خوسيه.. الطفل الذي ابكي الملايين

25 طاقم طبي و 12 ساعة عمل و 2مليون دولار تبرعات … هذه هو كل ما احتاجه الامر لانقاذ حياة خوسيه انطونيو سيرانو ذلك الصبي صاحب الاحد عشر عاماً القادم من احد افقر قرى المكسيك , ولد خوسيه وهو يحمل ورما ضخما بين الرقبة و الكتف من الجانب الايسر و ظل الورم يتضخم بشكل كبير و متسارع ولم يستطع والداه توفير نفقات زيارة طبيب متخصص في العاصمة المكسيكية الا بعد أصبح خوسيه في الخامسة من العمر , فوالده لا يتحصل على اكثر من خمس دولارات يوميا من جراء عمله في جمع المخلفات الزراعية من الحقول , وجاء رد الطبيب صادما .. فخوسيه لن تكون لديه القدرة على الإبصار في سن الخامسة عشر و ربما لن يكمل عامه ال20 على أحسن تقدير بسب الضغط الهائل للورم على فقرات العنق و الغدد و ان الامر معقد جدا و ربما لا توجد إمكانية في المكسيك بأسرها للتعامل مع هذا الورم المتضخم الذي يتعين ازالته على وجه السرعة .

و ظل الوضع باقيا على ما هو عليه لستة سنوات اخرى ,تضاعف فيها الورم بشكل مذهل و بينما خوسيه برفقة والديه للصلاة في احد كنائس العاصمة يتصادف وجود سيدة أمريكية تدعى فرانكا ريناتو وهي تعمل كمدير احد دور الرعاية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ,, فتوم على الفور بالتحدث مع الابوين و تلتقط عدة صور لخوسيه و في اقل من شهر نجحت فرانكا في الحصول على تصريح دخول للأراضي الأمريكية لخوسيه و عائلته لدواعي انسانية و بالفعل يخضع خوسيه لعدد كبير من الفحوصات في مستشفى جامعة نيو ميكسيكو الأمريكية, و استمرت الفحوصات لمدة شهر كامل وضع خلالها الاطباء خطة العمل و جداول التناوب بين 25 طاقم طبي كل طاقم يعمل لقرابة النصف ساعة قبل ان يتم التناوب مع الطاقم الاخر وخلال هذا الشهر قامت فرانكا بنشر صور خوسيه على حسابها الشخصي على مواقع التواصل و كذلك قامت بعمل اكثر من 20000 بوستر قام 100 متطوع بتعليقها عبر الولاية الأمريكية لينجح بعد ذلك فريق العمل في تدبير التبرعات اللازمة لتكاليف العملية و كذلك تكاليف إقامة الاسرة حتى اكتمال شفاء خوسيه , لتصل التكلفة حتى اليوم الى قرابة المليوني دولار و بالفعل نجحت العملية في ازالة الورم بالكامل لتبدءا رحلة علاجية اخرى تستمر لاكثر من عامين متواصلين من اجل بناء الكتف الايسر و اعادة الجزع الى طبيعته ,, خوسيه لم ينل الشفاء فقط و لكنه أصبح الان يمتلك اكثر من مليوني متابع حريصون على ارسال رسائلة تدعيم له سواء عبر البريد الالكتروني او البريد العادي و كذلك فان قصة خوسيه تم متابعتها بشكل يومي في اكثر من 50 مجلة و جريدة وفي اليوم المحدد للعملية نقلت كاميرات 23 محطة فضائية لقطات امام المستشفى أحاديث مع والديه .