0 تعليق
830 المشاهدات

صور| سامح فهمي.. من الإعاقة إلى “الإنتاج الإعلامي



جلس المذيع المعروف سامح فهمي في شرفه غرفته بدار المنى لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، يتأمل غيوم سماء طريق #مصر #الإسكندرية الصحراوي، سارحًا في صوت السيدة أم كلثوم المتلاحم مع عبير الزهور واللون الأخضر المفتشر خلفية الدار.

تلاحم أنين صوت “الست”، مع ذكريات حادث سامح الأليم الذي آل به إلى ذلك المكان، قائلًا “كل شيء في أوله كان صعب، وفيه فرق بين حد مولود معاق، وحد بتستحدث عليه الإعاقة في فترة من فترات حياته”.

الشركة تكفلت بعلاج سامح في دار المنى –

منذ 5 سنوات وقف سامح يباشر مهام عمله كمدير مشتريات بشركة فريش فود، التابعة لمجموعة منصور، ويحتفل مع زملائه بافتتاح فرع جديد للمجموعة بمنطقة المهنديسن، وإذ فجأة انقلب الاحتفال إلى فاجعة، بعد أن سقطت رافعة أحد الأوناش بمنطفة العمل على ظهره من الدور الثامن، ما تسبب له بكسر في الفقرتين السابعة والثامنة صدرية، وقطع في الحبل الشوكي، فقد على إثرها القدرة على الإحساس بنصفه السفلي، وتسبب له في شلل نصفي.

استعدادات سامح فهمي للذهاب إلى مدينة الإنتاج الإعلامي – تصوير محمد عبد الوهاب

“الصدمة كانت كبيرة، تخيلي إنسان بيسافر ومليان طاقة يلاقي نفسه قعيد مرة واحدة”، عبارات سردها سامح بابتسامة ممزوجة بالألم أثناء حواره لـ “دوت #مصر” يحكي فيها قصته من البداية مع الإعاقة، والتي بدأت بحالة نفسية متدنية استمرت 6 أشهر، أنهاها سامح بتحدٍ قائلًا “فيه فرق بين إنسان عايز يكمل حياته بإعاقته، وإنسان تاني استسلم وقرر يثبت مكانه”.

“لازم تتحدى إعاقتك وتكمل حياتك.. بس بطريقة تانية غير اللي متعود عليها” تعويذة رتلها سامح على نفسه بعد ثلاثة شهور من الاستلام التام للإعاقة، نتج عنها مشاكل صحية كبيرة، بدأت بقرح الفراش، ولم تنته بعدم القدرة على الحركة.

حياة سامح فهمي بين رفاقه –

كنت محظوظا

كرر سامح تلك الكلمة ثلاث مرات أثناء الحوار، فرغم الحالة الصحية التي وصل إليها، إلا أنه كان من القلائل في أوساط ذوي الإعاقة، الذين كان ورائهم جهة ترعاهم صحيًا، ولأن الشركة التي يعمل بها صنفت إصابته نتيجة عمل، تكفلت بكافة مصروفات علاجه، وسمحت له أن يباشر عمله بشكل دوري مرتين في الأسبوع، على عكس آخرين أقل حظًا يؤتون رزقهم يوما بيومه، مثل عمال السقالات الذين لا يجدون أي جهة ترعاهم، وهو ما جعله يطالب بتكافل صحي شامل لكل المصريين، والذين بلغ منهم ذوو الإعاقة 15%.

جناح سامح فهمي في دار المنى –
إزاي أتنقل؟

بدأ سامح يستعيد عافيته ويعد لحياته الجديدة، وكان أول العوائق في طريقه كيفية التنقل من مكان لمكان، فعلى الرغم من أنه يمتلك سيارة إلا أنه لم يكن يعلم أن بإمكانه قيادتها بيديه فقط، ولأنه كان محظوظا للمرة الثانية على حد قوله، ابتعد مكان الإصابة بسنتيمترات كانت في وسعها أن تطوله بشلل رباعي، وبدأ يتعلم قيادة السيارات مرة أخرى ولكن بطريقة جديدة مخصصة لذوي الإعاقة.

يسانده رفاقه للانتقال من الكرسي المتحرك للسيارة –

الإعلام

“أنا مكنش ليا أي مهارات إعلامية، وعمري ما فكرت أقف قدام كاميرا وأبقى صاحب فكرة برنامج” هكذا أجاب المذيع المعروف عند سؤاله كيف تحول به الطريق إلى سكة الإعلام، فبعد أن أيقن أنه سيعيش حياته بأكملها على حالته الجديدة، بدأ يتعمق في دراسة أحوال ذوي الإعاقة في #مصر، وبدأ يتسائل عما إذا كانت تلك الفئة تأخذ حقوقها كاملة في #مصر؟، وكانت الإجابة غير مرضية بالنسبة له، والتي لخصتها كلمات “التهميش والإقصاء”.

لم يحترف سامح الإعلام إلى بعد الإعاقة –
كل ذي عاهة جبار

“ربنا لما بيدي لبني آدم إعاقة.. بيعوضه بحاجة أقوى” كان هو منطق سامح حينما استشهد بقول الله “كل ذي عاهة جبار”، وتمنى من مؤسسات الدولة أن تستثمر قدرات هؤلاء الفئة، فكل شخص منهم يتمتع بطاقة كامنة ليست لدى أي إنسان طبيعي، وكان المنبر الوحيد الذي أمامه يمكن أن يبرز ذلك هو الإعلام، إلا أنه لم يجد سوى حلقات متفرقة لكل إعلامي كبير يتناول فيها قضية ذوي الإعاقة كل بضعة شهور، بأن يستضيف عددا من المعاقين، ويبرز المشكلات التي تواجههم ولا يخرج في النهاية سوى ببكاء المشاهدين، وعدم وجود حل.

ومن هنا بدأ يتساءل، لماذا لا يوجد برنامج يتحدث عن ذوي الإعاقة فحسب؟!، وفي مرحلة ثانية من البحث وجد ذلك مطبق على قناة النيل للرياضة، إلا أنه يتحدث فقط عن أبطال المعاقين في الجانب الرياضي، وبدأت فكرة برنامج شامل عن المعاقين تتبلور في عقله، وعلى الرغم من إنه ليس لديه أي ملكات إعلامية أقر قائلًا “مكة أدرى بشعبها”.

استعاد سامح فهمي عافيته بعد 6 شهور من الألم النفسي –

مشوار التحدي بين الفضائيات

“كنت فاكر الموضوع سهل” هكذا قال سامح حينما روى علينا مشواره بين الفضائيات حتى خرج برنامجه إلى النور، فبدأ يراسل القنوات الفضائية بعد أن أعد فكرة البرنامج مكتوبة، وأعد “اسكريبت” لعدد من الحلقات، إلا أنه قوبل بصدمة، فالقنوات الفضائية الكبرى يديرها رجال الأعمال بفكر اقتصادي، فالفئة الأولى منهم لم تستهوهم الفكرة من الأساس، فهم يطمحون إلى برامج تجلب عددا كبيرا من المشاهدين لتعويض وجلب أكبر عدد من الرعاة والإعلانات، حتى لو كانت الأفكار تافهة، ما جعل إحدى الجهات تقابله بقول “ذوي الإعاقة ميستهلوش يكون ليهم برنامج”.

والفئة الثانية تحمست للفكرة إلا أنها طلبت منه توفير رعاة بمبالغ فلكية، فإحدى القنوات وافقت على البرنامج بشرط توفير راع يتكلف مليون ونصف جنيه في السنة، واستأنف سامح بحزم “لم أسمح لليأس أن يتملك مني، فتوجهت للقنوات الأقل مشاهدة، والأبسط في الإمكانيات، وخرجت ببرنامجي أهل التحدي على قناة الناس في 9 نوفمبر 2012”.

لماذا قناة الناس؟

“أعور أفضل من أعمى”.. كانت قناة الناس هي المنبر الوحيد الذي وافق على عرض البرنامج، وتمكنت من خلالها حل العديد من المشاكل، والتواصل مع العديد من المسؤولين، ثم استرد مدافعًا “وقتها مكناش لسه عرفنا الإخوان دول إيه، مكنوش ظهروا على حقيقتهم، ومكنش لسه فيه تخوف منهم، وكان شرطي الوحيد عليهم إني مش هتكلم في الدين أو السياسة”.

الرحلة إلى أزهري

بعد 30 يونيو أغلقت قناة الناس، وعاد سامح إلى رحلة البحث عن منبر جديد، رغم أن الفكرة أصبحت واقعية وملموسة لم تستجب إليها المنابر الإعلامية الكبيرة، مع أن الفكر من المفترض أن يتغير بعد ثورتين، إلا أن قناة أزهري استحسنت الفكرة، وبدأت أولى حلقات “مشوار التحدي” في 16 مايو 2014.

ساندته زوجته في تخطي الأزمة –

لحظات الضعف

أحرق سامح جزءا من سيجارته المشتعلة بين يديه وتناول رشفة من قهوته حينما تذكر أسباب لحظات الضعف التي انتابته بعد الإعاقة، قائلًا “مريت بلحظات ضعف لكن الضربة إلى مموتتنيش قوتني”، والتي كانت أقوى أسبابها المشاحنات النفسية بين النشطاء في مجال ذوي الإعاقة، “كل واحد فيهم عايز يبقى ريس، علشان كدة ضروري يكون فيه تنمية بشرية للعقول”.

بالإضافة إلى المشاحنات النفسية التي قادها الشيطان على حد قوله المتلخصة في “إشمعنى أنا إلي حصلي كدة، لو مكنتش روحت الشغل مكنش ده حصلي، محدش اتعور جمبي”، مستعيدا حالات الانهيار والبكاء بسبب رفضه للوضع الذي لا يناسبه”.

سامح فهمي لكمل حياته في دار لذوي الإعاقة مع بناته –

الدعم بدأ من الزوجة

على عكس حالات كثيرة أشار إليها سامح، كانت الإعاقة فيها سبب انهيار أسرة، فقد لا يتحمل أب وأم مسؤولية ابنهم المعاق، أو لا تتحمل زوجة زوجا استهدفته الإعاقة، كان موقف زوجة سامح، فبعد حياة زوجية عمرها 7 سنوات، تفهمت زوجته المحنة وقابلتها بشجاعة، واستطاعت أن تحافظ على كيان أسرتها ما جعل فتياتهم لا يشعرن بأي اختلاف.

واستمرت حياة أسرة سامح بين دار المنى والمنزل، فوفر له جيرانه سبل الإتاحة للتمكن من الرجوع للمنزل أينما كان، ولهذا كان محظوظًا للمرة الثالثة، على عكس موقف الدولة التي خصصت مبنى لاستخراج شهادات تأهيل ذوي الإعاقة أعلى وحدة صحية بالملك الصالح في الدول الثاني بدون وجود سبل للإتاحة، أي “رامب”.

قابلت سامح العديد من الصعوبات قبل تقديم البرنامج –

يستأنف سامح عمله بالشركة مع تقديم برنامجه –

المعاقين والدولة

من دار المنى إلى العمل، إلى مدينة الإنتاج الإعلامي يتعايش سامح كأي إنسان يمارس حياته الطبيعية، إلا أن المواقف المحرجة قد تطوله في بعض الأحيان، فقد يعنفه ضابط #الشرطة حينما يصف سيارته صف ثان رغم أن القانون يسمح له بذلك، أو يستنكر بائع بأحد الأكشاك إشارة سامح له من داخل العربية، ويفسر ذلك أنه يعامله بتعالٍ، غير أن وزارات التضامن الاجتماعي والقوة العاملة مازلت توصم المعاقين بألقاب العجزة وذوي العاهات والعميان، رغم أنهم مواطنين عاديين “بيحبوا البلد”.

سامح فهمي متوجه لمدينة الإنتاج الإعلامي –

يقود سيارته بنفسه بعد إعادة تأهيلها –

وصول سامح فهمي لمدينة الإنتاج الإعلامي –

يقدم سامح فهمي برنامج مشوار التحدي على قناة أزهري –

[url]http://im88.gulfup.com/OFnJ9O.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/h8v95i.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/J0Bc8z.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/dP9JWf.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/6o0Rvr.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/iG2mhz.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/t52g8M.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/4dGaiX.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/xqtg1V.jpg[/url]

[url]http://im88.gulfup.com/2kJFO4.jpg[/url]

[url]http://im85.gulfup.com/u6Keyr.jpg[/url]

[url]http://im85.gulfup.com/HGKTNT.jpg[/url]

[url]http://im85.gulfup.com/7kQkZr.jpg[/url]

[url]http://im85.gulfup.com/NC4IQU.jpg[/url]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3773 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4150 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0