تطل الطفلة رندا عبدالحميد المعايطة، ذات الحادية عشرة من نافذة الإبداع عبر ريشتها وألوانها للتواصل مع محيطها الخارجي، لتخرق بذلك جدار العزلة عن العالم؛ فتعبر عن مكنونات بوحها بديلا عن اللغة التي غيبتها إعاقة السمع والكلام. وترافق الطفلة من قرى وادي الكرك، ابتسامة لا تكاد تفارق شفتيها، متحدية ظروف الفقر والقهر بإصرار وعزم يفوق كل التصورات، فتحلق بأعمالها الفنية ورسوماتها بلغة تحاكي جميع اللغات. وتقول والدتها ورفيقتها ان ابنتها شاركت بمعارض الفن التشكيلي داخل الكرك وعمان، وحققت نتائج أبهرت الجميع ما دفعنا رغم ضيق الحال لتأمينها بكل ماتحتاجة من ألوان وورق رسم، فأدخلت الفرح والسرور والبهجة الى حياتنا من خلال رسوماتها الرائعة التي أصبحت تحتل ركنا جماليا بالمنزل ومحط أعجاب الزوار ، وفقا لبترا.
وتضيف: أن رندا حصلت على جائزة المركز الثالث في مسابقة عربية أقامتها منظمة (أنا إنسان) خلال مؤتمر الفن التشكيلي على مستوى الوطن العربي للصم برعاية جمعية تنمية المرأة في عمان حديثا، فأثبتت بذلك رندا للجميع انها موهوبة مبدعة.
وتتابع: تعتمد رندا في فوزها على جودة لوحاتها ومدى إتقانها، وهي بحاجة ماسة من كل الجهات الرسمية والأهلية الى دعم لكي تكون إضافة نوعية للفن وادماج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع.
الناقد والكاتب محمود الشمايلة يقول: على الرغم من أنها بكماء صماء ولم تبلغ الثالثة عشر من عمرها، إلا انها تملك قدرة كبيرة على ممارسة الحياة من خلال لوحاتها المتقنة، ورفيقها الصادق الصدوق هو قلمها وأوراقها وألوانها، وهي بذلك تسعى الى إثارة إعجاب الآخرين من خلال لوحاتها.
ويضيف: تتميز لوحات رندا دائما بالفرح؛ فترسم الربيع والأطفال سعداء، وعروسا تنتظر فارس أحلامها، والكثير من المطر.
ويشير الى ان لوحاتها الفنية مثال متميز لقدرة الإنسان على تحدي الإعاقة واثبات الذات إذا ما وجد الرعاية والاهتمام الكافي من الجميع.