2000 بالون بنفسجي ملأت سماء الكويت أمس، احياء لليوم العالمي للتوعية بمرض الزهايمر والتعرف على تحديات وصعوبات هذا المرض، وتسليط الضوء على معاناة المرضى وتعزيز الرعاية الصحية وزيادة الدعم لهم وذويهم.
وقال استاذ علم النفس عضو الجمعية لأميركية للزهايمر الدكتور ناصر سعود المنيع، ان «مرض الزهايمر تم اكتشافه العام 1905 ولغاية اليوم لايوجد علاج له، وتلافي المرض بالتمرينات العقلية مثل حل الالغاز ولعب الشطرنج، وتناول العنب الأحمر ببذوره حيث يساعد ذلك في انتاج مادة عصبية مفيدة».
واضاف المنيع، ان «الزهايمر ليس نتيجة حتمية لكبر السن، ويمكن تلافيه عن طريق الفحص المبكر، وهناك حالات تشافت من المرض بسبب اكتشافه مبكرا»، لافتا الى ان الاهتمام بهذا المرض قليل في الكويت بسبب عدم وجود جمعية نفع عام تهتم بمرضى الزهايمر، اضافة الى عدم وجود وعي من قبل الاهالي».
وقالت عذاري أحمد التميمي، من ذوي مرضى الزهايمر، أن «هناك اهتمام بمرضى الزهايمر، لكن ليس بمستوى الطموح»، مشددة على ضرورة ايجاد جهة معينة تساعد الاهالي على تجاوز معاناة المرض، مشيرة ان التجمع واطلاق البالونات امس، يهدف لتسليط الضوء على المرض وايضاح وسائل علاجه، وتذكير المجتمع بالمرض والانتباه له.
واعتادت مؤسسات عالمية تعنى بمواجهة هذا المرض منذ عام 1984 تنظيم أنشطة في 21 سبتمبر سنويا تتمحور حول التوعية بالمرض والتعامل معه ويتم احياؤه هذا العام تحت شعار «هل بالامكان تقليل خطر الإصابة»، بهدف لفت الأنظار الى هذا المرض الآخذ في الانتشار حول العالم.
ويعرف مرض الزهايمر الذي اكتشفه الدكتور آلويز ألزهايمر عام 1905 بأنه خلل بالمخ وانتظر العالم 60 عاما حتى تم اعتباره مرضا وليس شيخوخة طبيعية وظل 20 عاما أخرى حتى بدأ الباحثون يركزون على مخ المرضى لمعرفة أسبابه والذي يسبب اضطرابا في الذاكرة نتيجة لتدمير الخلايا العصبية في المخ ومرد ذلك الى أسباب جينية وبيئية وفيزيولوجية.
ويعاني من مرض الزهايمر نحو 35 مليون شخص حول العالم والمتوقع أن يرتفع هذا العدد الى 115 مليونا بحلول عام 2050 حسب تقديرات الجمعية الالمانية للزهايمر.
وعرف الزهايمر بمرض «خرف الشيخوخة» لان احتمال الاصابة به يزداد مع التقدم بالعمر حيث تصل نسبة الاصابة به الى 50 في المئة بين الاشخاص في سن 85 عاما وما فوق.
ويعد الزهايمر حتى الان مرضا عضالا لا شفاء منه وهو من أكثر الامراض شيوعا عند كبار السن حيث يصيب المخ ويعمل على تدمير الذاكرة ويفقد الانسان قدرته على التركيز والتعلم.
وقال رئيس رابطة جراحة المخ والاعصاب الكويتية رئيس الجمعيات العربية لجراحة المخ والاعصاب الاستشاري الدكتور يوسف العوضي، ان «لا سبب مؤكدا للاصابة بالزهايمر الا أن العلماء يرون انه مع تقدم العمر تترسب بروتينات (نشوانية) لها بنية تعرف بصفيحات بيتا المطوية، وتتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية في الدماغ مما يؤدي الى خلل».
وأضاف الدكتور العوضي ان «التلف الذي يحصل للدماغ يؤثر على ألياف الاعصاب التي توصل الاشارات فلا توصل السيالة العصبية بشكل سليم وبالتالي تتلف الاماكن المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ».
وأوضح انه عندما يصاب الانسان بالزهايمر فان خلايا دماغه تتقلص وتنكمش وتضمر في الاماكن المسؤولة عن الذاكرة والادراك والتفكير واتخاذ القرار.
ولفت الى ان للمرض اسبابا وراثية حيث لوحظ ان فرصة الاصابة بالزهايمر تتضاعف عند الاشخاص الذين اصيب احد اقاربهم بخرف الشيخوخة مقارنة بغيرهم من الاشخاص، كما ان اصابات الرأس القوية تزيد من احتمال الاصابة بالزهايمر.
ولاحظ الدكتور العوضي ان العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب تتشابه مع تلك التي تزيد من مخاطر الاصابة بمرض الزهايمر، ومنها ارتفاع ضغط الدم وفرط الكوليسترول في الدم ومرض السكري غير المتوازن.
وبين ان «مريض الزهايمر يعاني في المراحل الاولى من اصابته بالخرف بسبب نسيان الكثير من الامور المهمة التي يقوم او يجب ان يقوم بها، ولا يستدرك الوقت ولا يتذكر احداث الماضي القريب كما يميل الى الانطواء والعزلة وينطق جملا غير مفهومة».