0 تعليق
377 المشاهدات

رئيسة جمعية «كالد» آمال الساير: 60 ألف تلميذ يعانون صعوبات التعلم



أكدت رئيسة الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم (كالد) آمال الساير أن الكويت من الدول السباقة في مجال الاهتمام ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الخدمات لهم، مشددة على ضرورة تسليط الضوء على صعوبات التعلم وتوفير أوجه الدعم المعنوي والمادي.
وفيما اعتبرت الساير أن الدمج التعليمي والمجتمعي لذوي الإعاقة عموما يمثل علامة حضارية لتقبل المجتمع لهذه الفئة، وأن سياسة العزل كانت مجرد نظريات قديمة تخلى عنها العالم، نادت بالدمج الشامل القائم على توفير الخدمات المتكاملة بحيث يكون دمجاً اجتماعياً وأكاديمياً ونفسياً.
وزادت بالقول: نتمنى دمج هذه الفئة «كالد» في المجتمع وفق الاتجاه العالمي، مشيرة إلى مشروع الدمج الناجح الذي يتبناه مركز تقويم وتعليم الطفل بالتعاون مع منطقة مبارك الكبير التعليمية، والذي بمدارس السديم التي بنيت على هذا المبدأ.

استعرضت الساير إحصائية حول عدد التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم في الكويت، موضحة أن هناك 600 ألف تلميذ في مدارس الكويت، واذا اخذنا أدنى نسبة في الإحصائيات العالمية، وهي %10 يكون عدد التلاميذ من هذه الفئة 60 الف تلميذ، مضيفة: ولأن التلميذ ليس هو الشخص الوحيد الذي تتأثر حياته سلبا بهذه الصعوبات فعلينا ضرب الرقم بعدد أفراد الأسر.
وتابعت بالقول: %35 من هؤلاء التلاميذ لا ينهون المرحلة الثانوية، بينما يصل عدد الذين يلتحقون بالجامعة أقل من %2، مقابل %43 منهم يعيشون تحت مستوى خطِّ الفقر، و%48 منهم عاطلون عن العمل.

الفرص الوظيفية
وعرجت الساير بالحديث على حظوظ هذه الفئات في الحصول على الفرص الوظيفية المناسبة لهم، لافتة إلى أهمية احتضان هذه الشريحة ونشر التوعية المجتمعية والإعلامية حول إمكاناتهم وقدرتهم على العطاء والعمل والتفوق.
وقالت: هؤلاء الأفراد قد تكون لديهم حلول للمشاكل التي يعاني منها العالم الآن مثل التسليح النووي والمجاعات والأمراض المستعصية ومشاكل التلوث، مستشهدة في هذا السياق بعدد كبير من المشاهير من علماء وسياسيين وعلماء لم تمنعهم اعاقتهم التعليمية من التفوق في مجال عملهم، بل قادهم الذكاء الى النظر للصعوبات باعتبارها تحدياً يدفعهم الى مزيد العمل والمثابرة.

دعم متواضع
وسلطت الساير الضوء على الدعم الذي تحظى به فئة صعوبات التعلم في الكويت، حيث قيمته بـ «الدعم المتواضع» مقارنة بالدول المتقدمة، وقالت: بالنسبة لمدارس التعليم العام فإن مركز تعليم وتقويم الطفل يؤدي دوره على أكمل وجه، لكن الأعداد أكبر من سعة قدرته الاستيعابية، وفيما يتعلق بمدارس التعليم الخاص فقد شاهدنا تطورا ملحوظا في السنوات الثماني الماضية.
وأشارت إلى المشكلة الرئيسية التي تواجه القطاع التعليمي لذوي الإعاقة في الكويت، والتي تتمثل في قلة عدد المعلمين المتخصصين ـ فبعد سنوات من الجهد استطاعت كلية التربية الأساسية هذا العام أن توفر قسماً خاصاً لصعوبات التعلم، ولكننا بحاجة إلى المزيد، ونرجو أن تحذو جامعة الكويت حذوها باستحداث قسم خاص.

جائزة كالد للمعلم المتميز
وانتهزت الساير الفرصة للإعلان عن جائزة المعلم المتميز، والتي ستقام في 20 أكتوبر الجاري، وتقدم بشكل سنوي للمعلمين المتميزين في مجال تدريس التلاميذ ذوي صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط في المدارس الخاصة، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، لافتة إلى أنها تهدف إلى التطوير المهني ونشر ثقافة تقييم الأداء الذاتي للمدرسين، كما تهدف إلى رد الجميل للمعلمين الذين بذلوا جهودا كبيرة في تطوير أنفسهم من اجل مساعدة تلاميذهم على التعلم والنجاح.

مدارس مشاركة
ولفتت إلى المدارس المشاركة في جائزة كالد للمعلم المتميز للعام 2013 – 2014 وهي: مدرسة فوزية سلطان العالمية، مدرسة الكويت العالمية، مدرسة دسمان النموذجية، مدرسة المنارات، مدرسة المعرفة النموذجية، وأكاديمية الكويت التعليمية، بالإضافة إلى مركز تقويم وتعليم الطفل، وأكاديمية الإبداع العالمية.

قانون المعاقين
وفيما أثنت الساير على قانون المعاقين الجديد رقم 8 لعام 2010، وبالخدمات التي يقدمها لتلاميذ صعوبات التعلم، تمنت أن تتم إضافة اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط بدعم مجلس الأمة.
وأضافت: إذا كان عسر القراءة والكتابة وعسر الرياضيات يسمى صعوبات تعلم، فإننا نسمي اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط صعوبة حياة.

مطالب
وحددت الساير ابرز مطالب هذه الفئة من السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفي مقدمتها ضرورة إعادة النظر في قانون المعاقين الجديد، تعزيز التواصل والتعاون بين جميع الجهات العاملة في مجال رعاية ذوي الإعاقة، والمتمثلة في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة وإدارة التعليم الخاص.

فكرة البداية
وتطرقت الساير الى الحديث عن بداية فكرة تأسيس الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم (كالد)، وقالت: منذ حوالي عشر سنوات، وعندما كنت عضوة في مجلس الآباء والمعلمين في مدرسة ابني، لفتت انتباهي شكوى عدد من الأمهات: «ابني ذكي، ولكنه لا يحب الدراسة»، أو «ابنتي مبدعة، ولكنها لا تستطيع التركيز». ولأني كنت واحدة من تلك الأمهات، بدأت بتحري السبب، وقادتني استفساراتي إلى ما يعرف بصعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط.
علمت حينها أن الفاضلة فاتن البدر قد أسست مركز تقويم وتعليم الطفل لخدمة التلاميذ في مدارس القطاع العام، الذين لديهم هذه الصعوبات، ولكن ليست هناك جهة ترعى هؤلاء التلاميذ في مدارس القطاع الخاص.

صعوبات
ورغم الصعوبات التي واجهتها الساير في بداية مرحلة تأسيس «كالد»، والتساؤلات التي تدور في ذهنها حول إمكانية إيجاد من يتفهم قضيتها وتوفير الدعم المادي والمعنوي، استطاعت أن تحول الحلم إلى حقيقة، لاسيما بعد حصولها على الدعم المادي السنوي من مؤسسة مبرة مشاريع الخير، مضيفة: فالكل يعرف انه من دون هذا النوع من الدعم لا يمكن المضي قدما في بناء مؤسسة نفع عام، ثم تلاه دعم مركز تقويم وتعليم الطفل، الذي استضاف مكاتبنا في مبناه في السرة، وقدم لنا الكثير من الدعم اللوجستي والمهني.

المقر الجديد
ومضت تقول: لا تزال مؤسسة مبرة مشاريع الخير راعي «كالد» الأول، وسيبقى تعاوننا وثيقاً مع مركز تقويم وتعليم الطفل، حتى بعد انتقالنا إلى مبنى الجمعية الجديد العام المقبل في الخالدية، الذي تبرع به فيصل العيار نائب رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع الكويت (كيبكو). ولقد قام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدعمنا من خلال برنامج الاستعانة بخبير، أما بنك الكويت الوطني فقد رعى نشاطاتنا الشبابية العام الماضي، بينما ترعى «زين» للاتصالات حفل جائزة «كالد» للمعلم المتميز. وهناك جهات اخرى قامت برعاية واحدة أو أكثر من نشاطات «كالد».

قادرون على العطاء والتميُّز
أوضحت الساير أن فئة صعوبات التعلم قادرة على العطاء والنجاح في شتى مجالات الحياة، مشيرة إلى إمكانية مواصلة هذه الفئة للدراسة في حال توفر الدعم الكافي من المجتمع أما بخلاف ذلك فيترتب عليه الفشل الدراسي الذي بدوره يؤدي إلى انعدام ثقته بذاته وصعوبة تكوين صداقات والعلاقات الأسرية.

لماذا الخجل؟
اعتبرت الساير أن الوصم الاجتماعي من أبرز التحديات التي تواجه مجتمعنا العربي، مبينة أن بعض الأسر تخجل من إعاقة أبنائها، علما بأن هذه الفروق الفردية هي مجرد اختلافات طبيعية بين عامة الناس.

ما هي صعوبات التعلم؟
تناولت الساير الحديث عن مفهوم صعوبات التعلم، واضطراب تشتت الانتباه، وفرط النشاط، واعتبارها إعاقة تعليمية وردت في قانون المعاقين، مبينة أن عملية التعلم تتم عندما تصل الى المتعلم معلومات، فيقوم بدمجها ثم تفسيرها ثم حفظها ثم نذكرها، ومن ثم تتحول هذه المعلومات إلى مخرجات من خلال اللغة وحركة العضلات، لافتة إلى أن الأشخاص الذين لديهم صعوبات تعلم يواجهون صعوبة في واحدة أو أكثر من هذه الخطوات، والسبب ناشئ عن خلل دماغي أثبتته الأبحاث العلمية والصور الشعاعية.

تشتت الانتباه
أما اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط فهو اضطراب عصبي تطوري سببه نقص في مواد كيماوية، تعمل كموصلات في الدماغ، وهو ثلاثة أنواع: أن يكون لدى الطفل فرط نشاط واندفاعية، أن يكون لديه تشتت انتباه (بدون فرط نشاط)، والنوع المختلط حيث يكون لدى الطفل فرط نشاط واندفاعية وتشتت انتباه، لهذا نجد انه بالرغم من أن التلاميذ، الذين لديهم صعوبات أو اضطراب أو الاثنين معا أذكياء يكون تحصيلهم الأكاديمي متدني.

العلاج بالترفيه
أشارت الساير إلى أن كالد تقوم بتنظيم نشاطات ترفيهية موجّهة للتلميذ كالمخيمات التي تعطيه فرصة تكوين صدقات جديدة، وفرصة الاعتماد على النفس ومسرح المواهب، حيث يقوم بإظهار مواهبه أمام أقرانه وأسرته، مما يعزز ثقته بنفسه، بالإضافة إلى تنظيم محاضرات لأولياء الأمور، كما لديها مجموعة دعم للأمهات.

تأثيرات نفسية لضعف التحصيل الدراسي
أشارت الساير إلى أن التحصيل الدراسي المتدني يؤثر سلبا على نفسية الطفل، وعلى نظرة الآخرين وتعاملهم معه، وغالبا ما يصاحب هذه الصعوبات مهارات سلوكية ضعيفة تجعل ممن لديه هذه الصعوبات معرضا للانتقادات المستمرة من قبل الآخرين، كما تجعل عملية تكوين الصداقات صعبة، وكل هذا يترك آثاراً سلبية على نفسية التلميذ وأسرته.
ولفتت إلى أن صعوبات التعلم إعاقة تستمر طوال الحياة، واضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط يتحول من شكل إلى آخر أو يخف في الشدة، ولكن يبقى التشخيص والعلاج المبكر كالأدوية والعلاج النفسي في حالة الاضطراب واتباع أساليب التدريس المناسبة والدعم النفسي والاجتماعي في حالة صعوبات التعلم ذات أهمية كبيرة في تعلم هؤلاء الأشخاص، وفي تمتعهم بحياة نفسية جيدة واجتماعية ناجحة.

دعم نفسي واجتماعي
حثت الساير إدارات مدارس التعليم الخاص بأهمية توفير الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين لتلاميذ صعوبات التعليم، لافتة إلى أن الطالب من هذه الفئة لا يحتاج فقط إلى دعم أكاديمي، بل اجتماعي ونفسي، داعية أولياء أمور هؤلاء التلاميذ إلى التواصل مع الجهات التي توفر لهم برامج التوعية حتى يتسنى لهم التعايش والتكيّف مع هذه الصعوبات.

جوائز الفائزين بجائزة كالد
أشارت الساير إلى أن الفائز بالمركز الأول سيحصل على جائزة نقدية قيمتها 2000 دينار، في حين سوف تمنح المدرسة التي يعمل فيها المعلم المتميز مبلغ 1000 دينار، لاستثمارها في مشروع تعليمي يخدم تلاميذ صعوبات التعلم، أما المركز الثاني فسيحصل على 1250 دينارا للمدرس الفائز، و750 ديناراً للمدرسة التي يعمل فيها، بينما الفائز بالمركز الثالث سيحصل على 750 ديناراً للمدرس الفائز، و250 ديناراً للمدرسة التي يعمل فيها.

حملات توعية
لفتت آمال الساير إلى حملات التوعية التي تنظمها كالد للعاملين في المدارس، التي اشتملت على عشرات المحاضرات وورش العمل، ونظمت مؤتمرين حاضر فيهما خبراء دوليون، وحضرهما المئات من المعلمين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس، وهذا العام أضفنا جائزة المعلم المتميز.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3739 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4112 0
خالد العرافة
2017/07/05 4657 0