فقدت الكويت يوم الاربعاء 2014/9/24 احد ابرز ابنائها الأخ وليد الرويح والذي كان احد ابرز رواد العمل الاقتصادي الاسلامي، واحد مؤسسيه، فقد رأس الدائرة التجارية في بيت التمويل الكويتي، ثم مساعدا للمدير العام للقطاع التجاري، وفي عام 1984 اصيب بحادث سيارة اثناء تواجده في مكة لاداء العمرة، مما نتج عنه اصابته بشلل نصفي، لكن هذه الاعاقة لم تثنه عن اداء واجباته العملية والاجتماعية، فقد عاد الى عمله على كرسي متحرك واستمر بمنصبه يدير هذه الادارة الاقتصادية الكبيرة، حتى عام 1992 ثم انتقل الى بيت الاستثمار الخليجي رئيسا، كما عين نائبا لرئيس مجلس ادارة شركة اصول للاجارة والتمويل، وعضو مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي في البحرين، ونائب رئيس مجلس ادارة شركة الخليج للاستثمار والتمويل في البحرين، وقد ساهم في تأسيس عدة شركات منها:
– بيت الاستثمار الخليجي.
– اصول للاجارة.
– التأمين التكافلي.
– بيت التمويل الخليجي في البحرين.
– الخليج للاستثمار في البحرين.
لقد كان رحمه الله أمة في فرد، وكان عقلية اقتصادية قل ان يوجد مثلها، وحق للكويت والكويتيين الافتخار بمثل هذا النموذج من ابنائها.
كان أبو خالد رحمه الله نموذجا فذا للنجاح على جميع الاصعدة، فقد كان أبا مثاليا، وداعية من الطراز النادر، وصانعا رائعا للعلاقات الاجتماعية، ما كان يترك عرسا ولا عزاء، ولا جنازة الا حضرها، تراه في كل مكان مع كرسيه المتحرك، وكأنه يقول للكسالى وفاقدي الهمة، ان الجسد اذا تعطل فإن الهمة والعزم لا يتعطلان، وكأنه يردد عليهم ما قاله المتنبي:
وإذا كانت النُّفوسُ كِباراً
تَعِبَت في مُرادِها الأجسامُ
نعم كان أبو خالد من اصحاب النفوس الكبيرة التي تعبت في مرادها الاجسام، فلم يستسلم لجسد نصفه معطل، ولم يستسلم للآلام والاوجاع، فكان كلما ناداه منادي الواجب في مكان قال: ها آنذا، بل كنت تراه حيث تفقد الكثير من الاصحاء.
أبو خالد رحمه الله لم أره في حياتي إلا مبتسما، راضيا بقدر الله، وفي احلك الظروف، لقد التقيته اثناء الغزو في لندن، فرحب بي ترحيبا كبيرا واكرمني أيما اكرام في شقته، ولم يبد عليه أي اثر من آثار الحزن أو التذمر، أو الهم، بل كان يعظ زائريه بالتفاؤل والثبات.
إذا ذكر الذاكرون الناجحين فهو أحد قممهم.
وإذا ذكر الذاكرون الواثقين بأنفسهم فهو أحد قممهم.
وإذا ذكر الذاكرون أصحاب الهمم العالية فهو أحد قممهم.
وإذا ذكر الذاكرون أصحاب العلاقات العامة فهو أحد قممهم.
وإذا ذكر الذاكرون الراضين بالقضاء فهو أحد قممهم.
وإذا ذكر الذاكرون القادة الناجحين فهو أحد قممهم.
إنه كان مجموعة من القمم تجمعت في رجل واحد.
لقد امتلأت يوم جنازتك المقبرة، وجاء الناس من كل صوب وحدب، وفاء لحبك الكبير لهم، وتواصلك الرائع معهم، واستمرت الطوابير تعزي حتى أذان المغرب انه الحب لهذا الرجل الذي اعطى لبلده ودينه الكثير الكثير فأعطاه الناس الكثير الكثير من محبتهم، لقد كان نموذجا رائعا للمواطن المنتج الصالح.
واذا كان يحق لأهل المتوفى البكاء على فقيدهم، فحق لنا ان نبكيك يا أبا خالد، فعلى مثلك تبكي البواكي، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ان العين لتدمع، وان القلب ليحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا، وانا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون.