تحتفل كل شعوب العالم بعيدها الوطني، الذي يمثل منعطفا تاريخيا مهما في ذاكرة الوطن ويجسّد ملحمة بطولية أساسية.
وبما ان الكويت من الدول السباقة في مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم، فقد ارتأت اهمية تخصيص يوم وطني للتضامن مع ذوي الاعاقة، ليمثل عرسا سنويا للنظر الى أهم مطالبهم، التي ينادون بها وتحقيق الأهداف المشتركة.
القبس، التقت بعض دوي الاحتياجات الخاصة والعاملين في مجال ذوي الاعاقة، بدأت بالتعرف عن رؤيتهم من تخصيص هذا اليوم، واستقرأت جملة من مطالبهم وطموحاتهم التي يرغبون في تحقيقها.
البداية كانت مع منسق اليوم الوطني، وهو الناشط في مجال ذوي الاعاقة علي الثويني، حيث لفت إلى أن فكرة تنظيم اليوم الوطني للتضامن مع ذوي الاعاقة بدأت عام 2005، التي تصادف 5 نوفمبر من كل عام، ويعد هذا العام هو العاشر على التوالي، حيث انطلق من رابطة الجمعيات والجهات العاملة في مجال الاعاقة من منطلق إحساسهم بضرورة المطالبة بحقوق هذه الفئة وتفعيلها على ارض الواقع، ا سيما في ظل التوصيات والاقتراحات التي يتم إصدارها من دون متابعتها او تسليط الضوء عليها الى جانب الحاجة الى تجميع الأوقات والأعمال والأهداف المشتركة بين الجهات ضمن عمل سنوي هادف.
أهداف وقضايا
ويهدف هذا اليوم الوطني الى تحقيق الأهداف المشتركة بين الجهات العاملة في مجال ذوي الاعاقة، فضلا عن تسليط الضوء على القضايا الملحة لهذه الفئة وقدراتها وإمكاناتها ودمجها في المجتمع والتوعية بقضاياها، الى جانب كيفية التعامل معها والتعايش معها.
إنجازات
ومن ابرز الإنجازات والمطالب التي تم تحقيقها منذ بداية فكرة تنظيم اليوم الوطني الى يومنا هذا تأسيس لجنة للمعاقين في مجلس الأمة لتمهيد المطالبة بإيجاد قانون جديد لذوي الاعاقة، الى جانب تأسيس عدد من جمعيات النفع العام الخاصة بذوي الاعاقة، منها جمعية متابعة قضايا المعاقين وجمعية الإبداع الكويتية، بالاضافة الى جمعية الاعاقة السمعية، بالاضافة الى تشكيلها واستقلاليتها عن وزارة الشؤون، ناهيك عن تشكيل المجاميع التطوعية التي تخدم هذه الفئة وتشجيعها على الانخراط في سبيل خدمتها.
الجلسة البرلمانية
ولعل من أبرز برامج هذا اليوم هو برنامج الجلسة البرلمانية السنوية ضمن فعالياته، وهو الوحيد على مستوى الوطن العربي، والتي تعقد تحت رئاسة رئيس المجلس، للمطالبة بحقوق هده الفئة بكل حرية، وقد أثمرت الموافقة على قانون المعاقين الجديد الذي بموجبه حصل ذوو الاعاقة على كثير من الامتيازات.
وأشار القائمون على هذا اليوم الى عزمهم على مخاطبة الجهات الرسمية لتسجيل هذا اليوم ضمن الأعياد الوطنية الرسمية، وسوف تتم مخاطبة الجهات المعنية، ليكون لنا طابع تذكاري في هذه المناسبة.
إلهام الفارس: بعض الأسر تتكسَّب من وراء أبنائها
أبدت ولية الامر الهام الفارس فخرها واعتزازها من الاحتفال باليوم الوطني لذوي الاعاقة، معتبرة انه يمثل كيانا وطنيا مهما في نفوس جميع شرائح المجتمع وعلى رأسهم ذوو الاعاقة.
ونادت الفارس بضرورة تفعيل كل بنود قانون المعاقين الجديد، فضلا عن تسليط الضوء على قضايا هذه الفئة فيما يتعلق بالزواج والتعليم وكل حقوقهم المشروعة، مضيفة «على الرغم من التطور التكنولوجي فان هناك بعض ذوي الاعاقة يعانون من افراد أسرهم ولا يستطيعون توصيل صوتهم، ومازال هناك البعض من الاسر يتكسبون ماديا واجتماعيا من أبنائهم المعاقين، كما يوجد اضطهاد من قبل بعض الاسر التي ترفض ولا تتقبل ابناءها من ذوي الاعاقة».
واشارت الى ان بعض الموظفين في الدوائر الحكومية لا تمنح الأولوية للمراجعين من هذه الفئة، كما لا توجد أولوية في مطالع العلاج بالخارج بالرغم من أنه حق مشروع ، متسائلة: لماذا لا يتم تمرير المعاملات الصحية الخاصة بهده الفئة الا عن طريق «الواسطة ؟!».
حملات توعوية
شددت الهام الفارس على أهمية تنظيم المؤتمرات والحملات التوعوية بمشاركة خبراء دوليين من الخارج، مبدية تعجبها من افتقارها الى القطاعين الخاص والمحلي !
رسالة شكر
وجه المتحدثون رسالة شكر الى المجاميع التطوعية الشبابية التي تقدم خدمات جليلة دون اي مقابل مادي، مبدئين أسفهم من عدم الالتفات الى هذه الفئة.
مجموعة سواعدنا التطوعية: رسم البسمة وإبراز الطاقات
لا تخلو الفعاليات والأنشطة الترفيهية من المجاميع التطوعية انطلاقا من دورها الإنساني والخيري في رسم البهجة والابتسامة في وجوه أفراد ذوي الاعاقة وإبراز طاقاتهم وابداعاتهم.
مجموعة سواعدنا التطوعية واحدة من هذه المجاميع التي تعمل بجهود متطوعيها ولا تنتمي إلى المؤسسات الحكومية ولها بصمات في شتى الفعاليات.واعتبر عضو مجموعة سواعدنا عادل السليطي (من ذوي الاعاقة الحركية )اليوم الوطني مبادرة طيبة من الكويت لتخصيص يوم وطني للتضامن مع ذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارها ركيزة مهمة ضمن شرائح المجتمع، لافتا الى ان هذا اليوم يسلط الضوء على شريحة مهمة تحتاج الى المزيد من الاهتمام والدعم المجتمعي.
وانتهز السليطي الفرصة لسرد ابرز مطالب وهموم هذه الفئة في سطور منها تفعيل بعض بنود قانون المعاقين الجديد «المجمدة» على حد تعبيره، فضلا عن منحهم الأولوية عند مراجعتهم للمستشفيات وإنجاز معاملاتهم.
وانتقد السليطي عدم وجود كادر طبي من ذوي الكفاءة يجيد التعامل مع ذوي الاعاقة، ناهيك عن المباني غير المهيأة بما فيها الجامعات التي تفتقر الى المصاعد والرامات المهيأة وظروف هذه الشريحة ولاسيما الاعاقة الحركية، مشيرا الى عدم فرض عقوبة رادعة ضد منتهكي مواقفهم وللأسف ان بعض عناصر الداخلية لا تجيد التعامل معنا ولا تراعي ظروف اعاقتنا عند مخالفتهم لنا.
رابطة الأسر الكويتية: احترام خصوصية هذه الفئات
ورأى الناشط الاجتماعي في مجال ذوي الاعاقة رئيس رابطة الأسر الكويتية ابراهيم المشوطي أن هذا اليوم يمثل وسيلة للمجتمع الكويتي ولكل المجتمعات الآخرى بأهمية هذه الفئة وضرورة النظر الى حقوقها وواجباتها دون تهميشها، لافتا الى الحرص الدائم على دمج هذه الفئة في المجتمع وإبراز مواهبهم الفنية والإبداعية.
واستشهد بمسيرة تم تنظيمها في احدى فعاليات الأيام الوطنية السابقة بمشاركة مختلف فئات الاعاقة والجهات العاملة في هذا المجال، فضلا عن المجاميع التطوعية والتي ساهمت في تحقيق الهدف العالمي الذي ينادي بدمج هذه الشريحة في البيئة التي تنتمي اليها.
ولفت المشوطي الى تحقيق غالبية مطالب ذوي الاعاقة بنسبة تقريبية تصل الى %90 ولعل ابرزها الانتقال الى المبنى الجديد ماعدا أمور بسيطة تتغير مع مرورو الوقت، معتبرا ان المعاق في الكويت «مدلل» على حد وصفه من حيث الحقوق المادية والمعنوية، ولكن نريد ان نصل الى %50 على الأقل من احترام خصوصية المعاق ومتطلباته.
وجدد تأكيده بان الكويت من الدول السباقة في مجال الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها، ولكن الذي ينقصنا هو أننا لم نصل الى مستوى الدول الأوروبية المتقدمة، مضيفا: اغلب مؤسسات الدولة بما فيها المدارس والشركات غير مؤهلة وظروف ذوي الاعاقة من حيث المصاعد والممرات والطرق التي لا تتناسب والظروف الصحية لذوي الاعاقة الحركية.
غصة
اشتكى ذوو الاحتياجات الخاصة من عدم توافر المصاعد والممرات الخاصة بذوي الاعاقة الحركية في المكتب الصحي الكويتي في بريطانيا، الامر الذي يضطرهم الى الاستعانة بموظف يعينهم على إنجاز معاملاتهم.