فى الوقت الذى لا يزال فيه السبب الحقيقى وراء الإصابة بمرض التوحد غير معروفا، أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة ارتباط التوحد بالتهابات فى المخ، وهو ما يعطى بصيصا من الأمل فى تطوير علاج هذا المرض الذى يهدد الآلاف من الأطفال حول العالم.
وتقرب هذه النتائج الجديدة المتوصل إليها، العلماء خطوة أكثر نحو حل اللغز حول هذا المرض الغامض.
كان عدد من الدراسات السابقة حول التعبير الجينى لمرض التوحد لم تتوصل إلى استنتاجات قوية تدعم التوصل إلى مصدر ووسائل تطور المرض بين الأطفال، ويرجع ذلك بسبب أهمية احتواء اختبار التعبير الجينى على أنسجة معينة، لا يمكن الحصول عليها سوى من أنسجة المخ عند تشريح الجثث.
وقال الدكتور أندرو وست أستاذ مشارك فى علم الأعصاب بجامعة ألاباما الأمريكية، أن هذا النوع من الالتهاب لا يزال غير مفهوم بشكل كبير، ولكنه يسلط الضوء على عدم الفهم الحالى حول كيفية الحصانة الفطرية التى تسيطر على الدوائر العصبية.
ومن أجل فهم الأسرار المحيطة بمرض التوحد، بدأ الفريق البحثى فى تحليل التعبير الجينى فى عينات من بنكين مختلفين للأنسجة، ليقوم الباحثون بمقارنة بين المتضررين من مرض التوحد والأصحاء.
وقد نظر الباحثون فى بيانات 72 مريض توحد، حيث وجدوا أن المتضررين من المرض اللاعين، عانوا من خلل فى الاستجابة المناعية.
فقد تمكن الباحثون من تحديد نوع دعم الخلية والمعروف بـ “دعم الخلية الدبقية الصغيرة”؛ مما ساعد على حماية المخ من الغزاة مثل مسببات الأمراض فى خلايا مخ المصابين بالتوحد، حيث تم بالفعل تفعيل الخلايا الدبقية الصغيرة على الدوام مع جيناتها لتخفف أعراض التوحد.
وفى المستقبل، يأمل الباحثون فى معرض أبحاثهم المنشورة فى العدد الأخير من دورية “نيتشر” الطبية، تحديد ما إذا كان علاج التهاب المخ من شأنه أن يساعد فى تخفيف بعض أعراض التوحد.