مثل كل طفل كفيف، يهتم به والديه وأسرته لتعويضه عن فقد البصر، والتحقت بمدرسة خاصة بالمكفوفين فى المرحلة الابتدائية والإعدادية، وكنت من الطلبة المتفوقين فى المرحلتين، حتى جاءت مرحلة الثانوية العامة، وبفضل الله تفوقت فيها وكنت من أوائل الجمهورية، وبسبب هذا التفوق حصلت على برنامج تبادل ثقافى طلابى وسافرت إلى أمريكا وعمرى 14 عاما، ودرست هناك فى مدرسة دامجة للطلبة جميعًا مكفوفين مع الطلبة الأسوياء، وهذا المدرسة الدامجة هى سر شعوره بطبيعية أمر فقد البصر، فالكل أسوياء لهم الحق فى الحصول على نفس القدر من التعليم، والاجتهاد هو السبيل الوحيد للتميز.
يضيف: كنت أول كفيف مصرى أتيحت له فرصة السفر فى سن صغيرة لتلقى التعليم خلال برنامج تبادل ثقافى للطلاب، وعدت بعدها إلى مصر ودرست بالجامعة الأمريكية، وتفوقت فى دراستى، وهذا وفر لى فرصة السفر مرة أخرى لعمل زمالة فى كلية العلوم السياسية وحصلت عليها، وبعد عودتى وجدت فرصة عمل كمعيد بقسم العلوم السياسية بالجامعة فى انتظارى.
ويوضح: وراء تجربة نجاحى بنك من القيم، منها التصميم والاختلاف والتكاملية والثقة بالنفس والمثابرة والتحفيز والإيمان بالله والإصرار على التميز، وأقول لكل صاحب إعاقة افرض نفسك بشغلك على المجتمع الذى يرفضك، وأهدف لأن تكون مصر مجتمعًا دامجًا لكل أبنائها ويشارك فيها المعاق إلى جانب السوى لكى تتقدم مصر إلى الإمام، وكذلك أتطلع لنصبح مجتمعا رافضا للتمييز ورافضا لمصطلح الإعاقة، .
وعن تجربة مشاركته فى لجنة وضع الدستور بتقديم مقترحات لتعديل المواد الثمانية الخاصة بذوى الإعاقة يرى أن هذه بادرة أمل من طرف الدولة باشراك ذوى الإعاقة فى التفكير فى السياسات لأنهم الأكثر دراية بمشاكلهم ومتطلباتهم، فالمشاركة فى التمثيل السياسى فى البرلمان والمؤسسات النقابية والحصول على فرص عمل حق أصيل للجميع.
المصدر: سارة عبدالرحمن. جريدة: الأهرام.