مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة…جهود مستمرة لأكثر من عقدين لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة

شهدت الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية تطورا كميا ونوعيا في جميع المجالات بفضل الجهود المخلصة والدعم المتواصل من الدولة الى جانب اقرار العديد من اللوائح والأنظمة التي تؤكد حقوقهم في المجتمع وتسهم في تأمين كل احتياجاتهم.
وأصدرت المملكة نظام رعاية المعوقين عام 2001 الذي رسم سياسات وآليات رعاية المعوقين الى جانب انشاء مركز الامير سلمان لأبحاث الاعاقة وذلك تجسيدا للاهتمام الكبير الذي يحظى به المعاق.
وقال المدير العام التنفيذي لمركز الامير سلمان لأبحاث الاعاقة الدكتور سلطان السديري في حديث خاص ان المركز الذي تأسس قبل 20 عاما اصبح من المراكز القليلة في العالم العربي والاسلامي الذي يعنى بالبحث العلمي المتخصص بقضايا الاعاقة.
وأضاف السديري ان المركز يقوم باعداد برامج علمية تهدف الى التصدي للاعاقة ومعرفة مسبباتها والاكتشاف والتدخل المبكر لها وتسخير نتائج البحوث ومخرجاتها لأغراض التخطيط والتقييم في مختلف مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل.
واوضح ان المركز اسهم في تنفيذ العديد من المنجزات الوطنية في مجال تخصصه منها نظام رعاية المعوقين والبحث الوطني لدراسة حالات الاعاقة لدى الأطفال في المملكة الذي أعطى المؤشرات الأولية لوضع استراتيجية شاملة للابحاث وبرنامج الكشف المبكر لأمراض التمثيل الغذائي لدى الأطفال حديثي الولادة والذي سيسهم في إنقاذ مئات الأطفال من الاعاقة وغيرها.
وذكر ان جهود المركز شملت في مجال البرنامج الوطني للفحص المبكر على حديثي الولادة للحد من الاعاقة فحص نحو 775 الف مولود مبينا ان عدد الاطفال المفحوصين ارتفع من 7500 طفل في السنة الأولى للمشروع الى أكثر من 20 الفا في السنة.
واشار الى البرنامج الوطني لسهولة الوصول الشامل الذي يعني ببساطة تصميم منتجات ومبان ومساحات خارجية يمكن استخدامها من قبل جميع الأشخاص الى أقصى حد ممكن وكذلك تقديم البرامج والخدمات والأنشطة.
وأكد ان ممارسة الحقوق المدنية والاجتماعية والدينية والثقافية في المجتمع مطلب أساسي لمشاركة الأشخاص ذوي الاعاقة في التنمية الاجتماعية والحصول على الفرص التعليمية والوظيفية والسكنية والقدرة على المساهمة في المجتمع.
وقال ان المركز قام بتصميم الأدلة الارشادية الأربعة لبرنامج الوصول الشامل الذي تم اقراره العام الماضي وهي الدليل الارشادي للوصول الشامل في البيئة العمرانية ووسائط النقل البرية ووسائط النقل البحرية والدليل الارشادي للوصول الشامل للوجهات السياحية وقطاعات الايواء.
واضاف السديري انه سيتم تطوير قاعدة معلومات للتعرف على أعداد الطلاب ذوي صعوبات التعلم وتحديد هذه الصعوبات وتوزيعهم الجغرافي وتكوين طرق تداخلية للتغلب على هذه الصعوبات فيما تم كذلك انشاء برنامج ابتعاث لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليصل عدد المبتعثين منهم الى اكثر من 100 طالب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي.
وفي مجال التوحد اوضح اكد السديري ان المركز قام بعدة دراسات علمية للتعرف على الموروثات التي لها علاقة بمرض التوحد ودراسات مستفيضة في مجال المخ والأعصاب بالشراكة مع مراكز بحثية محلية وعالمية كما قام المركز بتعريب وتقنين اختبارات تشخيصية لمرض التوحد وتعتبر سابقة في العالم العربي.
وتضمنت البرامج التي ينفذها المركز برنامج سلطان بن عبدالعزيز للأبحاث المتقدمة في مجال الاعاقة ويحتوي على عدد من المشاريع البحثية المتخصصة في مجالات الشفرة الوراثية والخلايا الجذعية واستخدامات الروبوت.
وحول جائزة الامير سلمان لأبحاث الاعاقة التي اعلنت اسماء الفائزين بها الاسبوع الماضي اوضح السديري ان انشاء هذه الجائزة يأتي في اطار الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السعودية بقضايا الاعاقة.
واشار الى ان الجائزة حملت اسم ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي اسس أول مركز يعنى بالبحث العلمي في مجال الاعاقة على مستوى المنطقة ويعد أحد المراكز العالمية التي يشار اليها بالبنان فيما تبنى نجله الامير سلطان بن سلمان فكرة الجائزة ومراحل اعدادها وخطوات اعتمادها.
يذكر ان الجائزة انطلقت هذا العام (2014) في دورتها الاولى وتتكون من ثلاثة فروع بواقع 250 الف ريال لكل فرع وشهادات تقديرية وفاز بها في فرع العلوم الصحية والطبية البروفيسور السعودي فواز بن سامي الكريع فيما تناصف امريكيان جائزة فرع العلوم التربوية والتعليمية وتناصف كذلك امريكيان جائزة فرع العلوم التأهيلية والاجتماعية.