0 تعليق
261 المشاهدات

مستشفى تخصصي لكل الإعاقات.. حلم معطَّل



لا شك أن الاهتمام بصحة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة تعد مسؤولية مجتمعية، حيث لديهم الحق في التمتع باعلى مستويات التطبيب والمداواة امتثالا بأقرانهم الأسوياء.

وعلى الرغم من ذلك الحق فان المنظور الصحي لهذه الفئة بحاجة إلى اعادة النظر من جديد فبحسب الاستطلاع الذي أجرته القبس على عينة عشوائية من ذوي الاعاقة وذويهم، تبين تراجع القطاع الطبي في علاج هذه الفئة من حيث عدم توافر الكادر الطبي والتمريضي المتخصص وذوي الخبرة في التعامل مع هذه الحالات، إضافة الى عدم وجود مراكز او عيادات متخصصة في علاج وتشخيص أمراض هذه الفئة، وان وجدت في القطاع الحكومي فهي مجهولة للعديد من الأسر على حد علم العديد منهم.

ويتساءل ذوو الاحتياجات الخاصة: اين دور وزارة الصحة في نشر التوعية وإعلام الاسر بهذه العيادات الصحية الحكومية إن وجدت بالأساس، ولماذا لا يتم توفير خط ساخن للتواصل مع الحالات؟! وهل الهيئة متفاعلة ومتعاونة في هذا الامر؟

لا توعية

وانتقد الناشط في مجال ذوي الاعاقة فواز الحصبان عدم وجود توعية صحية في الإعاقات والتغذية والتربية وكذلك الخدمات المساندة، لافتا الى غياب الوعي الاعلامي ودور الهيئة ووزارة الصحة في توعية الاسر في كيفية التعامل مع الحالة الصحية لأبنائهم المرضى.

وأشار الى وجود استغلال من قبل بعض العيادات الخاصة للمرضى من هذه الفئة، الى جانب ضعف الاهتمام من الدولة وانعدام الخدمات الطبية والصحية لذوي الاعاقة.

ولفت إلى معاناة أولياء أمور الإعاقات الذهنية، لاسيما الداون والتوحد، حيث يواجهون مشاكل صحية ونفسية بسبب عدم إلمامهم بشكل كاف بأمور التغذية، مشيرا الى معاناة بعض الإعاقات الذهنية من السمنة المفرطة نتيجة لتناول الطعام بشراهة دون توقف الى جانب تناولهم أطعمة غير صحية، ناهيك عن الأمراض المزمنة التي يعانيها الدوان من دون المتابعة الدورية.

واستشهد الحصبان بدراسة تفيد بأن عمر أبناء الداون في دول الخليج يصل الى 40 عاما بخلاف الدول الأوروبية التي يصل فيها العمر الافتراضي للداون الى 80 عاما نظرا للمتابعة الصحية الدورية والشاملة.

ولفت الى معاناة مرضى الصم في المستشفيات والعيادات الصحية، حيث ان الكادر الطبي لا يجيد التعامل مع هذه الفئة الى جانب إعاقات الشلل الدماغي، لافتا الى عدم وجود عيادات تخصصية في مجال طب الاسنان بالاضافة الى عدم وجود تدخل جراحي.

معاناة

وتحدثت حوراء العنزي (كفيفة) عن معاناتها في أروقة المستشفيات او العيادات الطبية، مبدية استياءها من آلية تعامل الأطباء مع المرضى من ذوي الاعاقة والقائمة على أسلوب التجاهل على حد قولها، موضحة ان الطبيب يستفسر عن حالة المريض (اصحاب المعاناة ذاتهم) من خلال مرافقه ويتجاهل وجودهم بذريعة اعاقتهم.

ولفتت إلى أن بعض المستشفيات تنقصها خاصية الكتابة على الادوية «بلغة برايل» حتى يتسنى للمريض الكفيف التعرف على دوائه دون الاعتماد على الآخرين بخلاف الأمر في الصيدليات الخاصة التي تتميز بوجود هذه الخاصية.

وعلى الرغم من ملاحظاتها وتقييمها للقطاع الطبي، استذكرت العنزي جملة من الإيجابيات التي يتسم بها هذا القطاع تجاه هذه الشريحة ولعل أهمهما منحهم الأولوية في الكشف والمراجعة وتحديد المواعيد من دون انتظار الطابور فضلا عن توفير المواقف بالقرب من المستشفيات.

كوادر طبية

ونادت بتوفير كوادر طبية متخصصة في المستشفيات الحكومية ممن لديهم دورات تدريبية ويجيدون التعامل مع هذه الفئة، لتحقيق الدمج المطلوب دون العزلة.

ورأت العنود الحربي من ذوي الاعاقة الحركية ومدربة تنمية بشرية ان المشاكل الصحية التي تواجه ذوي الإعاقة لا تختلف عن أقرانهم، غير أن المشكلة تكمن في حالة مرضهم، حيث انهم يحتاجون إلى طاقم طبي متخصص في التعامل مع حالة الإعاقة وتشخيص المرض. وأبدت أسفها من آلية تعامل الكادر الطبي والتمريضي مع ذوي الإعاقة، حيث ان غالبيتهم. ليس لديهم الكفاءة والخبرة الكافية للالمام بحالات ذوي الاعاقة، كما انهم لا يقدمون الاهتمام الكافي للمرضى من هذه الفئة وعلاوة على ذلك يتفننون في زرع اليأس في نفوسهم بخلاف الدول المتقدمة.

أين الرقابة؟

انتقد ذوو الاحتياجات الخاصة انعدام الرقابة في المستشفيات فلا يوجد أحد يراقب مايحدث للمريض، مطالبة بإنشاء مستشفى خاص لعلاج ذوي الاعاقة وللارتقاء بالقطاع الطبي والعلاجي.

تعامل راق عذاري الجويسري من ذوي الاعاقة الحركية اختلفت في الرأي مع أقرانها، فمن واقع تجربتها الشخصية، أثنت بالتعامل الراقي الذي يتميز به الكادر الطبي والتمريضي وذلك من خلال تقديم افضل السبل لتذليل الصعاب امامهم، ضاربة المثل بالكادر الطبي الذي كان مشرفا على علاجها.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0