مع الأمل عادت إلى أحضان الوطن الأم مبهرة العالم بإنسانيتها.. لترسو أراضيها على ضفاف الخليج، محققة الحلم الكبير لتستقبلها بمثل ما ودعت به من حفاوة وتكريم في الأول من ديسمبر ٢٠١٤، وليلتقي أبطالها بأهلهم الذين فارقوهم طوال سبعة أشهر، حاملين معهم حلم الأبوين البارزين جاسم الرشيد البدر، وبادي الدوسري، وعلم الكويت في قلوبهم، ذلك الحلم الذي أبحر في مياه العالمين العربي والغربي.
إنها «رحلة الأمل» التي حظيت بمباركة ودعم أبوي من قبل سمو أمير البلاد، هي عالمية الأبعاد وإنسانية المضامين، مهتمة بقضايا الإعاقات الذهنية. بدأت من الكويت، وقطعت ١٤ الف ميل بحري عبر خمسة خلجان، وخمسة بحار، ومضيقي هرمز وباب المندب، إضافة لقناة السويس، لتشق عباب المياه بين ١٨ دولة، وصولا إلى العاصمة الأميركية واشنطن، لتسليم رسالة الأمل إلى الأولمبياد الخاص الدولي، وأخيراً عاد قارب الرحلة إلى أحضان الكويت مؤخراً، محققاً الحلم الكبير بالتعريف بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما ذوي الإعاقات الذهنية.
القبس التقت أعضاء فريق رحلة الأمل، بعد عودته للبلاد مؤخراً، وتحدثوا عن كواليس الرحلة وأبرز الأحداث والمحطات والذكريات التي لا تنسى.
بداية، استعرض عضو مجلس أمناء قارب الرحلة، ورئيس فريق الإبحار جاسم البدر، نبذة عن خط سير الرحلة في دول المسار، حيث قال: لقد جاب القارب ٢٠ دولة و ٤٦ ميناء، كما زار فريق الرحلة العاصمة الأميركية واشنطن، ونقل رسالة إلى الأولمبياد الخاص المعني بذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك وصلنا إلى نيويورك، حاملين معنا رسالة محبة وإخاء وناقلين شكر بلادنا وأبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنية الذين استفادوا من برامج «الأولمبياد الخاص» التي نفذتها مسابقاتهم الرياضية وأنشطتهم المختلفة الداعمة لهذه الفئاتـ، والتي انعكست بصورة إيجابية على تطوير القدرات الذهنية والبدنية والنفسية لهذه الفئة، مضيفا بالقول: كما استفاد منها أولياء الأمور نتيجة لتقارب اللاعبين من مختلف الجنسيات والأديان والأجناس، واندماجهم في مجتمعاتهم، عبر تواصلهم اليومي مع المدربين والمسؤولين والمتطوعين.
وأشار إلى أن طاقم الرحلة التقى مع مسؤولين في هيئة الأمم المتحدة، وتمت إحاطتها بالرسالة الإنسانية للرحلة، لافتا إلى أن الرحلة التي استغرقت قرابة السبعة أشهر شهدت العديد من الفعاليات واللقاءات مع جهات رسمية وأهلية مهتمة بذوي الإعاقة، وخصوصا الذهنية، ونجحت بجدارة منقطعة النظير في تسليط الضوء على قضايا هذه الفئة على كل الصعد، كما أثبت الأبناء من فئة الإعاقة، المشاركون في الرحلة شجاعة منقطعة النظير، كما أكدوا من خلالها ان لديهم مخزونا هائلا من القدرات والمواهب التي قلما نجدها لدى الأصحاء، حيث خاضوا غمار التجربة بكل شجاعة، واستطاعوا التواصل مع مختلف الجنسيات، وتأقلموا مع أجواء السفر عبر البحار لمسافات طويلة من دون كلل أو ملل.
وأشاد البدر بمظاهر الحفاوة والتقدير التي لاقتها الرحلة في جميع الموانئ والدول التي زارتها، كما لعبت سفارات وقنصليات بلادنا في دول المسار، ومكاتبها العسكرية دورا فعالا ومشهودا في تسهيل وانجاح مهامها، انطلاقا من بعدها الإنساني والحضاري الذي تجسده الكويت وقيادتها في أنظار العالم أجمع، حيث توجت بتزكية سمو أمير البلاد قائدا للعمل الإنساني، واختيرت الكويت مركزا عالميا للأعمال الإنسانية.
أحداث ومواقف
استحضر أعضاء فريق الأمل ابرز الأحداث والمواقف وقالوا: كنا على علم بخطورة الرحلة قبل انطلاقها، وانه لا يمكن القيام برحلة تستغرق سبعة أشهر ونضمن سلامتنا، فكانت رحلتنا بمنزلة عمل فدائي، ومهما قاسينا تهون هذه المعاناة مقابل 20 ألفاً من الإعاقات الذهنية في الكويت، بالاضافة الى الموجودين في دول الخليج والعالم.
غربة عن الأهل
أشار جاسم البدر إلى المعاناة النفسية التي واجهتهم أثناء الرحلة، والمتمثلة في التوتر والإرهاق والقلق على أبنائهم ومتابعتهم لهم سواء في القارب أو البر، فضلا عن نوع الطعام المتمثل في الوجبات السريعة والأطعمة الخفيفة في رمضان، مثل الفول واللبن وغيرها، ناهيك عن عدم رؤيتهم لأسرهم خلال عيدَي الفطر والأضحى.
وزاد بالقول: تعرضنا أيضاً إلى مخاطر الهواء والأمواج في ساحل عمان، ورياح قوية بين المغرب والجزائر، في منتصف الليل وكذلك الأمواج العاتية التي واجهتنا في أوروبا والتي بلغ ارتفاعها إلى 15 قدماً.
دعم الخارجية
أثنى فريق رحلة الأمل على جهود وزارة الخارجية، خلال التنسيق مع سفارات الكويت في دول المسار، لتذليل أية صعوبات قد تواجهها، وإقامة الاحتفالات الخاصة بها، إضافة إلى دور وزارات الداخلية والإعلام والمواصلات في توفير كل التسهيلات.