كان بالفعل أخا وصديقا. كان لا يترك مناسبة اجتماعية إلا ويكون فيها، سواء كان عزاء أو زواجا أو تهنئة بحلول شهر رمضان المبارك أو بالأعياد إلا ويكون سباقا. ألتقي به كثيرا في المناسبات، كان حريصا على أداء واجباته الدينية، خاصة في شهر رمضان المبارك في مسجد ابي بكر الصديق رضي الله عنه في الشامية.
عاش وترعرع ودرس وأمضى فترة الطفولة والشباب في منطقة الشامية، التي أحبها وأحبته، وكنت سعيد الحظ بأن أتعرف على هذه الشخصية المحبوبة التي لا تعرف الكلل أو الملل أو الانزواء عن المجتمع.
كان يدرس في مدرسة الشامية، ويلعب معنا كرة القدم في نادي شباب الشامية، وكان شعلة من النشاط، ناجحا في عمله حتى وصل الى أعلى المناصب، فجأة وبسبب حادث سيارة لم يستطع ان يمشي على رجليه، بل كان الكرسي المتحرك هو وسيلته في التنقل، ورغم ذلك فلم ينقطع نشاطه سواء في عمله أو أداء واجباته الدينية او الاجتماعية، كان مؤمنا بقدر الله، لم ييأس ولم اسمعه يشتكي، بل كان يذكر الله كثيرا ويعمل بجد ونشاط حتى بدأت الأمراض الاخرى تنخر جسده الكريم، وعندما زرته في المستشفى الاميري في شهر اغسطس الماضي، كانت حالته الصحية تدخل مرحلة حرجة حتى سافر الى الخارج في شهر سبتمبر للعلاج.
في أواخر ذلك الشهر جاءنا الخبر الصاعق بأن الأخ العزيز وليد الرويح قد انتقل الى رحمة الله تعالى، وهذا قدر كل إنسان.
لقد كانت للفقيد محبة وتقدير واحترام من قبل قطاعات كبيرة في المجتمع الكويتي، والدليل على ذلك الجمهور الغفير الذي حضر لتوديعه في المقبرة، حتى أن جموع المعزين وقفوا ساعات طويلة ليقدموا واجب العزاء، ولأول مرة في حياتي أرى جموع المعزين يقفون لتقديم التعزية مع حلول صلاة المغرب، وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على الاحترام والمحبة والتقدير الذي يكنه أهله واصدقاؤه ومحبوه له.
رحم الله الأخ العزيز وليد الرويح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد أحمد المجرن الرومي