يكتب لك القدر أن تقف عند شخصيات تجعلك تخجل من نفسك ، تجعلك تقارن حياتك بحياتهم ، تشعرك انك في بحر صعب أن تبحر في أعماقه ، وكل ما ستشعر به أنك نقطة ماء فيه.
هكذا كان القدر معي فقد التقيت بشخصية أجدها تشكل دولة . هي دولة قوية لا نعرفها عن طريق القوانين الدولية، وليس لها عَلمْ أو حدود معلومة . فحدودها الرضا والقناعة ،والإيمان بالله،وشعبها الإرادة، وقوانينها التحدي ، وانجازاتها تكمن في روح طيبة تنشر الأمل في نفوس الآخرين . هذه الدولة اسمها عائشة الحشاش مؤلفة كتاب إعاقتي سر نجاحي.
لن اكتب عن معاناة عائشة ولن اعرض للمواقف العصيبة التي مرّت بها وحولتها بإرادتها إلى دافع قوي للتحدي، فهناك الكثير من المواقف الصعبة التي تعرضت لها.نستطيع أن نقول أنها نشأت في وقت كان المجتمع لا يعي كيفية التعامل مع الأفراد ذوي الإعاقة، ولم تكن الدولة منذ ثلاثين عاما لديها رؤية ومنهج واضح أو قانون ( كقانون المعاقين )يحدد كيفية تحقيق متطلباتهم ، فهي مصابة بشلل دماغي وحركات لا إرادية. ولكن منّ الله سبحانه وتعالى عليها بأعظم العطايا وهي الحكمة والذكاء ، فبهما حصلت على الشهادة الجامعية في علم النفس من كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت ـ وبتقدير جيد جدا . يا سبحان الله ! استغربت كثيرا وتساءلت هل حصلت على هذا المؤهل بناء على رغبة عائلتها وكانت الإجابة التي أذهلتني أنها هي من صممت على تحصيل العلم وهي من اختارت تخصص علم النفس ،هي أرادت أن تعالج نفسها قبل أن تعالج المجتمع “اعرف نفسك ” ليس للمعرفة فقط عند عائشة وإنما لتهذيبها، وإصلاحها، وتقويتها،وتنميتها.
إني لا اكتب عنها لاستدرار عطف فهي أقوى من ذلك ، أو أنها بحاجة إلى مساعدة أو معونة ، فهي تقدم للمجتمع ما لم يقدمه الإنسان الذي ليس لديه إعاقة لمجتمعه ،كما أنها مشتركه في لجان تطوعيه وهاهي تنهل من علم آخر ألا وهو علم الإشارة ، فقد أحبت كثيرا أن تدخل في عالم الصم والبكم ، فأنشأت مجموعه تطوعيه باسم إعاقتي سر نجاحي .وأنا هنا اكتب لمن فقد الأمل في تحقيق طموحه عليه أن يدخل جوجل ويبحث عن عائشة الحشاش سيعرف معنى التحدي والأمل والطموح والمثابرة ،سيجد كيف هو الإبداع الحقيقي الذي نقرأ عنه ولا نلتمسه في حياتنا ، عائشة الحشاش ليست عالة على الدولة ،وإنما هي جانب مشرق وايجابي بتلك الدولة. وقد كرمها سمو أمير البلاد حفظه الله بمقابلة من سموه تعتبرها عائشة تقدير وتاج شرف من سموه،لذلك يتوجب علي الدولة رعاية عايشه وتقديم وسام لها أو تسمية مدرسة باسمها فهي تستحق أكثر من ذلك. فالي الإمام يابنة الوطن فقد علمت أن شعارك دائما “وطني الكويت سلمت للمجد”.
بقلم د. فاطمة الشايجي
[url]http://im45.gulfup.com/tBK51V.jpg[/url]
[email]dr.f.alshaiji@hotmail.com[/email]