نظمت الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين، ندوة بعنوان إشكالات التأهيل المهني لذوي الإعاقة الذهنية، والتي أقيمت على مسرح مدرسة أم القرى، وحاضر فيها الدكتور أسامة الغريب مدير برامج الاحتياجات الخاصة بمؤسسة أم القرى للخدمات التعليمية، وفي حضور عدد من المسئولين والمهتمين بشئون ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد تطرقت المحاضرة لعدد من الجوانب المهمة للتأهيل المهني لذوي الإعاقة الذهنية وأبرزها فلسفته وأهدافه وخطواته الرئيسة التي يرتكز عليها. وتناول المحاضر أيضا عددا من الصعوبات التي تواجه عملية التأهيل المهني لذوي الإعاقة الذهنية ومنها افتقار البرامج التأهيلية والتدريبية إلي استقراء المستقبل في تحديد الوظائف المتاحة والحاجات التدريبية ، وذلك في ظل غياب بيانات وإحصاءات دقيقة لسوق العمل. فضلا عن الافتقار إلى المنظور الثقافي في التخطيط للمهن التي يتم تدريب ذوي الإعاقة الذهنية عليها وهو ما يجعل جهود التدريب تذهب هباء منثورا؛ إذ أن عدم المقبولية الاجتماعية لمهن بعينها يحول دون اشتغال ذوي الإعاقة بها ، نتيجة تحفظ بعض أولياء الأمور على عمل أبنائهم بها. ويواجه ذووا الإعاقة الذهنية صعوبات واضحة في عملية التوظيف بعد انتهاء البرامج التأهيلية، وذلك نتيجة عدد من الأسباب أبرزها: غياب الدراسات الحديثة لحاجات سوق العمل، وقلة المشروعات التي تهتم بتوظيف ذوي الإعاقة الذهنية وخاصة فئة القابلين للتدريب والقابلين للتعلم.، وعدم حصول بعض ذوي الإعاقة على شهادات معتمدة من الجهات الرسمية تؤهلهم للتقدم لشغل الوظائف. وقد اختتم الدكتور أسامة الغريب محاضرته بعدد من التوصيات أهمها:
التبصير بأهمية دور الأسرة في المساهمة الفعالة في التأهيل المهني ومختلف مراحله، والتصدي الإيجابي لمشاكل التشغيل في المجتمع وذلك بواسطة تذليل العقبات وتفعيل التشريعات وعقد برتوكولات تعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، وتبني حملة قومية لتعديل اتجاهات المجتمع نحو عمل ذوي الإعاقة الذهنية والتمهيد لدمجهم في بعض الوظائف المناسبة لهم في القطاعين الحكومي والخاص، والعمل على نشر ثقافة مغايرة تقوم على ان ذوي الإعاقة الذهنية قوة بشرية يمكن الاستفادة بها في المجتمع، وتعديل بيئات العمل والتأكد من تهيئتها للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، والتأكد من عناصر السلامة المهنية فيها، واستمرار ذوي الإعاقة الذهنية في البرامج التأهيلية لحين الحصول على فرصة عمل وذلك لضمان الحفاظ على قدراتهم ومهاراتهم من التدهور، والتواصل مع أصحاب العمل وتشجيعهم على تشغيل المعاقين وإقناعهم بقدراتهم، وإعطاء ذوي الإعاقة الذهنية فرصة لإثبات الذات ، مع تأكيد أهمية السلامة المهنية والبيئة الآمنة للمعاق أثناء العمل، وتوفير المتابعة أثناء فترة التشغيل للتأكد من مدى تكيف المعاق مع بيئة العمل، ومساعدته في حل المشكلات التي تعترض نموه المهني واستمراره في العمل، مع الحفاظ على نوع من التدريب التنشيطي إذا لزم الأمر، والعمل على استصدار شهادات معتمدة لمن أتم البرنامج التأهيلي التدريبي وبما يساعد في استيفاء مصوغات التعيين في وظائف القطاعين العام والخاص.
المصدر: جريدة الآن الإكترونية