0 تعليق
2554 المشاهدات

غازي الظفيري: إدارة المستشفى الجهراء أقرّت معاملة خاصة للمعاقين ورجال «الرعيل الأول»



هناك على أسرّة مستشفى الجهراء اكتمل المشهد الذي رسمت «الراي» خطوطه على مدى الأيام الثلاثة الماضية… تحتاج إلى رباطة جأش حتى تواصل الاستماع إلى القصص والروايات دون أن تدمع عينك، أو تشيح بوجهك عمن يرقد أمامك!

إنهم المرضى المنسيون الذين فتحت «الراي» ملفاتهم بحثاً عن حل إنساني، جاء بتعليمات سامية لمعالجة حالاته وإغلاقه، وإن كان المسنون قد استحوذوا على الجزء الأكبر من القضية، فقد لقينا شباباً وكهولاً، لكل منهم قصته مع المرض والأهل، تروي فصولاً من مآسي إنسانية، ما بين تنكر أسري وظلم اجتماعي على أيدي متحجري القلوب الذين نسوا البطون التي حملت بهم والرعاية الأبوية التي احتضنتهم، وهذه صور من المعاناة:

(ع) مريض مصاب بشلل منذ 5 أعوام بسبب حادث مرور عندما كان في العشرين من العمر، وهو ملقى في المستشفى وأهله لا يزورونه في السنة إلا مرتين أو ثلاثة.

(ض) تعرض منذ 5 سنوات لجلطة حيث كان عمره 53 عاماً ، فتركته مشلولا بلا حراك، وقد أصيب بتقرحات جلدية، ومصيبته أن أحدا من أولاده لا يرغب في استقباله ولا يرغب بإرساله إلى دور رعاية المستشفى «خوفاً من العار»!.

أما بومحمد فعمره 64 عاماً ، مطلق، وكان يعيش مع أخته وقد دخل المستشفى لإصابته بثلاث جلطات مرة واحدة من الرجل والشرايين والرئة حتى أصيب بشلل في رجليه لا يستطيع المشي بسببها.

ونظراً لأنه «بدون» فلا يستطيع أن يذهب لدور الرعاية وليس لديه معيل وما زال يرقد في المستشفى منذ 3 سنوات.

مسن كويتي آخر عمره 88 عاماً وحالته مستقرة ومرخص من الطبيب منذ 7 أشهر ولا أحد أخذه من أهله بل حجزوا له غرفة خصوصي، ووفروا له خادمة خاصة تأخذ راتباً قدره 125 ديناراً دوام بالنهار فقط، ويقول أحد المهتمين به إن ولده يزوره كل أسبوع مرة وفي الليل، وعادة ما يكون والده نائماً فلا يراه ويصحو الصبح ويسأل «ما زارني فلان» يقصد ابنه ويحزن لذلك وإذا اتصلت عليه ليكلم والده فلا يرد عليّ.

ومسنة سعودية عمرها 63 عاماً ومصابة بضغط وتزورها حفيدتها لولدها التي صادف وجودها فسألناها لماذا لا تأخذين جدتك للبيت، والمستشفى توافر لها كافة احتياجاتها. فاكتفت وقالت «أمي ما تبيها»؟!!

ومسنة أخرى مصابة بجلطة في الرأس وعمرها 80 عاماً ولا معيل لها ولم يزرها أحد منذ سنتين.

وشاب مصري أصيب بإطلاق نار ومصاب بشلل نصفي منذ 2013 وليس له أحد في الكويت ولا يستطيع السفر لانتهاء اقامته وصلاحية جوازه ووجود قضية مقيدة عليه لا يستطيع السفر بسببها مطالب بتدخل السفارة المصرية لحل مشكلته وارساله لأهله.

والتقينا بمسنة كويتية مصابة بجلطة بالرأس وعمرها 75 عاماً واخوها متوفى ولديه ولدان أحدهما مريض بالطب النفسي والآخر معاق ذهنياً ولا عائل لها، وما زارها أحد بالمستشفى منذ 4 سنوات.

وللوقوف على وضع المسنين بالمستشفى التقينا رئيس قسم العلاقات العامة غازي الظفيري فقال انه صدر قرار من وزارة الصحة تلزم ادارة المستشفيات بمعاملة الكويتيين من سن 65 وما فوق وذوي الاحتياجات الخاصة معاملة مميزة وعليه قامت العلاقات العامة بالمستشفى بإجراء استفتاء على مجموعة من المسنين الذين يزيد عددهم على 6 آلاف مسن في محافظة الجهراء لمعرفة مدى احتياجاتهم من الرعايا الصحية.

وأشار الظفيري الى ان الاستبيان كشف عن بعض الاحتياجات أهمها توافر مواقف لسيارة المسن أو المعاق وهذا ما قامت به الادارة مع توفير خدمة ايقاف السيارة وفق رسوم لمن يرغب، أما المعاقون وكبار السن فقد تم تخصيص مواقف خاصة لهم مع خدمة الكراسي المتحركة لمن يرغب وموظف استقبال في العيادة الخارجية يدل المسن أو المعاق على أماكن توافر علاجه.

وأضاف ان الادارة وخدمة للمسنين قامت بتوفير عيادة خاصة في قسم العيادات الخارجية بها طبيب لتقديم الاستشارة لمن يرغب شريطة أن يحمل المراجع بطاقة رعاية مسن الصادرة من وزارة الصحة ويستطيع أي كويتي بلغ من العمر 50 عاماً وما فوق أن يستخدمها من مستوصف منطقته. وذكر الظفيري ان الخدمات مستمرة في مستشفى الجهراء للمسنين من خلال توافر شبابيك خاصة في الصيدلية والأولوية في حجز الغرف الخصوصية وتدرس إدارة منطقة الجهراء الصحية أن يكون في كل مستوصف عيادة خاصة للمسنين، منوهاً انه اكراماً للمسنين فقط أطلق عليهم «الرعيل الأول».

وبخصوص المسنين الذين لايجدون من يرعاهم من أهل ومازالوا يمكثون في المستشفى مع اسرتهم البيضاء فقد كشف الظفيري ان هناك قرابة 40 حالة من رجال ونساء ومن الكويتيين والخليجيين والعرب يلقون الرعاية الصحية التي يحتاجونها ولايوجد لهم معين او له اولاد ولكن لايرغبون في استضافة والدهم او الدتهم بل حتى ان هناك أبناء معاقين لايرغب آباؤهم باستقبالهم في بيوتهم.

وأشار الظفيري ان الادارة تحاول الاتصال بذويهم ثم تخاطب مختار المنطقة للتدخل لحل ازمتهم خصوصاً ان وجود المسن بين اولاده واحضاره يريحه نفسياً ومعنوياً ويساعد على علاجه وعدم اصابته بالاكتئاب كما يعلم الاولاد البر بالوالدين إذا رأى آباءه يبرون بوالديهم، لافتا الى ان وزارة الصحة تقوم بتوفير احتياجات المريض من حفاضات وأدوية وغيار وسرير طبي ومطهرات بأنواعها وأجهزة التنفس والاكسجين وقياس الضغط والسكر وبصورة مجانية للمسن حتى وفاته.

بدوره، قال مسؤول قسم الجراحة بالجناح التاسع في مستشفى الجهراء ماجد العنزي ان الهيئة التمريضية تقوم بواجبها على أكمل وجه في مساعدة ومعالجة المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا الى ان الواسطة تلعب دوراً في ابقاء بعض المسنين في المستشفى مستغلاً الغرف الخصوصية التي قد يكون هناك مريض يحتاج لها بل وصل بالبعض ان يسمح له الطبيب بالخروج ويرفض المريض ويجلس لايام واشهر دون حسيب او رقيب وهذا مكلف لوزارة الصحة وللهيئة التمريضية.

واضاف ان هناك مسنين لهم اكثر من 10 سنوات يزورهم ابناؤهم كل شهر مرة وبالليل ويأخذ من وقته اكثر من 10 دقائق ويخرج كأنه يخجل من زيارة والده او والدته.

واشار العنزي الى ان بعض المرضى من جنسيات خليجية وعربية ولا دور للسفارات في ترحيلهم او معالجة قضاياهم بل ان بعضهم عليه قضايا ومنهية اقامته ولا يستطيع السفر، مطالبا وزارة الخارجية والداخلية بدراسة الموضوع بحيث تقوم سفارة المريض بإخراجه وتسفيره لبلده ومن عليه قضايا الاسراع بها وتسفيره. ولفت العنزي الى ان بعض المرضى يحتاجون الى تأهيل طبيعي مثل حالات الشلل او تأهيل نفسي وعلى وزارة الصحة ان تقوم بدراسة ملفات هؤلاء المرضى وتوفير العلاج الذي يحتاجونه لا ان يتركوا نياما في السرير.

 

المصدر : ناصر الفرحان \ جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0