“فقدان أحد الأطراف الأربعة يعتبر عائقا كبيرا أمام الإنسان في الحركة والاتزان وكذلك أداء المهام اليومية، ولكن قد يكون الأمر أقل وطأة من فقدانها جميعا”.. هكذا بدأ المهندس محمد عون، طالب بكلية الهندسة بجامعة طنطا، حديثه مع “دوت مصر” حول ابتكاره الجديد، والذي يتمثل في كرسي متحرك يعمل بتقنية متطورة وسعره يصل إلى 1200 جنيه، تتيح لأصحاب الإعاقة الكاملة، فاقدي الأطراف الأربعة، الحركة دون مساعدة من أحد، وذلك خلال مشاركته بمعرض الابتكار الدولي الأول بالجامعة الأمريكية الأسبوع الماضي.
ويشرح “عون” ابتكاره موضحا المراحل التي مرت بها الفكرة، حيث أشار إلى أنه في البداية كانت الفكرة تقوم على استخدام قطعة معدنية يتم وضعها على رأس ذي الإعاقة وهو جالس على الكرسي، خالقا بذلك مجال مغناطيسي حول رأسه، وفي حال قام بتحريك الرأس جهة اليمين يميل المعدن جهة اليمين، وبالتالي يتحرك الكرسي نحو اليمين، والعكس صحيح، ولكن تم استبعاد تلك الفكرة خوفا من تأثير المجال المغناطيسي على جسم الشخص.
بعد ذلك انتقلت الفكرة إلى مستوى آخر، وهو الاعتماد على تكوين مجال من 3 أشعة من الليزر حول رأس المصاب، في حال تحركت في أي اتجاه تم التقاطع مع أحد الأشعة الثلاث وبالتالي يتم التحكم في حركة الكرسي، ولكن تم تجنب تلك الفكرة أيضا حفاظا على صحة الشخص.
ومن ثم تم الوقوف على طريقة آمنة لتحريك الكرسي دون الإضرار بصحة الشخص، وهي الاعتماد على شريحة استشعار تقوم بقراءة وتحليل حركة الرأس، بحيث يمكن تحريك الكرسي يمينا ويسارا عبر حركتها، وعند الرغبة في الوقوف يتم الرجوع بالرأس للوراء، وعند الرغبة في معاودة الحركة يتم إرجاع الرأس للخلف مرة أخرى، وعندها يعود الكرسي للحياة مستعدا لاستقبال الأوامر بحركة رأس الشخص.