محمد الحوسني تحدى إعاقة البصر بإنجاز مُضاء

يتمتع بالإرادة والثقة بالنفس والطموح الدائم ويعتبر أن نجاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في تحقيق معجزة الامارات والاتحاد هو أكبر نموذج يقتدي به في تحدي ما يراه الآخرون مستحيلاً، فالمدرس المتخصص محمد الحوسني من مؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية، والذي ولد كفيفاً ولكنه رغم ذلك يسير في درب من العمل والانجاز مضاء بإصراره وحبه للنجاح ويسعى من خلاله لتأكيد ان من لديه اعاقة يمكنه لا أن يخدم ذاته فقط بل يخدم مجتمعه ووطنه، فهو معلم ومتطوع ومقدم برامج اذاعية .

ويقول الحوسني لـ «البيان» إنه ولد كفيفاً ولكن أسرته كانت مصدر قوته ودعمه، فلم يتعاملوا معه بخجل لأن لديه اعاقة، بل عاملوه كأي ابن عادي لهم، مما أشعره بالثقة وجعل لديه دائماً طموحات للمستقبل، حيث تابع دراسته بنجاح حتى وصل الى المرحلة الجامعية، وكان طموحه دراسة الاذاعة، ولم يتمكن لطبيعة المواد الدراسية في التخصص والمتعلقة بالكاميرا والتصوير، ولكن حبه للعمل الاذاعي جعله يدرس تخصص العلاقات العامة والاعلام، ليدخل منه الى عالم الاذاعة الذي أحبه، حيث بدأ يقدم برامج اذاعية في اذاعة القرآن الكريم، منها برنامج « حاجات وآمال» الذي استهدف منه المعاقين، واستمر في العمل الاذاعي وأراد أن يخرج عن نمط مخاطبة المعاقين فقط، فبدأ على مدى ثلاث سنوات تقديم برنامج مسابقات في رمضان، والآن يفكر في فكرة جديدة لبرنامج اذاعي.

تطوع

وإلى جانب عمله اليومي كمدرس متخصص، ذكر الحوسني أنه درس مراحل من عمره في مؤسسة زايد للرعاية الانسانية، وكان يقوم بعد التحاقه بالجامعة بالعمل تطوعيا مع المؤسسة في تدريب الطلبة ممن لديهم اعاقات بصرية على طريقة الكتابة ببرايل واستخدام العصا البيضاء واستخدام بعض الوسائل التكنولوجية، وبعد ذلك تم تعيينه بشكل رسمي في المؤسسة بوظيفة مدرس متخصص ،وبدأ تقديم خبراته للطلبة المدموجين في المدارس بأبوظبي، موضحا أن أغلب عمله حاليا هو عمل ميداني، يقوم على متابعة ذوي التحديات والاعاقات البصرية بالمدارس وتدريبهم وكذلك تأهيل المعلمين للتعامل معهم بالتعاون مع الادارة المدرسية.

واعتبر الحوسني ان الانسان يجب ألا يتوقف طموحه، ومهم جدا أن يتمتع بالثقة بالذات ومهارات التواصل ويحدد أهدافه، ويعمل على توسيع مداركه ومعارفه خاصة في ظل التقنيات، مؤكدا اهمية أن يضع الانسان أمامه قدوة تحفزه وتشجعه، وان قدوته هو أولا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكذلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي قدم بالإرادة نموذجاً وحدوياً على ارض الامارات كان يراه البعض وقتها أمراً مستحيلاً.