0 تعليق
958 المشاهدات

الدغيشم : «الأرامل» و«المطلقات» و«ذوو الاحتياجات» يرون السكن العمودي الأكثر مناسبة لظروفهم



حلول ومقترحات تقدمها الحكومة لحل قضية الإسكان وتزايد طلبات المواطنين على السكن محاولات ستُرى نتائجها بعد الانتهاء من مشروع البناء العمودي الذي تقوم بتنفيذه حالياً، ربما سيؤيّده البعض وربما يعارضه ويتوقع فشله كما حصل مع مشروع الصوابر.. فكرة البناء العمودي وقضية تزايد الطلبات وسد حاجات المواطن من السكن كانت هي محور لقائنا مع الخبير العقاري عبدالعزيز الدغيشم الذي سألناه عن رأيه في فكرة البناء العمودي فقال: من وجهة نظري الشخصية أعتقد أنه من الأفضل بناء بيوت صغيرة منفصلة مشابهة للنظام الأمريكي بمساحات صغيرة ما يقارب الـ200 متر مربع للبيت بناء عمودي وبحوش منفصل وبمكونات الفيلا سيوفر في المساحة ويعطي خصوصية، بدلاً من البناء العمودي كعمارت يسكن فيها المواطنون في أدوار مختلفة.

ضوابط وقوانين!

وأضاف الدغيشم: فكرة البناء العمودي التي تقوم بها الحكومة حالياً فكرة جيدة إن حكمتها ضوابط وقوانين ويجب وضع كل المشاكل المتوقع حصولها في عين الاعتبار قبل البدء في اي مشروع حتى يمكن السيطرة عليها وتفاديها، يجب أن توضع ضوابط وقوانين مثل عدم أحقية ساكن تلك الشقة بتأجيرها من الباطن كذلك ألا يقوم ببيعها حتى لا تكون هناك مضاربات ومزايدات عليها إلا بعد مرور 15 أو 20 سنة حتى يستطيع التصرف في تلك الوحدة، أما إن لم يكن هناك تلك الضوابط فربما وجدنا البعض قد يستلّم الشقة ويقوم بتأجيرها من الباطن حتى نجد أنفسنا وقد وصلنا الى مشكلة الصوابر مرة اخرى.

بيع الشقق في «الصوابر»!

وعن فشل مشروع الصوابر، قال الدغيشم: فكرة الصوابر كانت فكرة ناجحة في بدايتها في وجود الصيانة واتحاد الملاك وكانت تسكنها العوائل ثم حصلت فيها مضاربات البيع والشراء في تلك الشقق ثم بدأ تأجيرها من الباطن وخروج العوائل منها والتأجير للجاليات الآسيوية 4 أو 5 أشخاص في نفس الشقة، ولكم ان تتصوروا خدمات العمارة وما آل به الحال من استهلاك كافة الخدمات وانتهى الوضع الى فوضى شنيعة في العمارات حتى جاءها التثمين، لذلك يلزم وجود ضوابط وقوانين على البناء العمودي، كأن تسحب الوحدة من صاحبها في حال قام بتأجيرها او في حال قام ببيعها على أن تظل باسم صاحبها حتى تنقضي المدة ثم تحوّل باسم المالك الجديد كما حصل في الصوابر.

البعض يفضلونه!

وعما اذا كان المجتمع الكويتي سيتقبّل فكرة السكن في البناء العمودي قال: هناك البعض يفضل المكان «الملموم» كذلك قد تفضلها الأرامل والمطلقات بعضهن لا تقدر على ثمن فيلا فتفضل السكن في شقة، أيضاً إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً يحتاجون الدور الأرضي لسهولة التنقل فيه وربما فضل بعضهم الشقة وبمواصفات خاصة.
وأضاف الدغيشم: وكما يرغب البعض في شقق لا يتحمّل البعض الآخر السكن فيها، لذلك فمن الأفضل ان توزع الشقة او البيوت على مدى حاجاتهم وعدد أفراد أسرهم مع توفر جميع وسائل الراحة في الشقة لا ان أسكنهم في شقة لا تتوفر فيها سبل الراحة.
وعن الخصوصية وقلق البعض من الإزعاج الذي ربما يحدث قال: المزعجون في كل مكان، ولكن يجب وضع شروط وقوانين لسكان العمارة وأمور رادعة في حال تم استخدام الشقة في أمور غير شرعية وأن تسحب من صاحبها.
وأضاف: أيضاً توضع ضوابط وقوانين في حال تم الانفصال بين زوج وزوجته فمن سيكون المستحق للسكن في الشقة؟ وما الحلول المتوفرة؟ أي انها يجب ان تضع التوقعات والحلول للمشاكل المتوقع حدوثها، ومعرفة الحلول قبل البدء في المشروع وتوزيعه.

حل مؤقت!

وعن فكرة البناء العمودي عما اذا كانت تحلّ قضية زيادة الطلبات، علّق الدغيشم: الطلبات في ازدياد كل عام، وفي رأيي الشخصي ربما إن قامت الحكومة ببناء عمارات او تأجيرها وإعطاء حديثي الزواج ممّن ليست لديهم الإمكانات شقق للسكن بنظام مؤقت لعدة سنوات حتى تنتهي من بناء الفلل ثم توزعها لتعود مرة اخرى لتعديل الشقق التي سكنت وتعطيها لغيرهم من المواطنين من باب تخفيف الإيجار على المواطن بدلاً من أن يدفع إيجار 500 دينار فهي بمثابة مساعدة للشباب ذوي الإمكانية الضعيفة.
وعن نوعية الشقق التي تقوم الحكومة ببنائها يمكن أن تؤثر في أسعار العقار فتخفضه، قال: ربما تخفض من أسعار الإيجار ولكن لا أعتقد انها ستؤثر على أسعار الفلل.
وفي ختام اللقاء وجّه الخبير العقاري عبدالعزيز الدغيشم نصيحة للمسؤولين على مشروع البناء العمودي قائلاً: يجب مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة في تلك الشقق وتهيئة مباني خاصة لهم وحمامات سباحة وأندية صحية ومداخل ومخارج كذلك يجب تهيئة الشوارع من مداخل ومخارج للمنطقة وتوفر كل الخدمات من مركز صحي ومخفر ومسجد وجمعية ومدارس ومواصلات وكل ما يحتاجه المواطن قبل أن يسكن لا أن توزع تلك الشقق قبل توفر تلك الخدمات.

قال عميد كلية العمارة في جامعة الكويت ورئيس قسم العمارة بالكلية الدكتور عمر خطاب أن العرف في الاسكان بالعالم كله هو الاسكان المسطح أو الأفقي سواء كان طابقين أو حتى ثلاثة طوابق، مشيرا إلى أهمية توافر المساحات في هذه الحالة وأن يكون هناك فائض من الأراضي في البلد، وأضاف أن الإنسان يفضل دائماً البناء المسطح بسبب ارتباطه بالطبيعة والأرض، كما أنه لا يفضل السكن في الأدوار العليا لأسباب نفسية، فهو يريد أن يكون متصلا بالطبيعة والأرض وهو بفطرته يفضل فكرة الثبات على الأرض لأنه يشعر بالأمان والاستقرار.
وشرح ضيف ملف الأسبوع القضية بشكل أكثر تفصيلاً فقال: النظام السكني في أمريكا عبارة عن طابقين أو طابق واحد ولكن هذا يكون في المواقع التي بها فائض من الأراضي التي تسمح بأن أسكن وأوفر أماكن لكل الناس وهذا هو الطبيعي.
وأردف: مما لاشك فيه أن انشاء بيت على قطعة أرض شيء سهل جداً من ناحية الملكية والإدارة والضرائب وكل شيء، فهو سهل للساكن أيضاً وللذين يديرون الإسكان نفسه.
وتابع: هذه هي النوعية المتعارف عليها من الإسكان وتكون غالباً في المناطق الخارجية عن المدينة وبعضها في المدن، وحتى أشهر المعماريين في أمريكا حينما بنوا بيوتاً كان البيت يتكون من طابق أو طابقين.

عُرف سائد

وأضاف: من واقع ما ذكرت آنفا أقول إن البناء العمودي موجود من زمان ولكن في العُرف أن الناس لا يحبذونه كثيرا، ولكن نتيجة ظروف معينة قد يلجأ الناس إليه وهذا شيء ليس جديدا بل منذ قرون تصل لأكثر من ألف سنة، فالناس لجأوا للبناء العموي للسكن وليس لأغراض ثانية، مثلا في ايطاليا هناك مدينة اسمها «سانجفينيانو» بها بنايات منذ القرن الرابع عشر، وفكرة البناء العمودي وجدت منذ قرون لكنها تنفذ عند الحاجة فقط، فمثلا في هذه المدينة الايطالية كان هناك ضيق في المساحة المتوافرة من الأرض لكن الآن المدينة مبنية على تل أو هضبة مرتفعة فاضطر الناس في وقت مضى إلى البناء العمودي في حين أنه في هذه الفترة لم تكن هناك التكنولوجيا المؤهلة لهذا النوع من البناء.
وزاد د.عمر خطاب: الآن البناء العمودي مكلف ويحتاج إلى نظام معقد نوعا ما، أما البناء ذو الطابق الواحد فهو أسهل وأرخص.
وتابع: ايضا كان هناك مثل اخر للبناء العمودي في شيبا في اليمن وهذا البنيان مثل ناطحات السحاب القديمة في الجزيرة العربية اذا كانت تصل الى عشرة طوابق مبنية بالطين ومازالت هذه المدينة «شيبا» موجودة بالبناء العمودي من مئات السنين.
واردف: ايضا نجد هذا البناء العمودي القديم في مصر في واحة سيوه وهذه المباني شيدت منذ اكثر من 700 سنة ووصلت الى ثمانية طوابق مبنية على صخرة اسمها «شالي»، وقد استطاعوا حل مشاكل مثل الملكية والصرف الصحي في ذات الوقت، فمنذ القرون القديمة وجدوا انهم يقدمون اسكانا بخدمات في هذه الطوابق المرتفعة.
واضاف: في العصر الحديث «القرن التاسع عشر» بدأ الناس الانتقال من الريف الى المدن وحصلت هجرة من المناطق شبه الحضارية الى المناطق الحضارية ومشكلة هذه المناطق الحضارية هي الازدحام فبدأ الناس يستخدمون التكنولوجيا الموجودة قبل الثورة الصناعية في اواخر أو أوائل القرن التاسع عشر ويشيدون مباني عالية، واول مبنى عال كان في امريكا في 1890 واسموه «وينراينت» وكان يتكون من عشرة طوابق وكان بطول 45 مترا وهذا كان اول نظام لناطحات السحاب وكان مبنى اداريا وليس سكنيا.
وكان هذا اول برج في العالم الحديث بالبناء العمودي، والآن نجد ان اعلى برج في العالم هو برج خليفة في دبي طوله 800 متر تقريبا والآن جدة تحاول تبني مبنى اخر ارتفاعه اكثر من 1000 متر وهذا البرج سيكون سكنيا واداريا وتجاريا.

ضيق المساحة

واضاف: اعتقد ان الناس ستظل تبني المباني العمودية بسبب ضيق المساحة واحتياجه لها.
ايضا البناء العمودي في الشركات او المؤسسات يدل على صلابة وقوة الشركات وايضا تدل على ان الشركة راسخة ولها هوية مميزة وثبات، وفي بداية القرن العشرين بدأ السباق على اعلى مبنى عمودي في العالم، والمصريون اول الناس الذين قاموا بالبناء العمودي منذ بناء الاهرامات والمسلات وايضا برج القاهرة.
واضاف عمر خطاب: في الكويت بدأت ناطحات السحاب في منتصف التسعينيات وأول برج كان برح السحاب في الصالحية وهذا كان في 1995 ويتكون من حوالي 20 طابقاً وكان اعلى برج في هذا الوقت.
الآن وصلنا الى 88 طابقاً تقريباً وهو برج الحمراء والعملية ما زالت مفتوحة، وقد انعكس موضوع البناء العمودي في العالم على الكويت كحل لمشكلة الاسكان واول مشروع كان الصوابر الذي بني في أواخر السبعينيات للكويتيين وكان هدف المشروع هو حل مشكلة خلو العاصمة من اهل الكويت ومعالجة هذه المشكلة، والآن مدينة الكويت هي العاصمة وتمثل البلد وهي اصل المدينة واعادت المواطنين الى السكن في العاصمة، وايضا الهدف الثاني هو قلة عدد سنوات الانتظار عند الكويتيين للحصول على بيت الحكومة وكانت الحكومة تريد أن تعرف لو الكويتيون سيتقبلون فكرة البناء العمودي ام لا، فالبناء العمودي شيء غير طبيعي عند الناس لانهم تعودوا على السكن في بيت من طابق او طابقين وان يكون هذا البيت مستقلا.
وكون اني اسكن في البناء العمودي فهذه عملية صعبة وايضا مكلفة ولابد أن يكون هناك نقاط جذب ومشكلة الصوابر كبناء عمودي كانت نفس المشاكل في جميع البنيان العمودي في العالم وهي مشكلة اتحاد الملاك ومشاكل في حالة هدم المبنى وكيف تتوزع الاسهم على الملاك، وانا ارى ان مشكلة البناء العمودي هو كيف يدار المبنى؟! وللأسف مشروع البناء العمودي فشل في العالم الآن لانه اصبح مكاناً لارتكاب الجرائم وسبباً لكل المشاكل بسبب تدهور حالة المباني وادارة تلك المباني ولكن مثلاً في سنغافورة نجد أن هذه المباني نجحت لآن الدولة وجدت نظاماً ناجحاً لادارة مثل هذه المباني بتحقيق الأمان والصيانة المنتظمة والامان من جانب الملكية لكل شخص.
واضاف: البناء العمودي لابد ان يكون له ادارة جيدة وتصميم جيد.
والكويتيون عامة لا يفضلون البناء العمودي إلا بوجود مميزات مثل الواجهة الجديدة على البحر او على المدينة وعندما يطمئنون من موضوع الامان والصيانة الجيدة والملكية والادارة الجيدة سنجدهم يتجنبون السكن في مشاريع البناء العمودي بشرط ان يكون هناك نقاط جذب مثل طبيعة الملكية والصيانة الجيدة وقرب هذه القسائم او وحدة سكانية من الاماكن التجارية والخدمات المحيطة، وهذا الموضوع ناجح مثلا في منطقة سلوى، الآن هناك نظام عمودي على شكل بيوت للكويتيين في قسيمة واحدة.

الذوق الكويتي
وتابع: احدى ميزات البناء العمودي هو ان الشخص لا يحتاج الانتظار لسنوات طويلة للحصول على وحدة وهذا سيقلل سنوات الانتظار.
ومشاريع البناء العمودي ستوفر وقتا ومساحة ومجهودا على المواطن الكويتي والدولة ايضا، الكويت من الدول التي المساحة المسموح بها للبناء قليلة جدا ولا تتعدى الـ%10 تقريبا من مساحة البلد وهذا بسبب ان الارض تحتها نفط او مشاكل عسكرية او حدودية او مناطق غير متاحة للخدمات وللاسف هذه المساحة لم تسمح في المستقبل للبناء الافقي ولابد من اللجوء الى البناء العمودي وان نجد حلولا كثيرة لمشاكل هذا النوع من البنيان بسبب كثرة الطلبات للقسائم والمساحات.
واضاف د.عمر خطاب: فكرة البناء العمودي من اللجوء لها في فترة من الفترات فالنمو السكاني الآن وضيق المساحات الموجودة يضطرنا لهذا، والشريحة الكويتية مختلفة ولو عملنا دراسة جيدة على كافة الشرائح الكويتية وقمنا بدراسة جيدة فسنحل مشاكل الاسكان عبر البناء العمودي في البلد، واهم شيء هو اضافة الجاذبية للمواطن من المواقع والخدمات والادارة الاقتصادية الجيدة والتصاميم الجيدة التي تلائم الاذواق الكويتية، ومن الممكن ان نقوم بكل وحدة عمودية بشكل مختلف وبوجود خصوصية وامان ايضا.
وختم د.عمر خطاب التشطيب الخارجي والداخلي يمكن ان يكون مختلفا على ذوق كل مواطن كويتي وايضا التصميم الداخلي للوحدة، ولابد ان نقول ان الحكومة الكويتية مسؤولة عن توفير سكن وليس سكنا فاخرا لكل مواطن كويتي فالسكن الفاخر للمقتدر فقط، والمواطن غير القادر فقط عليه الاعتماد على الحكومة التي من الواجب عليها ان توفر له السكن المناسب.
والفكرة هي كيف نغير عقلية المواطن ليقبل فكرة السكن العمودي في نفس الوقت كيف نجد له حلولا ادارية واقتصادية وآمنة ناجحة وان نضمن له الخصوصية في سكنه، وكل هذه الاشياء تعود للتصميم الجيد، ايضا كل هذه الاشياء لها حلول ولكن لابد ان يكون هناك وعي وسبل متعددة لجذب الشعب الكويتي الى فكرة البناء العمودي.

قال الاستاذ بقسم علم النفس في جامعة الكويت الدكتور طلال العلي ان قضية البناء العمودي لها بعدان، الاول واقعي يتمثل في المميزات الخاصة بهذا النظام واهمها تقليل عدد المنتظرين دورهم في القسائم الحكومية وايجاد سكن معقول وبشكل سريع للاسر، مشيرا الى ان هذا الحل يساهم في القضاء على الازمة الاسكانية في الكويت مضيفا ان البعد الثاني نفسي ويتعلق بخشية المواطنين من وقوع اي مشاكل بسبب عدم الاستقلالية في السكن، اضافة الى احساسهم بانهم ظلموا مقارنة بمن سبقوهم في الحصول على قسائم واراض لبناء بيوت مستقبلية.
وفي تفاصيل اخرى قال د.طلال العلي: الدول التي تعتمد على السكن العمودي مثل امريكا او بريطانيا توفر مساحات خضراء واماكن للترفيه للساكنين، لكن الآن نجد ان طبيعة السكن العمودي هو ان يكون ضيقا جدا ويشعر المواطن بداخله بـ«خنقة» وهو سكن غير طبيعي بالنسبة له، لذلك فهو يسعى للحصول على بيت بمساحة كبيرة نوعا ما وان يكون هناك «براح» في التحرك وبالتالي مساحة من الحرية وقدرة على التحكم في المساحات.
وزاد: ربما يشعر المواطن ان السكن العمودي غير صحي فيتأثر نفسيا بالسلب، فهو لا يريد مساكن عشوائية ولا مزدحمة لانها قد يزيد فيها نسبة الجريمة.
وربما يؤدي تأثير الجار في جاره الى مشاكل اجتماعية مختلفة بسبب وجودهما في اماكن مشتركة، ولهذا يجب ان يكون التوجه في السكن العمودي هو الاتساع والبراح وان يبنى بطريقة جيدة حتى يرتاح المواطن نفسيا.
واكمل: مثلا في بريطانيا نجد في كل بناء عمودي اماكن ترفيه وخدمات خاصة سواء مدارس او ملاعب واندية قاعات مسرح وسينما مثل كل اماكن الترفيه.
واضاف: ايضا لابد ان نراعي في بيوت الكويتيين اماكن خاصة للاطفال للترفيه عنهم، وهذه الاماكن تغنيهم عن الخروج الى حد ما.
وزاد: للاسف ان هذه الخاصية لا تتوافر في السكن العمودي وقد تخلق مشكلة عند الاطفال والمراهقين.
ايضا الخصوصية ستقل بين الاسر لان القسائم ستكون قريبة جدا ولو وجدت مشكلة مثلا في الصرف الصحي في احدى الوحدات ستؤثر في بقية الوحدات وقد يؤدي كثرة اعداد الاطفال الى الازعاج وبالتالي تكثر المشاكل الاجتماعية والنفسية بينما في القسائم المستقلة لا توجد هذه المشاكل.
واكمل: اعتقد انه اذا اعتمدنا مشاريع البناء العمودي كحل لقضية الاسكان في الكويت فلابد ان نفهم ونستوعب ونجد حلا لجميع الجوانب السلبية مثل الخصوصية ومشكلة اقتراب السكان ومشكلة الادارة للمبنى والصيانة الدورية واماكن الترفيه للاطفال والمراهقين. واذا حللنا هذه الاشكاليات فسيكون البناء العمودي جيدا جدا.
واردف: ما يحدث في الكويت ان البيت في الستينيات كان مكونا من دور واحد وثم اصبح بعد ذلك دورين واكثر، وما زالت بعض الاسر في الكويت تعيش في اسر ممتدة وهذا لم يكن متوافرا في السكن العمودي فكل هذه الاشياء لابد ان تؤخذ في عين الاعتبار، فالبناء في الكويت له شخصية وهوية ونمط، كذلك فان تركيبة الاسرة الكويتية لها وضع خاص والغالبية من الاسر عدد افرادها كبير ولا تكفيها شقة ولو كانت واسعة المساحة، وفي كل دول العالم نجد ان المباني العمودية تكون افضل للاسر الصغيرة او الشخص العازب.
وكثير من الاسر في الغرب يهجرون المدن التي اصبحت «خنقة» ويذهبون للضواحي للسكن هناك وهذا ما حدث في اغلب المدن مثل باريس ولندن ونيويورك.
واضاف د.طلال العلي: من الجانب النفسي اقول ان طبيعة البشر تفضل السكن في بيت ويكون مستقلا انه يعطي الساكن نوعا من الخصوصية والراحة والانفصال ويسمح بقدر اكبر من القرارات بحرية واستقلالية، اما البناء العمودي فالمفروض ان يكون في الاماكن المزحمة التي تحمل ميزات معينة في بعض مدن مثل نيويورك وغيرها.
وزاد: نحن في الكويت لا نعاني من مشكلة كبيرة في الاراضي، صحيح ان هناك طلبات بالآلاف منذ سنوات على القسائم ولكن هناك اراضي كثيرة في الكويت من الممكن استغلالها ولذلك اقول ان الراحة النفسية لا يحققها البناء العمودي وهو ليس الافضل في الكويت، صحيح انه من الصعب التنبؤ بالمشاكل من الآن لكن ازعم انه سيكون هناك ضغوط نفسية وعدم راحة على المدى الطويل عند الساكن في البناء العمودي او المشترك. واضاف: البناء العمودي قد يكون حلا مؤقتا فقط وليس على المدى الطويل.
واضاف: هناك اسر كثيرة ممتدة في الكويت والمواطن هنا يقدر الخصوصية بشكل عال وهو يمتلك عادات وتقاليد مختلفة عن المجتمعات الاخرى، وارى ان اختراق تلك العادات قد تخلق مشاكل وصغوطا نفسية نحن في غنى عنها بالذات ان المواطنين يفضلون الاعداد الكبيرة من الاطفال وهذا قد يخلق مشاكل نفسية واجتماعية في المستقبل، مثل تفشي الجرائم وانحدار في السلوكيات، ولا اظن ان المجتمع الكويتي تناسبه فكرة الوحدات المشتركة، واكبر دليل على هذا الكلام ان اول تجربة كويتية للبناء العمودي وهي مشروع الصوابر لم تنجح مع العلم ان موقعه متميز جدا، فقد وقعت مشاكل كثيرة وكانت الادارة غير السليمة أحد اسباب الفشل والبناء بأكمله لم يراع طبيعة الاسرة الكويتية.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0