0 تعليق
507 المشاهدات

الدويهيس: «دار الضيافة» تستقبل الأحداث من 10 إلى 18 عاماً لحمايتهم من الانحراف



قد يتساءل من يقوم بزيارة إدارة رعاية الأحداث والدور التابعة عن الأبناء النزلاء فيها كيف وصلوا إلى هذا المكان رغم صغر سنهم؟ انهم في عمر الزهور التي لم تتفتح بعد، ربما الظروف العائلية أو حب التمرد الشخصي أو رفقة السوء أو إهمال الوالدين أو تسلط الوالدين أو ابتعاد الوالدين عن الأبناء أو حب المغامرة أو رفض التقاليد والعادات أو ضعف الوازع الديني أو لفت نظر المحيطين بهم.

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وهي وجود زهور خلف أسوار الإصلاحيات.

فما قضاياهم؟ وهل منهم من يخرج ويعود ثانية لحياة طبيعية؟ وما مستقبلهم بعد الخروج؟ هل توفر لهم الدور الإصلاح اللازم الذي يعودون بعده إلى أسرهم والمجتمع أسوياء منتجين؟ وما أغرب القضايا التي سجلت؟ وكيف يتم التعامل مع الأسر؟ وإلى أي مدى يتجاوبون مع مشرفي الدور؟ وما رأي الحدث في وصوله إلى هذا المكان؟ وهل فعلا عزم التوبة والعودة عن الطريق التي كان يسير بها؟ حالات غريبة عجيبة واجهتنا في هذا الملف، أرادت فتحه بعد صدور القانون الخاص بالأحداث.

في الحلقة الثانية من ملف «رعاية الاحداث»، كان الموعد في دار الضيافة الاجتماعية بخيطان، هذه الدار التي تدمع العين والقلب لنزلائها الذين لا ذنب لهم الا ان أسرهم ترفضهم طوعا او كرها، فضيوف الدار غير محكومين ولا منحرفين بل ظروفهم الاجتماعية جعلت منهم معرضين للانحراف، هناك حدث لم يكمل الـ 11 من عمره، ذنبه الوحيد ان والدته ترفضه وتعتبره بلاء عليها ولم تترك أسلوبا من أساليب التعذيب الا وطبقته عليه من حرق اللسان الى التكبيل والضرب والحرمان من الطعام وتمييز اخوانه بالملابس والمأكل ومطالبته بالسرقة ليأكل، والاب مغيب وكل ما يعلم عن ابنه انه يهرب من المنزل ولا يعود، وتطوع احد الأقرباء وأوصله الى دار الضيافة، ورغم ذلك رفض التحدث عن والديه بأي كلام يسيء اليهما، بل يقول الحمد الله ان شاء الله اكبر واشتغل ويصير عندي منزل ولن اترك أمي لأنها هي الام، الله يسامحها.

اما الحدث الثاني الذي قابلناه فهو وإخوانه ضيوف في الدار نتيجة ظروف الأهل المحكومين في قضية قتل في السجن ولا وصي عليهم سوى عم لديه أسرة كبيرة ويعجز عن إعالة أسرتين، وضعهم في الضيافة الواحد تلو الآخر وتمر اشهر لا احد يسأل عنهم، وآخر يدخل الدار هربا من أسرته، فالوالدان مطلقان ولكل منهما حياته، الام ترفض الحضانة والأب أيضا، والأبناء في الشارع، مروا جميعا على الضيافة ومنهم من يخرج ويعود، لا مكان لهم يذهبون اليه، وغيرها من القصص التي تشبه الخيال، ولا احد يتوقع انها تحدث في مجتمعاتنا الاسلامية الشرقية.

تحدثنا مع رئيس دار الضيافة الاجتماعية غانم الدويهيس الذي بين لنا ان الدار تستضيف الاحداث من عمر الـ 10 الى الـ 18 سنة ويتم استقبالهم من الجهات المختصة، ولي امر او احدى الجهات الرسمية، وذلك لحمايتهم من الانحراف، وفيما يلي التفاصيل:

ما أهداف الدار؟

٭ الاحداث في دار الضيافة ضيوف لا حكم عليهم، بل هم من الفئات المعرضة للانحراف ويعيشون حياة شبه طبيعية ولهم حق الخروج في زيارات أسبوعية بالاضافة الى متابعة الدراسة في المدرسة المخصصة لهم في ادارة الاحداث، وهناك سائق خاص يقوم بتوصيلهم الى المدرسة، والدار تقدم لهم الخدمات الاجتماعية الشاملة النفسية والتعليمية والمهنية والصحية والدينية، ونركز على تعزيز علاقة النزيل بأسرته عبر التواصل المستمر.

هل هناك شروط خاصة لاستقبال الاحداث في الدار؟

٭ بالطبع هناك شروط للقبول، فلا نستقبل اي حدث الا وفق إجراءات محددة، أولها ان يكون أتم العاشرة من عمره ولم يتجاوز الثامنة عشرة، ويكون من الحالات المعرضة للانحراف وفقا لما حدده قانون الاحداث وبموجب كتاب يقدم من جهات مختصة الى مدير الادارة او من ينوب عنه وتوافق عليه هيئة الاحداث، وان يكون خاليا من الأمراض المعدية او النفسية، وألا يكون من الاحداث الصادرة في حقهم احكام قضائية نافذة.

ما إجراءات القبول؟

٭ اول تلك الاجراءات موافقة هيئة الاحداث ومتابعة الحدث من قبل الجهاز الفني، وتجتمع لجنة فنية وتضع خطة رعاية شاملة للحدث كل وفق حالته، وتقديم كل أوجه الرعاية.

ما الانشطة التي تقدم داخل الدار لملء وقت الفراغ لدى الابناء؟

٭ انشطة مختلفة تقدم من الصباح الى المساء، منها انشطة رياضية، فهناك صالات للرياضة وملعب كرة قدم بالاضافة الى انشطة زراعية في الدار، وايضا نشاط خاص لتربية الطيور والدجاج، والأبناء يقومون بالاعتناء بها الى جانب انشطة خارجية من زيارات لدور السينما او المطاعم والشاليهات.

الى اي مدى تتجاوب الاسرة معكم؟

٭ يختلف ذلك من أسرة لاخرى، فهناك أسر مهتمة تتابع مع الاخصائيين والمشرفين حالة ابنائهم خطوة بخطوة، وأسر اخرى لا ترد على الهاتف وترفض حتى الاستماع الى المختصين، وفي هذه الحالة نستمر في المتابعة والاتصالات لحين التوصل الى حل، وبعض الحالات تستغرق الأسر عدة اشهر لنتواصل معها، وأخرى تصر على رفض الحدث، ومن أكثر الحالات الصعبة في التعامل هي الأسر المفككة، فالأم لها حياتها الخاصة والأب له حياته الخاصة، ويبقى الأبناء ضائعين بين الاثنين، وكل منهما يلقي المسؤولية على الآخر.

كم عدد الحالات في الدار؟

٭ الأعداد تتغير باستمرار، فاليوم قد يكون بالدار 10 حالات وغدا 5 حالات مثلا.

هل عدد الموظفين كاف لتلبية احتياجات النزلاء؟

٭ هناك بعض النقص في الاعداد، فالدار تحتاج الى موظفين على مدار الساعة وتعمل ضمن نظام المناوبة، ونحن نعمل في ظل الموجود ونسد العجز والحمد الله، فالنزلاء لا ينقصهم اي شيء.

ألم يساعد بدل المناوبة والإضافات الاخرى على معالجة النقص في العمالة؟

٭ البدلات أتت اقل من المتوقع والعاملون في هذا المجال يستحقون اكثر، ولكن جميع العاملين لا ينظرون للعمل من الناحية المادية بل الانسانية ويقومون بتنفيذ بعض الأنشطة على حسابهم الخاص.

ما ابرز العقبات التي تواجهكم في الدار؟

٭ من ابرز العقبات عدم تجاوب الأسر وأحيانا يتم تغيير السكن والهاتف دون تبليغ الادارة، وهذا ينعكس سلبا على الابناء الذين ينتظرون الزيارة الأسبوعية، ورفض الاسرة لهم يؤثر كثيرا على نفسية النزيل وتجاوبه مع المختصين، بالاضافة الى نقص الجهاز الفني وقلة الحوافز التشجيعية للعاملين.

هل هناك حالات غادرت ثم عادت الى الدار مرة اخرى؟

٭ احيانا قليلة يخرج الحدث ثم يعود بناء على طلبه ولدينا حالة أسرة بأكملها اربعة أبناء مروا على الدار بالتدرج وهؤلاء لا يوجد مكان لهم وهناك حالات بعدما خرجت عادت في قضايا الى دور أخرى.

على اي أساس يتم اخراج الحدث من الدار؟

٭ هناك حالات مختلفة يترك الحدث على اثرها الدار منها اذا صدر حكم قضائي على الحدث من محكمة الاحداث او اتهامه في قضايا يخرج الى دور اخرى او اذا ثبت انه مدمن أو يعاني من أمراض، اما بالنسبة لترك الدار نهائيا فهناك إجراءات تتم في حال تسليم الحدث الى ولي أمره ويؤخذ عليه إقرار وتعهد خطي بحسن رعاية الحدث، ونعمل على متابعة الحالة وفق توصيات هيئة الاحداث بعد تسليم الحدث الى ولي أمره سواء كان تسليما جزئيا أو كليا، ويتم رفع اسم الحدث من الكشوفات ونسلم كتابا بخروج الحدث الى جهات الاختصاص.

اما لقاؤنا الثاني فكان مع المراقبة في ادارة المكتب المخول بمتابعة الحدث منذ دخوله الى الادارة وحتى الخروج منها وهو الجهة المخولة بمتابعة الحالات، سواء للمنحرفين او المعرضين للانحراف، وهو الذي يتابع القضايا ويعد التقرير ويتابع الاختبار القضائي ويتابع مع الأسر، وتحدثنا مع مسؤول المكتب محمد العنزي الذي بين لنا ان مكتب المراقبة هو الجهة التي تتابع الحدث من اللحظة الاولى الى نهاية الفترة التي يقضيها، وفيما يلي التفاصيل:

ما آلية عمل مكتب المراقبة واهدافه؟

٭ المكتب مخول بدراسة كل الحالات المحولة الى الادارة، سواء كانوا منحرفين او معرضين للانحراف وإعداد تقرير اجتماعي عن الحالة يوضح فيه الظروف الاجتماعية والنفسية والعقلية للحدث، بالاضافة الى تنفيذ متطلبات الاختبار القضائي وتعديل الحالة والإفراج بشروط او الإفراج النهائي، وهو المسؤول عن متابعة محاكمة الحدث وحضور الحدث الى المحكمة.

كيف يتم اجراء الاختبار القضائي للاحداث؟

٭ يخول للحدث الى مكتب المراقبة الاجتماعية من ادارة تنفيذ الأحكام وذلك لتنفيذ حكم الاختبار القضائي وتتم مقابلة للحدث وولي أمره مع مراقب السلوك الاجتماعي المختص ويوقع ولي الامر على شروط الاختبار وتقدم له المشورة الأدبية والنصائح والتوجيهات ضمانا لحسن سير الحدث المحكوم، ويتم رفع تقرير شهري عن الاحداث المشمولين بالاختبار القضائي الى نيابة الاحداث.

هل يحق للمراقب ان يطلب تحويل الحدث الى الإيداع؟

٭ يحدث هذا في حالة عدم تعاون الحدث مع مراقب السلوك في الجلسات الإرشادية أو غيابه عن حضورها وعدم تعاون الاسرة او اذا ثبت للمراقب ان الاسرة غير امينة على الحدث او في حال انقطاع الحدث عن الدراسة او اذا حصل المراقب على معلومات من مكتب الخدمة الاجتماعية والنفسية تفيد بوجود ميول انحرافية عند الحدث او مشاغبة او ادمان داخل المدرسة، ويكون بموجب طلب الى نيابة الاحداث في تحويل الحالة الى الإيداع.

كم عدد حالات المتابعة من قبل المكتب؟

٭ كثيرة جدا تصل الى المئات احيانا وهي غير ثابتة تتغير من اسبوع الى آخر.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0