0 تعليق
296 المشاهدات

محمد المهيري.. مهندس يبدد خيوط الإعاقة



تحتضن مراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة قصصاً فريدة تعكس معانيها قيمة الإصرار والتفاؤل، وذلك ما نلتمسه من التغيرات الإيجابية التي طرأت على حالة محمد المهيري الصحية الذي اكتشفت إصابته بطيف التوحد في سن الرابعة، ورفضت العديد من المراكز استقباله نظراً لشدة الحالة التي يعاني منها، ولكن أسرته لم ترضخ للاستسلام الذي أبدته المراكز، ولم يتنازل طموحها في تأهيل ابنها، ليحصل على فرصته في التعليم، وواصلت بحثها الذي تجاوز عامين بتفاؤل إلى أن ألحقته بمركز المشاعر الإنسانية.

خطط علاجية

بدأ تأهيل محمد بجدول مكثف تجاوز خمس ساعات يومياً، ووضعت له خطط علاجية عديدة، لم يبد تجاوبا معها في بداية الأمر، مما ضاعف إصرار القائمين على هذه العملية واوصلوا تقديم دعمهم النفسي له بصورة أكبر إلى أن بدأت بوادر التعافي تظهر عليه بعد عامين بالتخلص من السلوكيات السلبية التي كان يعاني منها، وتطور حسه الإدراكي وأصبح يميز الألوان والحيوانات وأسماء زملائه في المركز، كما برزت ميوله في العمليات الحسابية وكتابة الأرقام.

أثمرت خطة التأهيل التي قام بها أكاديميو المركز، حيث اكتشفوا بعد زيارة أحد المراكز التجارية قدرة المهيري على الحفظ وتصوير المحيط الذي يشاهده، فبعد عودته من مشاهدة أحد الأفلام في دور عرض الأفلام في المركز أصدر فور وصوله للمركز حركات كان يطلب من خلالها ورقة بيضاء وقلما، وبعد إحضارهما له بدأ الموظفون بمراقبة العمل الذي سوف يقوم به والتعرف على الحاجة التي طلب من أجلها الورقة والقلم.

النتيجة كانت مبشرة وغير متوقعة، حيث عكف محمد على رسم المركز الذي زاره بتفصيل دقيق، ودوّن جميع ما كتب على المحلات التي شاهدها خلال طريقه إلى دور عرض الأفلام والتي هي الأخرى فصلها بصورة دقيقة بعدد قاعاتها وتقسيماتها وكأنه يشاهدها أمامه، كما تكرر الأمر في الزيارة الأخرى التي قام بها، حيث رسم ما شاهده بصورة دقيقة فوراً.

تصاميم عديدة

موهبة محمد بدأت واضحة ورغبته في الرسم وتجسيد الواقع فرضت على الأكاديميين نقلها من الورق إلى جهاز الكمبيوتر، لمنحه فرصة أكبر لمواكبة التطور، وتجويد موهبته وتزويدها بالأسس والأدوات المناسبة، لذلك عكفوا على تدريبه بصورة متواصلة إلى أن أتقن التصميم والرسم باستخدام البرامج المختلفة، ولم تمض فترة طويلة حتى أصبح يصمم أشكالا عديدة ولأشياء مختلفة كالمنازل والمباني والحدائق، ولا ينسى كتابة تقسيماتها الرئيسة كدورات المياه وغرف النوم والطعام، وعلى الرغم من حداثة سنه إلا أن تصاميمه توحي لمن يشاهدها بأن من قام بتصميمها أحد المهندسين المختصين.

مطاعم مشهورة

لم يقتصر إدراك محمد على الحرفية في استخدام برامج التصميم ورسم الخرائط، بل توسعت مداركه بصورة ملحوظة خلال الأعوام التي قضاها في المركز، فهو يتصفح مواقع الإنترنت ويقرأ ويكتب اللغة الإنجليزية بطلاقة، كما أصبح تعامله مع شبكة المعلومات والمواقع التي تضمها بصورة احترافية، وفي مرات متكررة يتفاجأ موظفو الاستقبال في المركز بدخول أحد مندوبي المطاعم المشهورة وفي يده حقيبة مملوء بالأطعمة والعصائر التي دون عليها اسم محمد المهيري، وبعد التأكد اتضح أن محمد قام بطلب الطعام عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمطعم.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0