0 تعليق
449 المشاهدات

أورنيلا.. ترسم الحياة بلا إعاقات



فقدان عضو من الجسم، أو خسارة وظيفته جزئياً أو كلياً، لا يعني الاستسلام للواقع، والتخلي عن الأمل، والهروب من طموح ممارسة الحياة بصورة طبيعية، حتى وإن طالت تأثيرات الإعاقة أعضاء حساسة من الجسم كالدماغ، فالتأهيل والعلاج؛ وقبلهما الإيمان بالله والثقة بالقدرات، كل هذه المقومات ستصنع لا محالة مخرجاً آمنا لذوي الإعاقة، يفضي إلى مراتب التميز والصدارة. تلك الصورة تتجلى عند الاقتراب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وملامسة حالات الإرادة لدى كثير منهم، كما هو الحال مع أورنيلا أفريل ابنة الثلاثة والعشرين ربيعاً التي اتضحت إصابتها بأمراض عقلية وهي في سن الخامسة.

تواصل لُغوي

مرض أورنيلا انعكس بالتأثير السلبي على قدرتها الفكرية، إذ بدأت تواجه صعوبات كثيرة في تعلم مهارات التواصل اللغوي والاجتماعي والانفعالي، وتصرفاتها لا تتوافق مع عمرها الزمني، حتى أمست تحركاتها وأنشطتها روتينية، رافق هذه الأعراض ظهور حالات صرع متكررة لا يمكن السيطرة عليها إلا بالعلاج الدوائي.

حالة أورنيلا الصحية ظلت مصدر قلق لأسرتها، خصوصاً بعد أن بدأت توابع الإعاقة تظهر عليها، إذ انتابهم الفزع من السلوكيات التي كانت تمارسها، وعلى الرغم من صعوبة الحالة الصحية والظروف التي كانت تعيشها الابنة، إلا أن أسرتها لم تفقد الأمل في البحث عن العلاج أو المخارج للتخفيف من حدة التأثيرات السلبية التي تركتها الإعاقة، خصوصاً بعد تأكيد بوادر استجابة عقلها لخطوات التأهيل البسيطة التي كان يؤديها أفراد أسرتها في البيت.

عام 2007 التحقت أورنيلا بمركز المشاعر الإنسانية في دبي، وبدأت في برنامج تأهيلي شامل لتطوير المجالات النمائية الممكنة، وخلال السنوات الأولى، تجلت فروقات جذرية في قدراتها العقلية، وبدأت تتخلى عن سلوكيات سلبية كانت تمارسها، وأصبحت رغبتها صريحة في كسر الروتين الذي اعتادته، وازدادت مشاركتها في الأنشطة والبرامج التي ينظمها المركز، كما برزت لديها موهبة قوية في الرسم والتلوين، وأصبحت أناملها تخط ما تشاهده عيناها بصورة احترافية، ومع المواظبة والدعم الذي وجدته من كل الأطراف، ارتقى حسها الفني وازدادت رسوماتها جمالاً، وأمست تضيف عليها لمسات إبداعية مستندة فيها على خيالها الذي تنشط بعد مرحلة قصيرة من التأهيل المكثف.

لمسات فنية

لم تقتصر موهبة أورنيلا على الرسم وحسب، بل سرعان ما بلغت مرحلة أكثر طموحاً، حين سخرت الرسم لإبداع الحرف اليدوية، فانخرطت في صناعة الإكسسوارات النسائية مثل الأساور والسلاسل والخواتم، وظهرت لمساتها الفنية في الديكورات وتزين الأدوات الشخصية كالحقائب والملابس، ومع مرور الوقت أصبحت أكثر استجابة لتعلم المواد الدراسية المختلفة، واليوم تعرف أورنيلا بنشاطها الإيجابي وحضورها الاجتماعي وتفوقها بين زملائها في المركز.

معارض فنية

استطاعت أورنيلا إنتاج العديد من الأعمال الفنية التي تستحق الإشادة والتقدير، وأعمالها لا توحي أبداً أنها نتاج إبداع فتاة مصابة بأي مرض أو إعاقة، وفوق إنتاجها الإبداعي المتنوع، تشارك أورنيلا في العديد من المعارض الفنية التي تنظم على مستوى إمارة دبي، أو في الإمارات الأخرى، وتحظى لوحاتها وأعمالها اليدوية بإقبال كبير من الزوار عموماً.

[url]http://im45.gulfup.com/R37puC.jpg[/url]

[url]http://im45.gulfup.com/0k2wdY.jpg[/url]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3738 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4110 0
خالد العرافة
2017/07/05 4656 0