يتوقع ان تساعد تقنية تلسكوبيه هي الاولي من نوعها في العالم , اخترعها طبيب في بريطانيا , الملايين من الناس الذي يعانون من مرض يؤدي الى ضعف او انعدام البصر وخاصة في المراحل الاولى والمتوسطة من هذا المرض الذي يصيب العيون في مراحل متقدمة من العمر.
وتم اختراع هذه التقنية المثيرة مؤخرا باستخدام التكنولوجيا التي تدخل في صناعة تلسكوب هابل الاميركي في العدسة التي يمكن أن تنقذ نظر الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
و حتى الآن، لم تكن هناك معالجة مقبولة على نطاق واسع بالنسبة لمن يعانون من الضمور البقعي في العين بسبب تقدم العمر وهو ما يعتبر السبب الرئيسي للعمى في الاشخاص الذي يزيد عمرهم عن 55 سنة.
وفي أهم تطور في علاج هذا المرض في السنوات ال 25 الماضية، قام جراح بريطاني في احد المستشفيات وخبير فيزيائي حائز على جائزة في الفيزياء بالتعاون معا بتطوير تلسكوب جديد وثوري مصنوع من مادة مرنة يمكن إدراجها في شق عدسة حجمها اقل من 3 ملم وهو إجراء لا يستغرق اكثر من 10 دقيقة يمكن لاي جراح في العالم ان ينفذه. كما يمكن لهذه التقنية معالجة اعتلال البقعة عند المرضى الذين يخضعون لجراحة السد ا لعتمي الناجم عن مرض السكري.
وقد تمت الموافقة الرسمية على هذه التقنية واجريت تجارب ناجحة في عدد من العيادات مما يعني ان ملايين من الاشخاص الذي يعانون من هذا المرض سيكون بمقدورهم ممارسة حياة طبيعية وقيادة السيارة ومشاهدة التلفزيون.
ويستخدم في هذه عدسة التكنولوجيا التي تم تطويرها بعد أن لاحظ علماء وكالة ناسا الاميركية أن الصور من تلسكوب هابل كانت خارج التركيز وغامضة مما استدعى اتخاذ اجراء للتصدي لها وتم وضع حلولا متقدمة باستخدام التغييرات الدقيقة (البصريات التكيفية) التي نجحت في تقليص آثار التشوه والتعويض عن العيوب.
وبناء على النهج نفسه، قام استشاري جراحة العيون الدكتور بوبي قريشي، الرئيس الطبي ومؤسس مستشفى لندن فارما للعيون بالتعاون مع البروفسور / بابلو ارتال اول اوبوبي / الحائز على بجائزة ادوارد للعلوم بالتعاون من اجل تطوير هذه التقنية الثورية خاصة وان عدد كبير من الاشخاص الذي يزيد عمرهم عن 55 سنة يصابون بهذا المرض وان هناك ما بين 200 و300 مليون شخص مصابون به في العالم الثالث.
ويتوقع الدكتور قريشي ان تؤدي التقنية الجديدة الى شفاء عدد كبير من المصابين بهذا المرض وخاصة المتقدمين في العمر مشيرا الى انها ايضا ستؤدي الى ضخ استثمارات كبيرة من المهتمين بهذا الاختراع.
ويقول السيد روب هيل الرئيس التنفيذي لمستشفى فارما :”تضاف هذه التقنية الثورية الى مبادرات قليلة جدا في مجال معالجة قصر النظر منها تقنية /انترالاس / التي بيعت بنحو 808 مليون دولار عام 2007 ونحن الان واثقون من ان التقنية التلسكوبية الجديدة ستحقق انجازات كبيرة ليس على صعيد العلاج فحسب بل في المجال الاستثماري كذلك.”
وتبلغ تكلفة اجراء العملية الجديدة نحو 6000 جنيه استرليني للعين الواحدة وتامل ادارة مستشفى لندن فارما للعيون في لندن ان توفر هذه التقنية للمرضى من خلال التامين الصحي.
ويقول الدكتور قريشي :”ما يهمني هو انقاذ عيون المريض وهذه التقنية في الحقيقة ليست مجرد علاج جديد بل انجاز عملاق في مجال علاج ضعف البصر لملايين المصابين في العالم ولذلك فاني اخطط لاستخدام جميع الموارد المتاحة لدعم هذه الحملة لعلاج المصابين وانقاذ عدد كبير من الاطفال الذين يفقدون بصرهم بسبب التراكوما وامراض اخرى.”
واضاف :”هذه ليست سوى مجرد خطوة قادمة لكن قفزة عملاقة في مجال التكنولوجيا البصرية واعتقد انها حاسمة في عملية معالجة عدد كبير من الاشخاص المصابين بهذا العيب النظري حيث لم يكن هناك علاج حتى الان.”
ومن جانبه قال السيد بابلو “قدم لي السيد قريشي قائمة احتياجات كان يأمل في إنجازها ولذلك عملنا معا مع مستشفى فارما في لندن لتطوير هذه التقنية بسرعة انا الان متحمس جدا لما انجزناه وجعلناه حقيقة واقعة.”