0 تعليق
346 المشاهدات

المكفوفون يرون ما يعجز عنه المبصرون بقلم : فوزية أبل



الكفيف، لماذا لا نكون أصدقاء له؟ لماذا لا نساعده في شق طريقه إلى الأفضل؟

دولة الكويت كانت سبّاقة في تقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي إنشاء مؤسسات المجتمع المدني المختصة بوضعهم، أما الآن فإن عشرات الدول سبقتنا، وصارت تواكب التطورات، والتقنيات الحديثة وتضعها في تصرف فئة المكفوفين.

الخامس عشر من أكتوبر كان اليوم العالمي للمكفوفين. الاحتفالات شملت العديد من الدول الخليجية والعربية، أما الكويت فكانت غافلة عما يحدث، وعن معاني المناسبة!

فيوم العصا البيضاء يرمز إلى استقلال هذه الفئة التي شقت طريقها بنفسها، وتدربت وتطورت بعزيمة شخصية.

مع الأسف، في ما تطورت نظرة المجتمعات، فلا يزال البعض ينظر إلى الكفيف من منظار مدى قدرته على القراءة والكتابة، لكن المكفوف الآن يحصل على أعلى الشهادات العلمية والمهنية، ويستخدم الآيباد والآيفون والبريد الإلكتروني ومجالات التكنولوجيا عموما، ويتتبع آخر المعلومات، لكن قلة وعي المجتمع، وبخاصة عندنا في الكويت، هي التي تحاصره!

تجارب ناصعة

يكفي أن ننظر إلى تجربتين ناصعتين في الخليج: الإماراتية منار الحمادي والسعودي نايف الخربوش. فما المانع في منح المكفوفين خريجي القانون رخصة المحاماة في الكويت، الدولة السبّاقة في التجارب الديموقراطية؟! تقنياً وخدماتياً، تتسارع عمليات تطوير الخدمات المتعلقة بالمكفوفين في مختلف أنحاء العالم، ومنها العالم العربي.

فما المانع مثلاً في أن تبادر البنوك الكويتية إلى تقديم الخدمة: استخراج بطاقات صرف آلي واعتماد ماكينة خاصة بهم؟ هذا سيضمن الحفاظ على خصوصيتهم، ويتيح لهم فتح حسابات بنكية، والتعامل المباشر مع قضايا تتعلق بممتلكاتهم الشخصية.

بل أكثر من ذلك: المصرف الإماراتي يعتزم إطلاق نماذج ورقية تحتوي أطرافها على رموز بطريقة برايل تتيح للكفيف معرفة قيمتها على الفور.

ففي العديد من الدول الأجنبية والعربية يتاح للكفيف أن يعمل في مهن مثل المحاماة والطب والتدريس الأكاديمي والقضاء، وفي المناصب القيادية، وفي أماكن مثل البنوك والجمعيات والمطاعم والمجمعات والمراكز الخدماتية وخطوط الطيران تتوافر خدمات وإرشادات خاصة للكفيف وفق طريقة برايل.

وأبرز دليل على مدى التطور في تقديم الرعاية والدعم للمكفوفين ما شاهدناه في أولمبياد لندن للمعاقين.

رمز

إذا كانت منار الحمادي قد تحولت في الإمارات إلى رمز لقيادة حملة التوعية بحقوق المكفوفين، فلماذا لا نستفيد في الكويت من خبرة هنادي العماني، ذات الباع الطويل والخبرة في هذا المجال؟!

ولماذا لا تكون هناك رؤية استراتيجية شاملة لتوسيع نطاق التعامل الحضاري والراقي مع فئة المكفوفين؟!

نرجوكم.. لنستمع إلى أبناء الكويت المكفوفين، فهم يملكون اليوم قدرات وإمكانات، واطلاعاً على أحدث التقنيات، أنتم لا تعلمون عنها شيئاً.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0