طفلي لا يفهم هذا العالم الذي نعيش فيه. فكثيراً ما يلاحظ تصرفات تجعله يشعر انه غير مرغوب فيه، وانه بحاجة لتغيير نفسه حتى يصبح مقبولاً من الآخرين.
علينا ان نقبل بالتعددية في كل شيء، ويجب تعليم الأطفال في المدارس الابتدائية ان يكونوا رحماء ومتفهمين ومتقبلين للاختلافات. فهم الجيل المقبل من اساتذة الجامعات والمدارس ورجال الأعمال.. إلخ، ولذلك علينا تعليمهم هذه القيم كي يتقبلوا من يتلقون التعليم على أيديهم ومن يتحدثون اليهم حتى مع وجود الاختلاف.
علِّموهم كيف يقدموا الدعم لهؤلاء، لا ان يسخروا منهم. علِّموهم كيف يكونون أصدقاء جيدين ويدافعون عن الضعفاء أمام الأخطار أو ضد من يحاول الحاق الأذى بهم.
الأطفال يتعلمون من الكبار، كيف يحترمون الآخر. ويقدمون الدعم والحماية للأطفال الآخرين ممن يختلفون عنهم. فإذا رأوا الكبار يزدرون ويستنكفون عن دعم، أو يرفضون الأطفال المختلفين، فسوف يعتقدون ان هذه الطريقة الصحيحة للتعامل معهم، وهي الطريقة المقبولة.
يستحقون الاحترام
هذا أمر خاطئ في القرن الحادي والعشرين، فمن واجبنا مساعدة المجتمع في فهم ان الإعاقة الأصعب هي الخفية في شخصية الإنسان، والتي يصعب عليه التأقلم معها، لأن الشخص يبدو طبيعياً، وبالتالي لا يحصل – تلقائياً – على الدعم والتفهم، بل ربما يتعرض للتجاهل أو الاستهزاء به، بسبب سوء الفهم أو الجهل بأمور الاختلاف والإعاقة.
وبدلاً من الشعور بالخزي تجاههم أو الخوف منهم أو الاستقواء عليهم بسبب ما هم عليه، يجب علينا ان نقبلهم ونثني عليهم ونقدم لهم ما يحتاجونه من دعم لتحقيق ذواتهم.
آمل ان يقدم الجميع الدعم لهذه الفئة وفي كل الأوقات، وأرجو ألا يشعر القائمون على هذا المرض أو الآباء أو المتعاطفون مع هذه الحالات، بأنهم يخذلون ابناءهم، وان الخطأ هو خطأهم.
وارجو اعطاء الآباء والقائمين على هذه الحالة التعاطف والدعم والتفهم التي يستحقونها من قبل جميع المختصين والناس الذين يحتك بهم افراد هذه الفئة في مسيرة حياتهم، يجب ان نعاملهم بالاحترام الذي يتوقعونه، مثلهم مثل بقية الناس.
الحياة قاسية، وليست عادلة، واحيانا لا ترحم، وهي اسوأ بالنسبة للمعاقين او المختلفين او «القادرين بشكل مختلف»، كما يحبون ان يطلق عليهم احيانا. وفي النهاية، نحن جميعاً بشر، والاختلاف لا يجعل المختلفين أقل «بشرية»!
ويجب ألا نترك ضحايا هذا المرض عرضة لضيق امكانات القائمين عليهم، او لحسن او سوء حظهم، بل يجب توفير الموارد اللازمة للعناية اللائقة بهم في كل الاحوال.
بيرجيت بيورن ولين باكستر
متخصصتان في مرض التوحد وناشطتان
في الدفاع عن حقوق مرضاه.