الكويت خالية من شلل الأطفال…ولم تسجل أي إصابة الفيروس منذ 30 سنة. هذا ما أكدته الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة ماجدة القطان، مشيرة إلى «أن البلاد لم تشهد أي حالة منذ عام 1948، وقبل مبادرة منظمة الصحة العالمية والتي انطلقت في عام 1988 لاستئصال شلل الأطفال، وأن الكويت تواصل على مدى ثلاثين عاما خلوها من مرض شلل الأطفال، فيما يأتي بيان منظمة الصحة العالمية للجنة طوارئ اللوائح الصحية الدولية بشأن انتشار فيروس شلل الأطفال على الصعيد الدولي مع ارتفاع العدوى منذ مايو 2014 وإعلان المرض طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي».
وقالت القطان خلال حفل انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي الاول لمتطلبات الإشهاد على استئصال فيروس شلل الأطفال، إن «استمرار الكويت بعدم تسجيل أي حالة شلل أطفال خلال كل هذه الفترة، التي نحرص ونتمنى استمرارها، جاء نتاج المحافظة على نظام الترصد عالي الكفاءة واتباع واعتماد الوزارة لاستراتيجيات محكمة في سياسة التمنيع، ورفع التغطية بالجرعة الثالثة لشلل الأطفال في السنة الأولى من العمر، وإرساء نظام ترصد وتقصي حالات الشلل الرخو منذ عام 1993، إضافة الى التدريب المستمر للعاملين بمجال الصحة الوقائية والأطباء بالقطاعين الحكومي والخاص».
وبينت أن وزارة الصحة «تحرص دائما على الارتقاء الحقيقي والفعلي في المنظومة الصحية المحلية، لتحاكي التطورات العالمية، واستمرار عمل مثل هذه المؤتمرات والورش والندوات العلمية واستضافة الخبرات العالمية لهو خير دليل على ذلك ونؤمن بتكاتف الجهود لإصلاح وتطوير القطاع الصحي»، مبينة أن «الكويت بذلت جهودا كبيرة في السيطرة على الأمراض المعدية عامة والقضاء على مرض شلل الأطفال خاصة، وهناك توصيات ستكون محط اهتمام الوزارة ونتمنى ان يأتي اليوم الذي يتم الإعلان عن خلو العالم من شلل الأطفال وتتحقق مبادرة استئصال شلل الأطفال بالعالم اجمع».
ومن جانبها أكدت رئيسة المؤتمر الدكتورة فائقة الرقم أن شلل الأطفال مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الشلل، وأنه شديد العدوى ويسبب أضرارا جسيمة للمصاب، لافتة إلى ان «جهود منظمة الصحة العالمية الحديثة في القضاء على شلل الاطفال تتركز على ضمان خلو دول الإقليم من الفيروس وعدم انتقاله بين القارات، من خلال عدة استراتيجيات أهمها التطعيم الشامل للفئات المعرضة للفيروس، بالإضافة الى عمل مسوحات دورية وتطبيق نظام التقصي والرصد للتأكد من خلو الدول من هذا الفيروس». وقالت الرقم ان المرض يؤثر بشكل أساسي على الأطفال دون الخمس سنوات لكن قد يصيب أي فئة عمرية، مشيرة إلى عدم وجود علاج لهذا المرض وأن الوقاية هي الوسيلة الوحيدة والمضمونة لعدم الإصابة، مؤكدة على تحسين وتطوير الإجراءات الخاصة بنظام التقصي والترصد الخاص بحالات الشلل الحاد، وفقا لتوصيات منظمة الصحة العامة وتعزيز مفهوم العمل المشترك بين العاملين في القطاع الصحي والقطاع الخاص للقضاء عليه.
وأوضحت ان المؤتمر يعقد على مدى يومين ويشارك فيه خبراء من منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بهدف تمكين المشاركين من التعرف على دورهم المهم والحيوي في التعامل مع الحالات والتبليغ عنها، بالإضافة إلى الاطلاع على توصيات منظمة الصحة العالمية والقرارات الخاصة بنظام التقصي والترصد في الكويت، واتخاذ الإجراءات المطلوبة للتعامل مع حالات شلل الرخو الحاد والتي من شأنها تحقيق استئصال هذا المرض في الكويت. من جهته قال سكرتير عام للخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية الدكتور يعقوب المزروعي ان مبادرة استئصال شلل الأطفال انطلقت في العام 1988 بقرار من الجمعية العامة للصحة في دورتها الحادية والأربعين التي طالبت دول العالم قاطبة ومنظمة الصحة العالمية والشركات والمؤسسات الدولية بالعمل على استئناف مواجهة هذا المرض الخطير.
واكد ان العالم شهد منذ ذلك الوقت وحتى الان انخفاضا في عدد الحالات التي تم تسجيلها بنسبة تجاوزت 99 في المئة اي انخفضت الحالات اكثر من 350 حالة خلال عام 1988 والى 406 في عام 2013 حيث لم يتبق في العالم اليوم إلا ثلاث دول لا يزال المرض مستوطنا بها اثنتان منها في إقليم شرق المتوسط .
وبين المزروعي أن وجود أي حالة لطفل مصاب بالمرض يعرض الأطفال في جميع الدول لخطر الإصابة بالمرض ومن الممكن وفادة الفيروس المسبب للمرض الى البلدان الخالية كما يمكن ان ينتشر سريعا بين السكان غير المطعمين مشددا على تضافر الجهود لضمان استئصال المرض في البلدان التي يتوطن بها او التي وفد إليها بعد استئصاله منها مبينا دور دول الإقليم في العمل المشترك لاستئصال المرض والتصدي له كما هو الحال في الحالات التي سجلت في سورية والعراق خلال العام الماضي .