الأطفال ذوو الإعاقة الجسدية معرضون للإصابة بحالة من الضمور بسبب عجزهم عن تحقيق التغذية الكافية والسليمة، لأنهم لا يستطيعون تناول الطعام بأنفسهم حتى مع تقدمهم في السن.
تؤكد د. عبلة جلال، أستاذة قسم صحة الطفل بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن المكملات الغذائية لا تُعتبر، فقط، علاجاً للأطفال المعاقين، وإنما يمكن اعتبارها مُحسنة للحالة العامة والصحية لهم. لذا يجب وضع برنامج غذائي خاص يمكن الاعتماد عليه بنسب صحيحة من أوميغا ثلاثة وأوميغا ستة مع زيادة نسبة طعام أطفال الشلل الدماغي من الكالسيوم والمواد الطبيعية التي تحتوي على الكالسيوم.
ويوصي الخبراء، كذلك، بإمداد أطفال الصرع والتشنجات العصبية بفيتامين ستة والمواد الطبيعية التي تحتويه مع دعم المعاقين ماديا وغذائيا، فهم وذووهم يكلفون الدولة تكلفة مادية عالية.
وأضافت د. جلال أنه يجب علاج حالات التوحّد بفيتامين ستة والماغنسيوم والكالسيوم وحمض الفوليك، وإضافة بدائل غذائية للقمح واللبن، وإمدادهم بالأطعمة الطازجة والخضروات الورقية، كذلك إعطاء مكملات غذائية خالية من عنصر النحاس، مع ضرورة الاعتناء والاهتمام بالغذاء في فترة الحمل والرضاعة إذا تبيّن أن الطفل مريض بمتلازمة داون، ومواصلة الغذاء الصحي لهؤلاء الأطفال، خاصة حمض الفوليك والكولين وأوميغا 3 مع ممارسة التمرينات بالتوازي مع التغذية السليمة.
استعمال الملعقة والشوكة المزودتين بيد لولبية تثبت بيد المريض يفيد في حالة عدم القدرة على المسك
تجدر الإشارة إلى أن إصابات العجز لأي شخص تعد من أكثر أنواع الإعاقات صعوبة، لأنها تقف حجر عثرة أمام قيام الشخص بأداء ضروراته الحياتية.
ولعل الأطفال الذين يُصابون بالإعاقة هم الأكثر تضرراً، لأن إعاقتهم قد تمنعهم من تحقيق عملية التغذية الكافية، مما يجعلهم ينشؤون في حالة من الضمور، خاصة وأنهم يمرون بمراحل النمو البدني، مما يجعل نموهم متعثرا، وقد تصل حالتهم إلى مرحلة متدهورة، مما يزيد الطين بلة، فيضاف إلى عجز الحركة ضعف البنية الجسمانية، بسبب نقص الغذاء، وهي مرحلة في النظام الغذائي أشد خطورة وضررا من عملية سوء التغذية، وهي تفوقها لأنها تمثل نقصا في كمية الغذاء، وقد تصل إلى مرحلة انعدام الطعام وهي مرحلة المسغبة، أي المجاعة، التي قد تجعل صاحبها يشارف الهلاك والفناء، نتيجة عدم قدرته على تغذية نفسه بسبب عدم القدرة على المضغ والبلع.
كما أن هناك بعض المرضى يُصابون بعدم القدرة على بلع حتى السوائل، وفي بعض الأحيان يستطيعون بلع الأطعمة نصف الصلبة فقط.
ويقول د. أحمد جعفر حجازي أستاذ المناعة بالمركز القومي للبحوث إن هناك نقطتين رئيسيتين يجب مراعاتهما عند تقييم المريض بالإعاقة، وهما أولا: الاحتياجات الغذائية للفرد، وثانيا: مقدرته الجسمية.
عند تقييم الحالة الغذائية يجب التعرف على سن المريض وطوله ووزنه ومستوى النشاط الذي يقوم به. إذا كان مصابا بأي مرض يستدعي التعامل مع طعامه المتناول، يجب تقييم قدراته الجسمية حتى يمكن وضع الأهداف المرجو تحقيقها في برنامج التدريب على إطعام نفسه.
بينما تؤكد د. صفاء طه زكي، أستاذة مساعد التغذية الإكلينيكية، أن هناك أجهزة خاصة لتدريب المعوقين على عملية تناول الطعام بأنفسهم، ويجب استخدامها حتى يتمكّن المريض بعد ذلك من الاعتماد على نفسه.
بعض المرضى يُصابون بعدم القدرة على بلع حتى السوائل، وفي بعض الأحيان يستطيعون بلع الأطعمة نصف الصلبة فقط
وأوضحت أن هناك تمرينات على المهارات التي تحتاج إلى أجهزة مساعدة حتى يمكن استعمالها أو التدريب عليها، مثل الصعوبة في المص وعدم القدرة على المسك وعدم القدرة على استعمال اليدين بقوتهما الطبيعية وبالتالي عدم القدرة على تنظيم حركة اليد إلى الفم.
وأضافت أن استعمال الملعقة والشوكة المزوّدتين بيد لولبية تثبت بيد المريض يفيد في حالة عدم القدرة على المسك، كذلك استعمال الشوكة أسهل بكثير من استعمال الملعقة، حيث من الأسهل تثبيت الشوكة في الطعام مقارنة بالملعقة، وهناك أيضا الملاعق والأكواب المزوّدة بيد مدعمة بالبلاستيك اللين أو الكاوتش أو دعامات من الخشب والإسفنج حسب احتياجات المريض، والفنجان المجهز بمقبضين وخفيف الوزن حتى يمكن مسكه بسهولة.
كما أن المريض الذي يُعاني من عدم القدرة على التحكم في الأطراف العلوية، يمكن رفع مستوى المنضدة حتى تسهل حركة اليدين، والأطباق ذات الجوانب العالية يمكن استعمالها في حالة عدم القدرة على تنظيم حركة اليدين أو تناسقهما، وتثبيت الطبق في المنضدة هام جدا لعدم انزلاقه، فمعظم حالات الإعاقة أو عدم القدرة على تناول الطعام تتحسن باستعمال هذه الأجهزة المساعدة.
المصدر: جريدة البشاير