كيف يمكن لإنسان يعانى من إعاقة جسدية أن يعيش طبيعيا، ولا يشعر بالنقص وسط مجتمع يعانى أغلبه من نقص عقلى وفكرى شديد؟، ولأن المعاقين جسديا قد يعانون نفسيا بشكل كبير، فيمكنهم التغلب على هذه النظرة القاصرة تجاه أنفسهم، حينها يمكنهم تغيير نظرة الغير لهم.
توضح الدكتورة راندا محمد، الأخصائية النفسية، أن الألم النفسى الذى يطال بعض من يعانون من إعاقات جسدية مختلفة ومتنوعة، هو أمر شديد التعقيد والعمق، وإذا أهملوا علاجه وسيطروا عليه، كان وحشا يأكل فى عقولهم وسعادتهم.
وأضافت راندا، “لكل منا حق فى الحياة، هذه العبارة يجب أن تظل تاجا على رؤوس الجميع، فالحياة أمر بديهى للجميع، ولا تمييز فى هذا الحق، ولذا على الشخص الذى يعانى من إعاقة جسدية أن يخرج من إطار نظرته القاصرة على جسده، كأداة تجعله إما محط إعجاب أو اشمئزاز من الغير، ومؤشر للحكم عليه، فعليه أن يرقى ويسمو بهذه المقاييس الخاسرة، والاهتمام بما هو أسمى من ذلك، فالتفكير الإيجابى ناحية الجسد والروح والشخصية من الإنسان ذاته لنفسه، أمر مهم يجعله متصالحا معها وغير كارها لها “.
على الإنسان تقبل جسده، واهتمامه بتفاصيله وعشق التفاصيل الجميلة به، والاهتمام بإبرازها بشكل طبيعى دون مبالغة عن طريق ما يلى:
ـ محاولة التركيز على الجوانب العقلية المتميزة وتعميقها، ومحاولة امتهان مهنة تنمى هذه الكفاءة فتزيد ثقة الإنسان بنفسه.
ـ محاولة امتهان المهن الفكرية والسياسية والعقلية المتفردة، أو الإبداعية المتميزة كالرسم بالأرجل لمن يعانى من إعاقة بالأيدى.
ـ محاولة التفكير الإيجابى وبثه للآخرين، فالشخص الذى يعانى من إعاقة، قد يتحول إلى مصدر إلهام للآخرين دون أن يدرى، ببعض أفعاله التى تبث روح المثابرة والصبر والحكمة والتريث والجهد.
ـ أن يكون الشخص المعاق جسديا معينا لغيره ولا تسيطر عليه الوحدة أو الاكتئاب.
ـ أن يحب المعاق من حوله ويغدق عليهم حبه، فينقل لهم شعوره بالصفو والنقاء ويصبح أيقونة محبة جميلة، مما يزيد الآخرين تعلقا به، ويزيده ثقة فى نفسه.
ـ أن يبتعد عن الأشخاص السلبيين أو غير الواثقين بأنفسهم ممن يجرحونه أو يقللون من قدره، ويكون معهم متعقلا متريثا.
ـ أن يفكر يوميا فيما فعله لينفع الناس، دون النظر لما يفعله الآخرون له.