وجهت نائب رئيس الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم «كالد» الدكتورة فاطمة العوضي، حديثها الى طلبة صعوبات التعلم، وقالت «لا شيء يمنعكم من تحقيق النجاح»، مشيرة الى ان «الجمعية ستقيم حلقة نقاشية السبت المقبل حول صعوبات التعلم وفرط النشاط وتشتيت الانتباه، في فندق كوستا ديل، في منطقة الشعب البحري برعاية المديرالعام في الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة الدكتور طارق الشطي،«وذلك تحت عنوان» مستقبل أبنائنا بعد مرحلة الدراسة الثانوية».
ونصحت الدكتورة فاطمة العوضي،أولياء الامور بترك الطالب للاعتماد على نفسه في حل الواجبات المدرسية، ولكن ليس بالأعمار الصغيرة او عندما يكون لدى الطالب صعوبات تعلم، مؤكدة أن الوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها لحل الواجب فرصة ثمينة لتحقيق مكاسب اخرى كتقوية وتعزيز مهارات ومعلومات اعطيت له في المدرسة او تدريبه على تنظيم الوقت وتقسيم العمل واخذ فترات راحة تساعده على العودة الى العمل بنشاط».
واضافت «في كثير من الاحيان تصبح مساعدة الابناء في حل الواجبات المدرسية سبباً للكثير من الصراعات والمشاكل في العائلة، خصوصا عندما يحتاج الطفل الى اساليب تدريس معينة، وهنا تأتي اهمية ان يعمل الاهل على ان التزود بالمعلومات عن استراتيجيات تساعدهم في الاستفادة من هذه الفرصة، والتخفيف من الضغوطات التي تنتج عن هذه المسألة»… وفي ما يلي نص الحوار:
• ما دور اولياء الامور في مساعدة ابنائهم؟
– من المعروف ان للوالدين دورا محوريا في تربية ومساعدة ابنائهما ولكن عندما يكون لدى الابناء أي نوع من المشاكل الصحية البدنية او النفسية يصبح هذا الدور اكثر اهمية.
وفي رأيي، هناك اربعة مبادئ على الاهل اعتمادها في تربية ابنائهم بمن فيهم ذوو صعوبات التعلم، اولا: قبول الطفل كما هو وان كان لديه مشكلة، عليهم معرفة انه بحاجة لرعاية ووقت اكثر من اخوته.
ثانيا: العمل على ان يثقفوا انفسهم ويكونوا على دراية بكافة جوانب المشكلة وذلك عن طريق القراءة او اللجوء الى المختصين.
وثالثا: وضع نظام لحياة الطفل والالتزام به فالنظام من أهم الاشياء التي تريحه وتعطيه الشعور بالأمان ما ينعكس ايجابيا على تحصيله الدراسي وعلى تصرفاته في المنزل وفي المدرسة.
وهنا أود ان ألفت الانتباه الى ضرورة ان يشرك الطفل بوضع النظام آخذين بعين الاعتبار ما يناسبه وان يكون على علم تام به.
والمبدأ الرابع: وهو ما يغفل عنه الكثيرون هو ضرورة ان يعنى الوالدين خصوصا الام بأنفسهما جسديا ونفسيا وعاطفيا، حتى يستطيعا العناية بأطفالهما خصوصا من لديهم صعوبات او مشاكل وكذلك بعلاقتهم الزوجية.
• وماذا بشأن ملتقى اولياء الامور الذي سيعقد في 29 من الشهر الحالي؟
– لدى الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم مجموعة دعم للأمهات تجتمع دوريا مع آمال الساير، حيث تستمع لآرائهن وهمومهن واقتراحاتهن وقد ابدين رغبتهن في ان تساعدهن «كالد» من تسليط الضوء على همهن الاكبر وهو مستقبل ابنائهن بعد مرحلة الدراسة الثانوية.
وعلى هذا الاساس تم تنظيم هذا الملتقى حيث تقوم مجموعة من المختصين بصعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط بتقديم محاضرات لها ارتباط وثيق مع كيفية تهيئة الابناء للمستقبل وعرض ما هي الخيارات المتوفرة لهم.
وسيقوم المدير العام الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الدكتور طارق الشطي، بترأس حلقة نقاشية حول مستقبل ابنائنا من ذوي صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط.
• ماذا تقصدون بالمستقبل امامي؟
– طبعا المستقبل امام كل ابنائنا ولا شيء يمنع بان يحققوا ذاتهم ويكونوا افرادا فاعلين في المجتمع اذا توفرت لهم شروط النجاح وهم على وعي وتفهم الاخرين لوضعهم وتكاتفت الجهود لدعمهم بالتركيز على نقاط القوة لديهم وابراز امكانياتهم وتوفير اساليب التدريس المناسبة لهم.
وهنا لا بد من ذكر اسماء بعض المشاهير الذين عانوا من صعوبات التعلم او اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط ولكن لم يمنعهم ذلك من الابداع والتمييز، ومن بين هؤلاء الاشخاص تبين ان ليوناردو دافنتشي المخترع والفنان المبدع كان لديه صعوبات تعلم، ولكنه استطاع ان يستغل نقاط قوته وقدراته الفريدة لكي يبدع، فقد كان لديه ذكاء بصري مكاني عالٍ جدا، مثل الكثيرين ممن لديهم صعوبة القراءة او الديسلكسيا، مكنه من عمل رسومات مبدعة للاختراعات التي فكر بها وكذلك الاعمال الفنية العظيمة.
والعديد من الخبراء يؤكدون ان أجاثا كريستي كان لديها ما يسمى ديسجرافيا، اضطراب غالباً ما يرتبط مع عسر القراءة ويؤثر على الكتابة والتدقيق الإملائي، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصبحت واحدة من الكتاب الأكثر شهرة في العالم.
وفي عالم الفن والتمثيل يبرز اسم المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ والممثل الموهوب جيم كاري، ولم يكن باستطاعة انغرادكامبارد، مؤسس ايكيا، ان يتذكر ارقام المنتجات فجاء بفكرة تسميتها بأسماء.
ولم يمنع اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط السباح الاولمبي مايكل فيلبس من الحصول على 12 ميدالية ذهبية او رجل الاعمال ريتشارد برانسون بان يصبح مليونيرا وان يمتلك شركات فيرجن العالمية.
• ما العلاقة بين الواجبات المدرسية ومستقبل الابناء؟
– يعتقد الكثيرون بان عليهم ان يتركوا الطالب للاعتماد على نفسه في حل الواجبات المدرسية، وهذا صحيح ولكن ليس بالأعمار الصغيرة او عندما يكون لدى الطالب صعوبات تعلم.
كما ان الوقت الذي تقضيه الأم مع طفلها لحل الواجب يمكن أن يكون فرصة ثمينة لتحقيق مكاسب اخرى كتقوية وتعزيز مهارات ومعلومات اعطيت له في المدرسة او تدريبه على تنظيم الوقت وتقسيم العمل واخذ فترات راحة تساعده على العودة الى العمل بنشاط.
ولكن في اكثر الاحيان تصبح مساعدة الابناء في حل الواجبات المدرسية سببا للكثير من الصراعات والمشاكل في العائلة، وخصوصا عندما يحتاج الطفل الى اساليب تدريس معينة.
وهنا تأتي اهمية ان يعمل الاهل على التزود بالمعلومات عن استراتيجيات تساعدهم في الاستفادة من هذه الفرصة والتخفيف من الضغوطات التي تنتج عن هذه المسألة.
وهنا اود ان اشير الى ان الحياة العصرية مليئة بمسببات لضغوطات كثيرة خصوصا عندما يكون لدى العائلة طفل بحاجة الى عناية ومساعدة خاصة، ولأننا ندرك انه في كثير من الحالات لا نستطيع ازالة الاسباب، فان علينا ان نتدرب على كيفية التعامل معها وتخفيف اثرها.
• هل هناك علاج لصعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط ؟
– يجب التأكيد اولا بانهما إعاقتان تعليميتان تبقى مع الانسان طوال حياته، ولكن في حالة الاضطراب تتغير مظاهره وقد تخف حدته مع التقدم في العمر كما انها غالبا ما تكون مختلطة، اي ان الاولاد الذين يـــعانون من ADHD، غالبــا ما يعـانون ايضا مـن صعــوبــات في التعـلــــم، ولكــن لــيــس هـــنــاك تداخل في جميع الحالات.
وفي حالة صعوبات التعلم فان العلاج يبدأ بالتشخيص ويعطى الطالب التقرير مكتوبا يبين نقاط القوة ونقاط الضعف لديه واسلوبه الدراسي وتعليمات اخرى على المعلم ان يتبعها معه في غرفة الصف والام في المنزل.
كما يكتب في التقرير التكيفات والتعديلات المطلوب عملها بخصوص المنهاج والامتحانات.
والعلاج السليم لاضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط له مكونين رئيسيين، لا بد من تطبيقهما مجتمعَين للحصول على أفضل النتائج، وهما: العلاج الدوائي و العلاج السلوكي الذي يعتمد بالأساس على لفت نظر الطفل بشيء يحبه ويغريه على الصبر لتعديل سلوكه، وذلك بشكل تدريجي بحيث يتدرب الطفل على التركيز أولاً لمدة 10 دقائق، ثم بعد نجاحنا في جعله يركِّز لمدة 10 دقائق ننتقل إلى زيادتها إلى 15 دقيقة، وهكذا…هناك اساليب يمكن للأهل اتباعها لتعديل سلوك طفلهما كجدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة، والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التدعيم اللفظي للسلوك المناسب والمكافأة. وكذلك التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة، مثل تجميع الصور، وتصنيف الأشياء وألعاب الفك والتركيب، وغيرها.
وينصح الخبراء ايضا بطريقة العقود و يعني بذلك عقد اتفاق واضح مع الطفل على أساس قيامه بسلوكيات معينة، ويقابلها جوائز معينة، والهدف هنا تعزيز السلوك الإيجابي وتدريب الطفل عليه.
وتستعمل المنبهات العصبية وأهمها الريتالين و الدكسيدرين كأدوية علاجية تساعد الطفل على التركيز ولا تصرف إلا تحت إشراف طبيب الأطفال.
وتسبب اعراض جانبية كصعوبة الخلود الى النوم ونقص الشهية الذي يظهر عادة في اليوم الأول من استخدام الدواء ويتحسن مع مرور الوقت.
• يتخوف الاهل من اعطاء ابنائهم ادوية… هل هي امنة؟
– تكون الادوية فعالة وآمنة اذا تم وصفها من قبل مختص واذا استعملت حسب الارشادات، وهنا أود ان اتطرق الى موضوع الادمان الذي يخشى الاهل ان تسببه الادوية.
في الحقيقة ان اخذ الدواء بالطريقة الصحيحة يخفف من امكانية اللجوء الى الادمان والسبب انه عادة ما يلجأ الانسان الى المواد المخدرة لكي تنسيه معاناته ولكي تشعره بالسعادة والرضى عن نفسه.
وعندما تقوي ادوية الاضطراب من تركيز الطالب ويبدأ تحصيله الدراسي بالتحسن وينال استحسان من حوله تقل حاجته الى ان يحاول اثبات نفسه عن طريق التدخين او الكحول او التصرفات الطائشة.
• هناك تركيز على فترة المراهقة لماذا؟
– هذه المرحلة هي تجربة فريدة من نوعها ولكنها قد تكون أيضا صعبة ومليئة بالتحديات نظرا للتغيرات الجسدية والنفسية والعقلية وازدياد الضغوطات الاجتماعية وامكانية التعرض لمغريات خطرة كالتدخين وقيادة السيارة بتهور خصوصا لمن لديهم صعوبات تعلم وخاصة من لديهم اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط.
وبما ان وعي الاهل بصعوبة هذه الفترة من حياة ابنائهم ومعرفة كيف يتعاملون معهم من اهم عوامل الوصول بهم الى بر الامان وتمكينهم من بناء مستقبل يحاكي طموحاتهم، رأينا ان نخصص محاضرة عن هذا الموضوع المهم.
• هل لديك نصائح لأولياء الامور؟
– الخطوة الاولى للمساعدة المثمرة لأي شخص تكون بالتعرف على ماهية مشكلته وطرق المساعدة الممكنة فالمعرفة تختصر الطريق وتوفر الكثير من الوقت والجهد والمعاناة. وهنا ادعو اولياء الامور لحضور ملتقى كالد الذي يمثل فرصة فريدة لان يلعبوا دورا فاعلا في التخطيط لمستقبل ابنائهم.